الحدث:
أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان رسمي يوم الـ22 من أيار/ مايو الجاري مقتل العقيد بفيلق القدس، حسن صياد خدائي، بخمس رصاصات أطلقها عليه شخصان يستقلان دراجة نارية في شارع مجاهدي الإسلام بطهران، ووصف البيان "خدائي" بأنه كان أحد المدافعين عن المراقد المقدسة في سوريا.
من جهتها، أفادت "القناة 13" العبرية بأن "خدائي" يقف خلف سلسلة من محاولات استهداف "إسرائيليين"، في قبرص واليونان وتركيا على يد المتعاون مع الحرس الثوري، منصور رسولي.
الرأي:
يأتي حادث اغتيال "خدائي" بعد حادث آخر وقع في نهاية نيسان/أبريل الماضي تضمن قيام الإعلام "الإسرائيلي" بنشر مقطع فيديو للإيراني "منصور رسولي"، خلال التحقيق معه من طرف عناصر من "الموساد" داخل إيران؛ حيث اعترف بتكليفه من طرف "الحرس الثوري" باغتيال مواطن "إسرائيلي" في تركيا، وجنرال أمريكي في ألمانيا، وصحفي في فرنسا. في المقابل، نشرت وسائل إعلام مقربة من الحرس الثوري فيديو لـ"رسولي" يعلن فيه أنه تعرض قبل عام للاختطاف والإجبار على الإدلاء باعترافات غير حقيقية.
ووفق بيان "الحرس الثوري"، فإن دور "خدائي" يمتد للملف السوري، كما تشير مصادر أمنية إيرانية إلى أنه منخرط في مجال تطوير الصناعات الدفاعية الإيرانية، خصوصًا الطائرات المسيرة والصواريخ الدقيقة، وأنه يلعب دورًا مهمًا في نقل المعدات العسكرية إلى سوريا، وهو مجال تحرص "إسرائيل" على تقويض الجهود الإيرانية فيه لتأمين محيطها الإقليمي. لذلك، من وجهة نظر مركز صدارة للمعلومات، فإن حادث اغتيال "خدائي" لا يمكن فصله عن الصراع الإيراني "الإسرائيلي" المتواصل، والذي كانت آخر حلقاته قصف إيران لما قالت إنه مقر لجهاز "الموساد" في كردستان العراق؛ وبالتالي، ووفق هذا السيناريو يُرجّح أن نشر القناة العبرية فيديو اعتراف "رسولي" ربما يكون قد جاء بمثابة رسالة "إسرائيلية" مهّدت لاغتيال "خدائي".
من جهة أخرى، يشير الحادث إلى احتفاظ "إسرائيل" بقدرات عملياتية مؤثرة في الداخل الإيراني، تتيح لها تنفيذ حوادث اغتيال نوعية ومعقدة، وهو ما تجلى سابقًا في اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 وسط حراسه، والاستيلاء على نصف طن من الأرشيف النووي الإيراني ونقله إلى تل أبيب عام 2018، فضلًا عن اغتيال ستة علماء إيرانيين في حوادث منفصلة.