تفكيك الحوثيين شبكة تجسس أمريكية في صنعاء يعقّد الصراع ويضيف إليه أبعادًا جديدة

الساعة : 14:00
12 يونيو 2024
تفكيك الحوثيين شبكة تجسس أمريكية في صنعاء يعقّد الصراع ويضيف إليه أبعادًا جديدة

الحدث:

كشفت جماعة الحوثي عن ضبط شبكة تجسس كبيرة تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وجهاز "الموساد الإسرائيلي"، بحسب وكالة "سبأ" للأنباء التابعة للجماعة، حيث أشارت الجماعة إلى أن الشبكة التي كانت على تواصل مع ضباط الاستخبارات الأمريكية، تستخدم أجهزة تجسس حديثة مكنتها من جمع معلومات حساسة حول القدرات العسكرية والاستراتيجية للحوثيين، بما في ذلك تنفيذ أعمال تخريبية عبر العديد من القطاعات الحيوية .وقد جاء هذا الإعلان بعد ثلاثة أيام فقط من تصريح الأمم المتحدة عن احتجاز الحوثيين 11 فردًا من أعضائها في اليمن.

الرأي:

يعكس الكشف عن شبكة التجسس الأمريكية "الإسرائيلية" في صنعاء تصعيدًا جديدًا في الحرب الاستخباراتية ضمن الصراع اليمني، ويشير إلى أبعاد جديدة في هذا النزاع المعقد؛ حيث يأتي هذا الإعلان في وقت حساس يشهد تصعيدًا كبيرًا في الهجمات البحرية على الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وبعد ثلاثة أيام فقط من احتجاز الحوثيين موظفي الأمم المتحدة، ما يضفي بعدًا استخباراتيًا على التوترات القائمة.

وفي هذا الإطار، يمثل الكشف عن هذه الشبكة ضربة كبيرة للجهود الأمريكية و"الإسرائيلية" في اليمن، ويعزز موقف الحوثيين محليًا ودوليًا كقوة تخوض مواجهة أمنية مع الولايات المتحدة و"إسرائيل"، بل يصوّرها على أنها قادرة على اكتشاف وفضح الأنشطة التجسسية المعادية. كما إن الإعلان يخدم استراتيجية الحوثيين للربط بين الصراع اليمني والقضية الفلسطينية لتعزيز نفوذها إقليميًا، مع توسيع نطاق عملياتها العسكرية ليشمل البحر الأحمر وما وراءه.

في ضوء ما سبق، يبدو واضحًا أن الجهود الأمريكية والبريطانية لا تزال تواجه صعوبات كبيرة في تحييد نفوذ الحوثيين، وقد أصبح ذلك أكثر وضوحًا عقب هذه العملية التي تظهر تمسك الحوثيين بالتصدي للضغوط والتدخلات الأجنبية على المستويين الأمني والعسكري، وهو ما ينعكس كذلك على الضغوط الاقتصادية، مثل العقوبات المفروضة من البنك المركزي في عدن؛ حيث لا يزال من المبكر الحكم على نجاح تلك الخطوة في كبح جماح الحوثيين.