غضب إيراني تجاه روسيا عقب استهداف "إسرائيل" ضابطين

غضب إيراني تجاه روسيا عقب استهداف "إسرائيل" ضابطين من الحرس الثوري بسوريا

الساعة : 17:45
10 مارس 2022
غضب إيراني تجاه روسيا عقب استهداف

الحدث:

أعلنت دائرة العلاقات العامة في الحرس الثوري الإيراني مقتل كل من العقيد حرس "إحسان كربلائي بور"، والعقيد حرس "مرتضى سعيد نجاد"، في السابع من أذار/ مارس إثر قصف "إسرائيلي" استهدف أطراف دمشق خلال حمايتهما للمراقد الشيعية، بحسب بيان الحرس الذي تعهد بالثأر لهما.

 الرأي:

كما سبق أن توقعنا، فإن تداعيات الحرب في أوكرانيا وتباين موقف روسيا وحكومة الاحتلال حولها لم تؤثر على التفاهمات الأمنية، بين كل من موسكو وتل أبيب في سوريا، والتي يأتي في مقدمتها إجهاض مساعي إيران و"حزب الله" لتطوير بنية تحتية عسكرية يمكنها أن تُستخدم لاحقًا ضد "إسرائيل". ولا شك أن استمرار هذه العمليات بدأ يلقي بظلاله على نظرة إيران للدور الروسي؛ إذ علّق النائب السابق لرئيس البرلمان الإيراني، علي مطهري، على الهجوم قائلًا: "إن روسيا أفسحت المجال أمام إسرائيل لمهاجمة المواقع الإيرانية".

من جهتها، تخشى "تل أبيب" من استغلال طهران للانشغال الروسي بالحرب في أوكرانيا لتعزيز التواجد الإيراني في الأراضي السورية، ونقل المزيد من شحنات الأسلحة والصواريخ الدقيقة وبناء بنية تحتية إيرانية يصعب التخلص منها لاحقًا. وهو ما بدأت تظهر مؤشرات عليه مع إرسال الجماعات الموالية لإيران، مثل "عصائب أهل الحق" و"الحشد الشعبي" و"حركة النجباء" العراقية و"لواء فاطميون" الأفغاني و"حزب الله" اللبناني، تعزيزات عسكرية من دير الزور والرقة وبادية حماة وحمص إلى محافظتي السويداء ودرعا/ بحجة تنامي التظاهرات الشعبية بالسويداء احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية. وتأتي تلك التعزيزات رغم التعهدات الإيرانية لروسيا بتحجيم التواجد في الجنوب السوري القريب من الحدود مع دولة الاحتلال.

بالمقابل، زعم بيان الحرس الثوري أن مهمة الضابطين هي حماية المراقد الشيعية في سوريا، وهو ما يأتي ضمن حرصه على إخفاء المهام الحقيقة لعناصره وطبيعة مواقعه التي يستهدفها الطيران "الإسرائيلي"، حتى عن كبار المسؤولين السياسيين الإيرانيين. فقد سبق أن كشف تسجيل صوتي مسرب لوزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، أن نظيره الأمريكي الأسبق، جون كيري، أبلغه بوقوع أكثر من 200 هجوم "إسرائيلي" على أهداف إيرانية دون أن يُطلع الحرس الثوري "ظريف" على حدوث تلك الهجمات.

وبحسب شهود عيان، فقد استهدف الهجوم الأخير مستودع ذخيرة إيراني في منطقة "القطيفة" قرب دمشق، فضلًا عن مواقع قرب مطارها، بينما تحدث الإعلام "الإسرائيلي" أن الضابطين القتيلين يعملان في مشروع تطوير الصواريخ الدقيقة، وهو ما يشير إلى أن الساحة السورية ستشهد المزيد من الهجمات المماثلة خلال الفترة القادمة، لعرقلة الأنشطة الإيرانية المتوقع تزايد وتيرتها خلال الفترة القادمة، وهو ما فتح المجال لمزيد من التوتر الإيراني الروسي.