الحدث:
شن الطيران الحربي الأردني غارات جوية استهدفت مستودعات أسلحة ومخدرات لميليشيا "الحرس الوطني" التابعة لرئيس الطائفة الدرزية الشيخ، حكمت الهجري، في منطقة تل قليب ببلدة الكفر جنوبي السويداء، كما دمرت ثكنة عسكرية تعود لجيش النظام السابق، تقع على أحد التلال المجاورة لبلدة الغارية، تستخدمها ميليشيا "الحرس الوطني" لتخزين المخدرات، إضافةً لاستهداف مستودعات ومزارع لتخزين المخدرات، في عدة قرى بريف السويداء.
الرأي:
لطالما اعتبر الأردن مسألة تهريب المخدرات من الجنوب السوري، ولا سيما من محافظة السويداء، تهديدًا مباشراً لأمنه القومي، فقد استهدف الجيش الأردني، منذ عهد "نظام الأسد"، عصابات التهريب النشطة في المنطقة، التي تحوّلت إلى بؤرة لتجارة السلاح والمخدرات في ظل ضعف سيطرة السلطة السورية في دمشق. وعليه، تتعامل عمّان مع ملف السويداء من منطلقين رئيسيين مرتبطين بالأمن القومي الأردني: الأول، يتعلق بوقف تدفق المخدرات والأسلحة عبر الحدود، حيث أصبحت السويداء مركزًا أساسيًا لهذا النشاط؛ والثاني، منع تشكل كيان انفصالي في الجنوب، وهو ما دفع الأردن إلى رفض مقترح فتح معبر مباشر مع السويداء، مؤكدًا على تمسكه بوحدة الأراضي السورية وتعامل المملكة فقط مع الجهات الرسمية المعترف بها.
وتأتي الهجمات الأردنية الأخيرة في إطار إجراءات تصعيدية لوقف عمليات التهريب المتزايدة، وفي الوقت ذاته تحمل رسالة واضحة "للهجري" بأن الأردن يدعم الدولة السورية في مواجهة محاولات الانفصال. إذ تشير طبيعة الضربات وموقعها إلى حصول تنسيق مع قوات التحالف الدولي، وربما حتى مع "إسرائيل". لكنّ الموافقة على استهداف أنشطة تهريب لا يعني بالضرورة أن الاحتلال "الإسرائيلي" يتجه لرفع الغطاء عن دروز السويداء، أو أن هذا الاستهداف يمكن أن يتوسّع ليقوّض قدرات القوات التابعة للهجري والتي تحول دون بسط دمشق سيادتها على السويداء