مقتل قيادي في "العمال الكردستاني" بالعراق ضمن سلسلة ضربات تركية تستهدف تقويض البنية القيادية للحزب

الساعة : 16:00
17 سبتمبر 2024
مقتل قيادي في

الحدث:

أعلنت الاستخبارات التركية تصفية "آزاد أقينجي"، مسؤول "مخيم مخمور" شمال العراق في "حزب العمال الكردستاني"، على بعد 160كلم من الحدود التركية، وهو مدرج في النشرة الحمراء للمطلوبين. وأفاد جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق بأن الهجوم نفذته طائرة مسيّرة استهدفت اجتماعًا لأعضاء الحزب بـ"مخيم مخمور"، ما أسفر عن مقتل قيادي وإصابة اثنين آخرين.

الرأي:

يمثل هذا الحادث ثاني ضربة أمنية توجهها تركيا إلى "حزب العمال الكردستاني" في النصف الأول من أيلول/سبتمبر الجاري؛ حيث سبقه تصفية "صالحة آق بييق" مسؤولة الحزب عن الساحة الإيرانية في عملية خاصة بمدينة السليمانية في كردستان العراق. وإن لم يكن من الواضح إن كان لهذا صلة بتصاعد التنسيق الأمني بين أنقرة وبغداد مؤخرًا، لكن في كل الأحوال من المرجح أن تستمر العمليات النوعية التركية التي تستهدف تصفية قادة وكوادر الحزب، بهدف تحجيم أنشطته والتضييق على تحركات عناصره.

فمن جانبها، تعمل الاستخبارات التركية على تقويض البنية القيادية للحزب، عبر استهداف قادته الميدانيين داخل العراق وسوريا بواسطة الطائرات المسيرة والعمليات الخاصة، فيما توفر وزارة الداخلية التركية عوامل جذب للراغبين في الإفادة بمعلومات عن نشطاء الحزب؛ حيث تقدم مكافأة تصل إلى 10 ملايين ليرة تركية لمن يفيد بمعلومات عن أماكن تواجد المدرجين في الفئة الحمراء من المطلوبين، وهو مبلغ مغري للسكان في أماكن تواجد الحزب.

وبالتالي، فإن نهج مواصلة الاستنزاف البطيء لقادة الحزب سيؤدي لخسائر كبيرة، ويمثل أداة لتجاوز القيود المفروضة على شن عمليات عسكرية تركية موسعة في مناطق تواجد الحزب، خصوصًا من طرف واشنطن المتحالفة مع قوات "قسد"، التي تتهمها أنقرة بأنها مظلة لنشاط الحزب داخل سوريا.

ميدانيًا، يمثل "مخيم مخمور" في سنجار غرب الموصل معقلًا للحزب في العراق خارج معقله التقليدي في جبال قنديل، فيما تحظى سنجار بأهمية استراتيجية لربطها بين الشام والعراق، ما يتيح للحزب بناء جسر بين قواته في سوريا وقواعده شمال العراق. وقد تمكن الحزب من تعزيز وجوده في "مخمور" منذ عام 2015 مستفيدًا من غطاء جوي أمريكي لقوات البشمركة الكردية، في مواجهة محاولة "تنظيم الدولة" آنذاك للسيطرة على سنجار لربط الموصل العراقية بالرقة السورية. واستغل الحزب وجوده بالمنطقة لتعزيز علاقته مع مليشيات موالية لإيران تنشط بالمنطقة تحت مظلة "الحشد الشعبي"، ولذلك سبق أن استهدفت القوات التركية قادة وحدات مقاومة سنجار الناشطة ضمن "الحشد الشعبي" العراقي لعلاقتهم بالحزب.

ومقابل الأنشطة التركية يحاول "حزب العمال" استخدام تكتيكات نوعية لتنفيذ هجماته؛ حيث حاول عدد من عناصره تنفيذ تسلل تجاه ولاية شرناق جنوب شرق تركيا بواسطة طائرات شراعية، في آب/أغسطس الماضي، لكن الجيش التركي أسقط طائرتين وقتل أربعة من المتسللين وأحبط العملية.