اعتقالات الهجري وتصفيته بعض مشايخ الدروز يشير إلى عمق الانقسام داخل السويداء لكن دون التأثير على نفوذه

الساعة : 13:27
8 ديسيمبر 2025
اعتقالات الهجري وتصفيته بعض مشايخ الدروز يشير إلى عمق الانقسام داخل السويداء لكن دون التأثير على نفوذه

الحدث:

شن "الحرس الوطني" التابع لشيخ الطائفة الدرزية، حكمت الهجري، حملة اعتقالات واسعة، استهدف فيها شخصيات دينية وازنه بتهمة تواصلهم مع الحكومة السورية في دمشق، ومن أبرز هذه الشخصيات الشيخ، رائد المتني، الذي كان يتحكم بالقرار العسكري "للهجري"، ويرافقه الشيخ، ماهر فلحوط، والشيخ، مروان رزق. وكان لهؤلاء المشايخ الذي قُتل منهم تحت التعذيب الشيخ "المتني وفلحوط"، ثقل وازن، إضافة إلى أنهم محسوبون بشكلٍ كامل على "الهجري" في السويداء، إلّا أنّه مع تشكّل "الحرس الوطني"، اختفى هؤلاء بشكل كامل عن المشهد وظهرت مكانهم قيادات عسكرية جديدة كالشيخ، طارق خويص، وطارق المغوش، إضافة إلى ضباط قدامى في الحرس الجمهوري التابع للنظام السابق، كالعميد جهاد الغوطاني، الذي يقود "الحرس الوطني" اليوم.

الرأي:

يعكس الحراك الأخير في السويداء، ومحاولة تشكيل تنظيم موازٍ "للحرس الوطني" التابع للشيخ "الهجري"، حجم الانقسام الداخلي المتصاعد في المحافظة، كما يدل على تراجع قدرته على التعبئة الشعبية، وهو ما برز سابقًا في فتور المظاهرات المطالبة بالانفصال وتراجع النشاطات المرتبطة بها. ومن المتوقع أن يزيد اعتقال المشايخ بهذه الطريقة وما رافقه من انتهاكات كسرًا لحرمة رجال الدين، من حالة الغليان والاستياء الشعبي، خاصةً أنّ بعض الشخصيات التي جرى اعتقالها ترتبط بالشيخ، موفق طريف، الرئيس الروحي لدروز فلسطين، وهو ذي ثقل روحي لا يمكن تجاهله، ما يعطي انطباعًا بأن الأمر ليس مرتبطًا بالخرق السياسي بقدر ارتباطه بصراع الولاءات والمرجعيات التي يحاول "الهجري" الاستفراد بها، منذ سقوط "نظام الأسد"، وقمع كافة المعارضين لتوجهاته.

وعلى الرغم من تصاعد التوتر داخل السويداء، وتوسّع النقمة الشعبية ضد "الهجري"، إلا أن قبضة "الهجري" والدعم الذي يتلقاه من "إسرائيل" يمنحاه موقعًا متقدمًا على معارضيه في السويداء، ومن غير المرجح أن يدفع هذا الحراك الشيخ "الهجري" نحو التفاهم مع الحكومة السورية، وستكون أولويته هي مواصلة فرض سلطته الميدانية والسياسية، ومن ثم مواصلة العمل عن كثب مع الاحتلال "الإسرائيلي".