الحدث
حضر وزير الدفاع التركي يشار غولر توقيع اتفاقية تدريب واستشارات عسكرية بين سوريا وتركيا، وتشمل دورات تدريبية وبرامج ومساعدات فنية تهدف لتعزيز وتطوير دفاعات الجيش السوري، وذلك خلال لقائه مع وفد سوري ضم وزير الدفاع مرهف أبو قصرة ووزير الخارجية أسعد الشيباني ورئيس الاستخبارات حسين سلامة.
الرأي
يعكس توقيع الاتفاقية انتقال التعاون بين الجانبين إلى مستوى مؤسساتي منظم، فيما تزيد أنقرة نفوذها داخل سوريا إلى جانب الأوراق الأخرى التي تمتلكها مثل استمرارها بدفع رواتب الجيش الوطني، وانخراطها في الملفات الاقتصادية المرتبطة بالطاقة والتجارة، مما يلبي مصالح أنقرة بدعم النظام السوري الجديد وبناء مؤسساته وترسيخ الاستقرار، وبما يحول دون بروز قوى معادية لتركيا على حدودها الجنوبية.
لكن في المقابل، قد يضع إدخال تركيا إلى معادلة إعادة بناء الجيش السوري عقبة أمام مشروع دمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن الهياكل العسكرية السورية الرسمية. فـ"قسد" تنظر بعين الريبة إلى أي ترتيبات عسكرية تتضمن إشرافًا تركيًا. كما أنه من المرجح أن تشجع أنقرة دمشق على إغلاق الباب أمام أي مسارات تفاوضية دولية برعاية غربية مع قسد مثل تلك التي جرت في باريس، وأن تحث على تنفيذ عملية عسكرية ضد قسد في الرقة ودير الزور، في حال استمرار مماطلة قسد بتنفيذ اتفاق 10 مارس مع الحكومة السورية، والذي ينص على دمج التنظيم داخل مؤسسات الدولة السورية.
بموازاة ذلك، يشير الاتفاق بين أنقرة ودمشق إلى متغير قد ينعكس على الاعتداءات "الإسرائيلية" في سوريا، فدخول تركيا على خط تدريب الجيش السوري وتطوير دفاعاته يعني زيادة تعقيد المعادلة الميدانية. ورغم أن تركيا لا تسعى إلى مواجهة مفتوحة مع "إسرائيل"، لكنها معنية بإظهار قدرتها على ضبط الإيقاع الأمني في سوريا، بما يقيد من هامش المناورة "الإسرائيلي"، حيث ستكون تل أبيب أكثر حذراً في استهداف مواقع مرتبطة بالجيش السوري، خشية تضرر علاقاتها مع أنقرة أو تقويض فرص التنسيق حول ملفات إقليمية أخرى.