الحدث
كشفت مصادر أمنية تركية لوكالة الأناضول، أن الاستخبارات التركية رصدت شخصاً من أصل تركي يشرف على انتقال أعضاء تنظيم داعش من أوروبا وآسيا الوسطى باتجاه مناطق حدودية بين باكستان وأفغانستان، فضلا عن عمله في المجال الإعلامي والخدمات اللوجستية لدى التنظيم، وتوليه مسؤولية إصدار تعليمات بشن هجمات في تركيا وأوروبا. وبحسب المصادر، فقد تبين أنه أرفع مسؤول تركي بالتنظيم، ويدعى أوزغور ألطون، وقد نفذت جهازي الاستخبارات التركية والباكستانية عملية مشتركة لإلقاء القبض عليه في منطقة الحدود الباكستانية الأفغانية، حيث جرى ترحيله إلى تركيا.
الرأي
منذ سقوط معاقل تنظيم داعش في العراق وسوريا بين عامي 2017–2019، برز فرع "ولاية خراسان" كأحد أنشط أفرع التنظيم، وأصبحت الحدود الأفغانية - الباكستانية نقطة جذب استراتيجية للعناصر الأجنبية بالأخص بعد انسحاب قوات الناتو من أفغانستان، لا سيما أولئك القادمين من آسيا الوسطى والقوقاز وتركيا.
ففي قراءة سريعة للعملية المشتركة، فقد تبين مدى فاعلية عمليات الاستخبارات التركية الخارجية، والتي تغطي مساحة جغرافية واسعة في آسيا الوسطى والقوقاز والبلقان والشرق والأوسط، على خلفية التهديدات الأمنية المتداخلة: بي كاكا، وداعش، وأعضاء تنظيم غولن. ويعكس توقيف أوغوز ألطون عدة أولويات أمنية تركية، أبرزها حرص أنقرة على منع ارتداد تهديدات داعش إلى الداخل التركي، حيث سبق له تنفيذ عدة هجمات دموية من أبرزها الهجوم على مطار إسطنبول، فضلا عن تعزيز الردع الاستباقي للإرهاب العابر للحدود، في ظل تزايد التهديد من المقاتلين الأجانب العائدين أو العابرين للأراضي التركية، وتعزيز الحضور التركي الاستخباراتي في آسيا الوسطى وأفغانستان، وإرسال رسالة لأطراف دولية وإقليمية بأن أنقرة شريك أمني فاعل في ملف مكافحة الإرهاب.
ويأتي الإعلان عن العملية الأمنية المشتركة بعد زيارة رئيس وزراء باكستان وقائد الجيش الباكستاني إلى تركيا، ليؤكد على التفعيل العملياتي للتعاون الاستخباراتي بين أنقرة وإسلام آباد، وبالأخص في مواجهة تنظيم داعش الذي يهدد مصالح كلا البلدين.