إعادة تموضع روسيا عسكريًا في سوريا يردع الطيران "الإسرائيلي" عن اختراق الأجواء السورية

الساعة : 13:44
31 ديسيمبر 2025
إعادة تموضع روسيا عسكريًا في سوريا يردع الطيران

الحدث:

كشف مصدر سوري واسع الاطلاع أنّ الطيران الحربي الروسي عاد إلى حرية الحركة نسبيًا في منطقة الساحل السوري، ضمن صيغة تفاهم مع دمشق، مُشيرًا إلى أنّ طائرات روسية من طراز "سوخوي-35"، انطلقت من حميميم واعترضت طائرات حربية "إسرائيلية" ومنعتها من دخول المجال السوري. وفي وقتٍ سابق، أنشأت روسيا، في ختام زيارة وفد عسكري وأمني رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الدفاع، يونس يفكيروف، نقطة لوجستية دائمة في القنيطرة بعد تفقد النقاط العسكرية التي كانت تنتشر فيها القوات الروسية منذ عام 2018، لغرض دراسة الوضع بما يلزم لتفعيل دورها السابق، وما يتطلبه ذلك فنيًا وهندسيًا لإعادة الانتشار، وتزويد القيادة الروسية بتقارير تفصيلية عن الوضع الميداني، بما في ذلك التوغلات "الإسرائيلية".

الرأي:

تشهد العلاقة الروسية السورية تقدمًا جديدًا يُترجم عبر سلسلة من الاتفاقات والتفاهمات، فيما تسير هذه العلاقة بسرعة نحو استعادة روسيا دورها الفاعل في سوريا، خاصةً في الجنوب، عبر إعادة انتشار قواتها والتموضع في النقاط العسكرية الـ15 على الحدود مع "إسرائيل"، وهي ترجمة للخطوط العريضة لتفاهمات حصلت خلال اللقاء الذي جمع الرئيس السوري، أحمد الشرع، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في موسكو.

وتأتي الخطوات الروسية في سوريا ضمن استراتيجية موسكو الدولية التي تتطلب الحفاظ على نقاط انتشار عسكري متصلة، ويعتبر شرق المتوسط أحد العقد الرئيسية في هذا الانتشار؛ وهكذا يلتقي الحفاظ على النفوذ العسكري الروسي في سوريا مع حاجة حكومة دمشق لردع التهديد العسكري "الإسرائيلي". ومن المتوقع أن تُعيد روسيا تدريجيًا انتشار قواتها في بعض المواقع العسكرية جنوب سوريا، لا سيما في ريفي القنيطرة ودرعا، حيث تعتبر هذه المواقع من نقاط الانتشار التي انسحبت منها موسكو خلال المرحلة الانتقالية، وبناءً عليه قد تشهد المنطقة تسيير دوريات روسية في ظل ترتيبات ميدانية.

رغم ذلك، لم يكن هدف روسيا من اعتراض الطائرات "الإسرائيلية" الدخول في مواجهة عسكرية مع "إسرائيل" في سوريا، بل إرسال رسائل واضحة حول ضرورة إعادة الاتفاق على ترتيبات أمنية تراعي حدود تحرك قوات الطرفين البرّية والجوية داخل الأراضي السورية.