عملية الإنزال خلف خطوط جيش الإحتلال شرق رفح تشكك في قدرته على حماية المستوطنات وإعادة مستوطنيه إليها

الساعة : 15:45
7 يونيو 2024
عملية الإنزال خلف خطوط جيش الإحتلال شرق رفح تشكك في قدرته على حماية المستوطنات وإعادة مستوطنيه إليها

الحدث:

أفادت وسائل إعلام عبرية بتنفيذ عملية اجتاز فيها مقاومون فلسطينيون السياج الأمني الفاصل شرق رفح؛ حيث تسللوا إلى داخل الأراضي المحتلة بالقرب من معبر كرم أبو سالم. وأفادت "القناة 13" بأن جيش الاحتلال رد بإطلاق النار واستعان بالطيران والدبابات لصد الهجوم، بينما تحدثت صحيفة "هآرتس" عن تسلل خلية إلى المنطقة الأمنية التي يحتلها الجيش عند حدود القطاع. بالمقابل، أعلنت "كتائب القسام" "تنفيذ عملية إنزال خلف خطوط العدو واختراق السياج الحدودي ومهاجمة مقر قيادة فرقة العدو العاملة في مدينة رفح، فيما اعترف جيش الاحتلال بمقتل أحد ضباطه في العملية وقتله ثلاثة من المسلحين، وفتح تحقيق في الحادث لمعرفة كيفية قدرتهم على التسلل لهذه المنطقة.

الرأي:

تكمن أهمية هذه العملية النوعية في أنها جاءت في الوقت الذي يتحدث فيه جيش الاحتلال عن تحقيقه إنجازات ميدانية في مدينة رفح، وذلك بعد توسيعه للهجوم والاجتياح البري للمدينة والذي كان بدأه قبل نحو شهر؛ حيث ادعى جيش الاحتلال السيطرة على المنطقة وأنه أقام منطقة أمنية عازلة شرق المدينة، وأنه سيطر كذلك على الشريط الحدودي مع مصر، قائلًا إنه يقوم بتطهير المنطقة من المقاتلين والأنفاق. لذلك، فإن هذه العملية تشكل ضربة كبيرة لادعاءات الجيش وقياداته، فضلًا عن إخفاقه الاستخباراتي الجديد في توقعه لمثل هذه العمليات، لا سيما خلف خطوطه.

إضافةً لذلك، فإن تنفيذ العملية خلف خطوط الجيش تعيد للواجهة مخاوف مستوطني مستوطنات غلاف غزة، الذين يرفضون العودة إلى تلك المستوطنات منذ السابع من أكتوبر الماضي، رغم كل جهود الحكومة والجيش لإقناعهم بالعودة. كما إنها تزيد من الشكوك حول قدرة الجيش على حماية تلك المستوطنات ومنع مثل هذه العمليات بشكل نهائي، الأمر الذي قد يدفع الجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية لإعادة تقييم الإجراءات المتخذة في مستوطنات منطقة الغلاف ككل.

من جهة أخرى، فإن العملية تشير إلى أن المقاومة أظهرت مجددًا قدرتها على تنويع أساليبها وتكتيكاتها، وفقًا للمستجدات الميدانية وحتى الظهور في مناطق تعتقد "إسرائيل" أنها خالية من عناصر المقاومة. كما إن استنزاف جيش الاحتلال قد يؤدي لمزيد من الخلافات داخل هيئة الأركان، وسيعيد للواجهة كذلك الجدل الكبير بين مختلف الأوساط السياسية والعسكرية والشعبية حول مدى إمكانية تحقيق أهداف الحرب المعلنة، وتحديدًا القضاء على المقاومة وإبعاد المخاطر الأمنية القادمة من القطاع.