الحدث:
ندد زعيم جماعة الحوثيين في اليمن، عبد الملك الحوثي، بخطط نقل البنوك من صنعاء إلى عدن، داعيًا السعودية إلى التراجع عن "تلك الخطوات الرعناء الحمقاء الغبية"، على حد قوله. وصرح "الحوثي" بأنه لن يسمح بوصول الشعب اليمين إلى مرحلة "الانهيار الكامل" لتجنب المشاكل، مؤكدًا: "فلتحصل ألف ألف مشكلة... ولتصل الأمور إلى أي مستوى كان". وتعهد "الحوثي" بالرد بالمثل على التحركات السعودية؛ الموانئ مقابل الموانئ والبنوك مقابل البنوك ومطار الرياض مقابل مطار صنعاء.
الرأي:
تمثل تصريحات "الحوثي" أوضح تهديد للسعودية منذ التوصل لاتفاق تطبيع العلاقات السعودي الإيراني، وتثبيت تهدئة بين السعودية والحوثيين، ما يشير إلى احتمال انهيار تلك الهدنة الضمنية بين الطرفين. وفي حال استمرار الحرب وتجدد الهجمات ضد الأراضي السعودية، فإن ذلك سيهدد أولويات ولي العهد السعودي المتعلقة بجذب استثمارات خارجية لخدمة خطط التنويع الاقتصادي، وستضع صناعة النفط والغاز الحيوية في البلاد في مرمى الاستهداف مجددًا، والتي استهدفها الحوثيون بشكل روتيني من عام 2019 إلى عام 2022.
ولا تبدو هذه الأولويات غائبة عن "الحوثي"؛ لذلك فقد ركز بشكل أساسي على الموانئ السعودية والبنوك ومطار الرياض. وبعد الخطاب، نشرت إحدى وسائل الإعلام التابعة للحوثيين على موقع "X"، سلسلة من صور الأقمار الصناعية لمواقع سعودية في مرمى النيران.
وإذا كان قرار نقل المعاملات البنكية إلى عدن يرتبط بالضغوط الأمريكية على الحوثيين، لوقف استهداف السفن المرتبطة بالاحتلال "الإسرائيلي" في البحر الأحمر، فإن هذا التهديد يضع المملكة في حسابات معقدة، وسيكون عليها احتواء غضب الحوثيين والحفاظ على التهدئة في الأجل القصير، لكنّها بالمقابل ستعمل على سرعة توقيع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، وتعزيز دفاعاتها في مواجهة ما تعتبره انكشاف أمنها الداخلي أمام تهديد الحوثي.