الحدث:
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، يوم الأربعاء، إدراج أربعة فصائل عراقية مسلّحة حليفة لإيران، على لائحة الإرهاب، وهي "حركة النجباء" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة أنصار الله الأوفياء" و"كتائب الإمام علي". وأوضح عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، الجمهوري جو ويلسون، أن "هذا التصنيف سيمنح المدعين العموم الأمريكيين أدوات قانونية لتجفيف منابع التمويل التي تستخدمها هذه الجماعات"، داعيًا إلى "تصنيف منظمة بدر أكبر منظمة إرهابية مدعومة من إيران في العراق"، وأشار إلى أنها تلعب دورًا محوريًا في ما وصفه بالنفوذ الإيراني المتصاعد داخل العراق.
الرأي:
يرسل هذا التطور إشارة واضحة بأن الولايات المتحدة ستواصل استهداف "الحشد العشبي" والفصائل العراقية المتنوعة الموالية لإيران، ليس فقط من خلال احتمالات اغتيال قيادات أو أشخاص تعتبرهم متورطين في استهداف القوات الأمريكية، لكن أيضًا من خلال توفير المبرر القانوني لحصار قادة وعناصر هذه الميليشيات ماليًا وسياسيًا.
ويتزامن ذلك مع تقارير حول رسالة تحذير أمريكية وصلت العراق، تفيد بضرورة تجنّب ضربة "إسرائيلية" تستهدف مكاتب لحركة حماس، وجماعة الحوثي الموجودة في بغداد، إلى جانب فصائل محلية مسلحة. وجاء التحذير الأمريكي خلال لقاء القائم بالأعمال في بغداد جوشوا هاريس، الأسبوع الماضي، مع نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق، والقيادي بالتحالف الحاكم الإطار التنسيقي.
ولا يقتصر تأثير هذا القرارعلى تلك الفصائل فحسب، لكنه يهدد الحكومة العراقية ومؤسسات الحكم الرسمية أيضًا، على اعتبار أن هذه الفصائل مشاركة في الحكومة وتتحكم في عدد من الوزارات وتتعامل مع المنظومة المالية العراقية. وفي ضوء ذلك، من المرجح أن تؤدي هذه القرارات تدريجيًا إلى إبعاد الأشخاص المؤكد ارتباطهم بهذه الميليشيات عن أي مواقع رسمية أو تعامل مع النظام المصرفي، لتجنب العقوبات الأمريكية على المؤسسات الحكومية.
وبينما لم يصدر من الحكومة حتى الآن أي رد فعل على قرار الخارجية الأمريكية، فقد قال أبو آلاء الولائي، القيادي في الحشد الشعبي والأمين العام لكتائب سيد الشهداء "إن الخبر لا قيمة له". وهذا رد متوقع في ظل أن هذه المجموعات على الأرجح ستراهن على ترتيبات مالية بديلة، كما ستعمل على بقاء نفوذها السياسي عبر تحالفات أكثر تعقيدًا.
