الحدث
كشفت البحرية التابعة للجيش الإيراني عن سفن جديدة في إطار خطة أوسع لتحديث أسطولها البحري، حيث قدّمت رسميًا سفينة "القاعدة العائمة" كردستان، إلى جانب عرض النسخة المُجددة من المدمرة "سهند"، والتي سبق أن انقلبت في ميناء في ميناء بندر عباس منتصف عام 2024، بينما تُعد "كردستان" أحدث سفن الدعم الطويلة المدى، وهي مزودة بصواريخ طراز "غدير" مضادة للسفن بمديات تتراوح بين مئتي وثلاثمئة كيلومتر، وصواريخ دفاع جوي قصيرة المدى بمدى 25 كيلومترًا، فضلًا عن طائرات مسيّرة هجومية بمدى يصل إلى ألفَي كيلومتر.
الرأي
يأتي بناء السفينة “كردستان” ضمن سلسلة من سفن القاعدة الأمامية التي بدأت إيران تدشينها منذ عام 2021 عبر تحويل ناقلات تجارية قديمة، بما في ذلك السفينة “مكران” التي شكّلت أول منصة بحرية متعددة المهام قادرة على حمل مسيّرات ومروحيات وصواريخ، ما يتيح للبحرية الإيرانية البقاء في مهمات في المياه الزرقاء لفترات طويلة. وتزامن الكشف مع إعلان الأدميرال شهرام إيراني قائد البحرية الإيرانية أن السفينة التالية في هذه الفئة ستحمل اسم “خوزستان”، بما يوحي بأن طهران باتت تعتمد هذا النوع من السفن كعنصر رئيسي في تشكيل أسطولها.
تعكس الخطوة الإيرانية التركيز على القدرات غير المتكافئة، فبدلًا من توجيه الموارد لبناء أسطول تقليدي سيعجز عن مواجهة البحرية الأمريكية، تعمل طهران على تطوير منصات مرنة منخفضة التكلفة تُستخدم لتمديد نطاق عملياتها وزيادة تعقيد البيئة البحرية أمام الخصوم. وتُعد سفن "القاعدة العائمة" مثالًا واضحًا، فهي مصممة لرفع القدرة على تنفيذ عمليات بعيدة، من دعم هجمات بطائرات مسيّرة وصواريخ مضادة للسفن، إلى تأمين وجود مستمر في مناطق حساسة مثل خليج عدن والمحيط الهندي.
ويكشف دمج مسيّرات بعيدة المدى وصواريخ متنوعة في هذه السفن عن رغبة إيران في بناء مظلة تهديد تمتد خارج سواحلها، بحيث تتيح لها التأثير في مسارات التجارة الدولية وتوسيع أوراق الضغط في أي صراع مقبل، خصوصًا مع إدراكها أن الولايات المتحدة ستظل متفوقة في البحر. من ناحية أخرى، يشير توقيت الإعلان عن السفينتين إلى محاولة إيرانية لاستعادة صورة الردع بعد الحرب الأخيرة مع "إسرائيل"، حيث يدور الحديث عن أن احتفاظ البحرية الإيرانية بقدراتها يحمل رسالة مفادها أن طهران لا تزال تملك أدوات لم تُستخدم بعد، وأنها قادرة على تصعيد الصراع إذا انتقل إلى نطاق أوسع.