الحدث:
أعلنت إيران عن بدء عملية "الوعد الصادق 3" وذلك للرد على الهجوم الواسع الذي شنته "إسرائيل" فجر يوم 13 يونيو/حزيران 2025، تحت اسم "الأسد الصاعد"، والذي بدأ باستهداف منشآت إيرانية متنوعة وقادة عسكريين بارزين على رأسهم رئيس هيئة الأركان وقائد الحرس الثوري وعلماء نوويين. وبعد مرور 18 ساعة على الهجوم "الإسرائيلي" بدأت إيران بالرد عبر موجات صاروخية مكثفة استهدفت العمق "الإسرائيلي" باستخدام صواريخ باليستية وفرط صوتية.
الرأي:
بدأت إيران بالرد على الهجمات "الإسرائيلية" على أراضيها بإطلاق مئات الصواريخ على العمق "الإسرائيلي"، تركزت على وسط "إسرائيل" وشمالها، بما يعد أكبر عملية هجومية تتعرض لها "إسرائيل". ويلاحظ أن الهجمات الصاروخية بدأت تتصاعد بشكل تدريجي منذ بدئها، وذلك من خلال: رفع نوعية الصواريخ المستخدمة في الضربات وتنويع بنك الأهداف ليشمل أهدافاً عسكرية وأمنية واقتصادية، وتوسيع النطاق الجغرافي للاستهداف من الناقورة شمالًا حتى إيلات جنوبًا. إلى جانب ذلك، استخدام المسيرات في الهجمات على أهداف معينة بالتزامن مع الهجمات الصاروخية.
وبدأت آثار الهجمات الإيرانية تتجلى في مظاهر الدمار في مناطق "تل أبيب الكبرى" وحيفا، رغم منظومات الدفاع الجوي متعددة الطبقات "الإسرائيلية" والأمريكية. وكان الحدث الأبرز هو نجاح صاروخ إيراني في إصابة غرفة محصنة في "بيتح تكفا" مما أدى لمقتل "إسرائيليين" اثنين وإصابة آخرين، الأمر الذي أظهر قدرة الصواريخ الإيرانية على تدمير مناطق محصنة أيضًا.
وكشفت الهجمات الصاروخية الإيرانية هشاشة الجبهة الداخلية للاحتلال، خاصة فيما يتعلق بالجهوزية لمواجهة تهديدات من هذا النوع، وأظهرت فجوة في منظومة الحماية المدنية وعمقت من الشعور بانعدام الأمان لدى فئات من "الإسرائيليين" لا سيما الذين لا توجد لديهم ملاجئ محصنة في مناطقهم. وكشفت قيادة الجبهة الداخلية أنه حتى في المدن الكبرى مثل "تل أبيب" أن نحو 40% من سكان المدينة يفتقدون لأي وسيلة حماية قياسية، كما أن أكثر من نصف الملاجئ العامة غير جاهزة فعليًا للاستخدام عند الطوارئ.
وبينما تثير هذه الثغرات تساؤلات حول جاهزية الجبهة الداخلية في "إسرائيل" في حال اندلاع حرب شاملة وواسعة أو تعرض "إسرائيل" لهجمات صاروخية ذات قوة تدميرة كبيرة، إلا أن الأضرار ما زالت حتى الآن محتملة ولا نتوقع أن تمثل ضغطاً كافياً على حكومة نتنياهو لوقف الهجوم على إيران، والذي مازال من المتوقع أن يستمر على الأقل لعدة أيام قادمة، أو حتى أن يتوسع بدعم مباشر من الولايات المتحدة.