إجراءات أمنية في العراق تحسبًا لأعمال عنف من حزب العمال الكردستاني

الساعة : 16:15
12 يوليو 2024
إجراءات أمنية في العراق تحسبًا لأعمال عنف من حزب العمال الكردستاني

الحدث:

تجري الأجهزة الأمنية العراقية منذ عدة أيام سلسلة من الإجراءات الاستباقية في مدن شمالي البلاد فضلًا عن بغداد، تحسبًا لعمليات أمنية تخريبية قد يقوم بها "حزب العمال الكردستاني"، ردًا على التفاهمات التي قامت بها بغداد مع أنقرة لضرب جيوب الحزب والتضييق عليه في معاقله التقليدية، بمناطق شمال دهوك وشرق أربيل وغربي الموصل ضمن سنجار وضواحيها.

الرأي:

تعتبر هذه الإجراءات الأمنية العراقية الأولى من نوعها تجاه عناصر تنظيم "حزب العمال الكردستاني"، ما يعني أن حكومة بغداد جادة في تفعيل دورها في مساندة العمليات العسكرية التركية شمال العراق، كما يشير إلى خشيتها من ردود أفعال الحزب ضد المصالح العراقية في الداخل؛ حيث تغض الطرف الآن عن العمليات العسكرية التركية النوعية وتوغلات قواتها شمال العراق، والتي زادت في الأيام الأخيرة دون صدور أي بيان استنكار من حكومتي بغداد أو أربيل.

والجدير بالملاحظة في الإجراءات الاستباقية العراقية أنها كانت جادة وشملت مناطق ليس فقط في شمال العراق، لكن مناطق في الموصل وبغداد، ما يدل على إدراك الحكومة العراقية أن "حزب العمال" قادر وجاد في تنفيذ عمليات تخريبية في العمق العراقي. وكانت وزارة الداخلية العراقية قد اتهمت الحزب بالوقوف وراء حرائق وقعت في محافظات أربيل ودهوك وكركوك، وكشفت عن تخطيط الحزب للقيام بعمليات إرهابية في بعض المناطق والأسواق داخل بغداد.

وجدير بالذكر أيضًا أن تعاون بغداد مع أنقرة لم يثر حفيظة الحزب فقط، لكنه أثار حفيظة حلفاء لحكومة "السوداني" داخل العراق؛ فقد ذكر عضو بارز في تحالف "الإطار التنسيقي" الحاكم أن هناك "ضغوطًا تمارس على الحكومة العراقية من أطراف سياسية وكذلك جهات مسلحة، لإيقاف التعاون مع تركيا في العمليات العسكرية ضد عناصر حزب العمال الكردستاني". لكن ليس من المرجح أن تؤدي هذه الضغوط لتغير موقف الحكومة، في ظل التفاهمات الأمنية الواسعة بين بغداد وأنقرة مؤخرًا.