الحدث:
كشفت شبكات محلية سورية عن دخول مجموعة من قوات "الجيش الإسرائيلي" برفقة عربات مصفحة مزودة برشاشات، إلى الأراضي الزراعية قرب بلدة كودنة، بجانب تل الأحمر الغربي في ريف القنيطرة الجنوبي، مُشيرةً إلى أنّ عملية التوغل تمت على امتداد 500 متر بعرض ألف متر. وبحسب تلك الشبكات، فإنّ "إسرائيل" ضمّت الأرض التي تسيطر عليها في منطقة الجولان المحتل (حيث توغلت) عبر وضع شريط شائك حولها، في حين أفادت وسائل إعلام بأنّ روسيا سحبت عناصرها من نقاط عسكرية في القنيطرة. بالمقابل، نفى النظام السوري حدوث أي توغلات "إسرائيلية" قرب الجولان المحتل ضمن الأراضي السورية، معتبرًا إياها "محض خيال"، ولا أساس لها من الصحة.
الرأي:
لا يُعد التوغل "الإسرائيلي" في الجنوب السوري جديدًا، فخلال السنوات السابقة كان "الجيش الإسرائيلي" يتوغل بشكلٍ محدود جدًا، وينفذ عمليات تجريف وإزالة عقبات طبيعية من أشجار تحجب الرصد عبر خطوط التماس، إنما في التوغل الأخير ضم "الجيش الإسرائيلي" المناطق التي توغل فيها، لإنشاء طريق آمن في القنيطرة على طول خطوط التماس لمنع التسلل، خاصةً بعدما شعرت أنها بحاجة إلى مستويات متعددة للرصد، إذ تبيّن لها أنّ الرصد التقني لم يكن كافيًا، رغم أنه جرت في السابق عدة اتفاقيات بين روسيا والولايات المتحدة والنظام السوري، لضمان أمن "إسرائيل"، منها اتفاق التسوية جنوب سوريا منتصف عام 2018.
وتأتي الخطوة "الإسرائيلية" في إطار تنفيذ مشروع طريق "سوفا 53"، الذي بدأت "إسرائيل" العمل عليه منذ منتصف عام 2022، والواقع إلى الشرق من خط فض الاشتباك الموقّع بين سوريا و"إسرائيل" في عام 1974، أي ضمن المناطق الواقعة قرب تمركز قوات النظام السوري في جنوبي البلاد، وذلك بعد انسحاب نقاط روسية من بعض المناطق جنوبي سوريا.
ومع استمرار عدوانها على قطاع غزة ولبنان، فإنّ الجنوب السوري مرشح للتسخين في الفترة المقبلة، خصوصًا مع انتشار عدد من المجموعات العسكرية الإيرانية في أكثر من مكان في الجنوب السوري؛ حيث ترى "إسرائيل" بأنّ التوغل في الجنوب السوري وإنشاء حزام أمني بات ضرورة أمنية قصوى، لإرباك "حزب الله" والمجموعات الإيرانية التي تتمركز في المنطقة وأبرزها "وحدة الجولان" التابعة للحزب، والتي استهدفت "إسرائيل" قياديين فيها أكثر من مرة، والإيحاء بقدرتها على خوض معارك ضدهم على أكثر من جبهة. وعليه، من غير المستبعد أنّ تتجه "إسرائيل" إلى اقتحام بري للقنيطرة، وذلك لفتح ممرات لدخول المزيد من القوات، وتأمين دخولها من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية شرق نهر الليطاني، لإبعاد "حزب الله" والمجموعات الإيرانية ومحاصرتها، وقطع خطوط الإمداد لـ"حزب الله.