إطلاق سراح المختطفة "الإسرائيلية" في العراق يأتي تماشيًا مع استراتيجية التهدئة الإيرانية

الساعة : 17:02
11 سبتمبر 2025
إطلاق سراح المختطفة

الحدث:

أعلن الرئيس الأمريكي عن إفراج "كتائب حزب الله" العراقية عن المختطفة "الإسرائيلية" في العراق إليزابيث تسوركوف، كذلك فعل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والذي قال إن المختطفة، تم إطلاق سراحها بعد جهود أمنية واستخبارية مكثفة وعلى مدى شهور طويلة، حيث تم تسليمها للسفارة الأمريكية. وأشار مصدر مطلع على سير المفاوضات إلى أن الجهة الخاطفة وافقت على إطلاق تسوركوف بعد عرض تضمّن الإفراج عن شخصيات كانت قد استهدفت مصالح أميركية في المنطقة، حيث يتم تداول اسم الدبلوماسي الإيراني السابق والحامل للجنسية العراقية "أمير موسوي". لكن مصدر في ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقي أفاد بأن عملية الإفراج جرت بشرط "تجنيب العراق أي صراعات"، وأن "العملية هي إطلاق سراح وليست تحرير، ولم تجرِ أي عملية عسكرية لتحريرها إنما أفرج عنها وفقا لشروط وأبرزها تمهيد لانسحاب القوات الأميركية دون قتال وتجنيب العراق أي صراعات وقتال".

الرأي:

نقلت وسائل إعلام إيرانية أن "المقاومة كانت تستعد لإبرام صفقة مع الاحتلال "الإسرائيلي" للإفراج عن الباحثة تسوركوف، المتهمة بالتجسس، مقابل إطلاق سراح سبعة أسرى من حزب الله اللبناني الذين تم أسرهم خلال العدوان "الإسرائيلي" إضافة إلى القبطان البحريّ اللبنانيّ عماد أمهز، مقابل الإفراج عنها. لكنّ الإفراج عن المختطفة جاء دون صفقة تبادل، وهو ما يشير إلى أن قرار الإفراج خضع لحسابات أوسع تتعلق بتمسك إيران بنهج التهدئة وكسب الوقت، خاصة وقد تزامن ذلك مع تنازلات واضحة من قبل طهران في ملف المفاوضات النووية. وترسل هذه التطورات المتزامنة مؤشرات واضحة حول تقدير إيران بضرورة احتواء أي تصعيد محتمل مع الولايات المتحدة، وتجنيب ما تبقى من مقدرات إيران الإقليمية من التعرض لضربات جديدة.

وكانت تسوركوف قد اختطفت في آذار/ مارس 2023 بمنطقة الكرادة وسط بغداد، وهي باحثة "إسرائيلية" روسية، وحاصلة على درجة الدكتوراه من قسم العلوم السياسية بجامعة برينستون، دخلت البلاد بشكل قانوني في مهمة أكاديمية تتعلق بأبحاثها حول التيار الصدري.

من ناحية أخرى، وبالرغم من أن الحكومة العراقية حاولت استغلال الحادثة للترويج لنفسها والادعاء بأنها هي من قامت بإطلاق سراحها، فقد جاء بيان الميليشيا الذي قال إن العملية كانت إطلاق سراح من طرفها ولم يتم تحريرها، في محاولتها لتصوير نفسها بأنها ملتزمة بالتعهدات التي ألزمت نفسها بها أمام الإدارة الأمريكية، وهو أيضا لا ينفصل عن مجمل سياسة الفصائل العراقية المدفوعة من قبل طهران، بتجنب التصعيد واحتواء الضغوط الراهنة بأقل قدر ممكن من الخسائر.