الحدث:
كشفت "القناة 12" العبرية في العاشر من حزيران/ يونيو، عقب زيارة خاطفة قام بها رئيس وزراء الاحتلال، نفتالي بينيت، إلى الإمارات أن المؤسسة الأمنية "الإسرائيلية" نشرت مؤخرًا منظومات رادار في عدة دول بالشرق الأوسط ومنطقة الخليج، من بينها الإمارات والبحرين، لمواجهة تهديدات الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
الرأي:
يوضح الخبر، في حال ثبتت دقته، بعض خبايا الزيارات المكثفة التي قام بها كبار القادة "الإسرائيليين" إلى الإمارات والبحرين خلال الشهور الأخيرة؛ فبعد زيارته إلى الإمارات في تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، زار وزير دفاع الاحتلال، بيني غانتس، في شباط/ فبراير، المنامة برفقة عدد من كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين، ووقع اتفاقية تعاون عسكري مع البحرين. كما أُعلن عن تعيين ضابط اتصال "إسرائيلي" في مقر الأسطول الخامس الأمريكي في المنامة، فيما أجرى رئيس هيئة الأركان "الإسرائيلية"، الجنرال آفيف كوخافي، زيارة إلى البحرين استمرت يومين في التاسع والعاشر من أذار/ مارس. كما أفاد موقع "إنتلجنس أونلاين" أن "كوخافي" اجتمع خلال الزيارة مع رئيس أركان الجيش القطري، سالم بن عقيل، وهو ما قد يشير إلى شمول مقترح نظام الدفاع الصاروخي دولة قطر.
وفي ظل توجه الولايات المتحدة لنقل تركيزها من الشرق الأوسط إلى منطقة حوض الباسيفك لكبح الصعود الصيني، والانشغال بحرب بأوكرانيا، تعمل واشنطن على تعزيز مساهمة تل أبيب في بناء نظام أمني إقليمي يواجه النفوذ الإيراني، وتروج لمشروع تحالف دفاعي بين الاحتلال وتسع دول عربية. وتعمل وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية بالتعاون مع جيش الاحتلال على تطوير منظومات "أرو"، للتصدي للصواريخ البالستية الإيرانية. كما وافق الكونجرس في أذار/ مارس الماضي على تمويل بقيمة مليار دولار، لصواريخ القبة الحديدية الاعتراضية كجزء من ميزانية 2022.
وبينما تعارض الكويت أي تعاون أمني مع الاحتلال، تسعى كل من الرياض وأبوظبي، في ظل المخاوف من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة من طرف الحوثيين، للتعاون مع تل أبيب لتبادل المعلومات الاستخبارية بشكل لحظي فيما يخص التهديدات الإيرانية، فضلًا عن شراء منظومات دفاع صاروخي "إسرائيلية"، وصولًا إلى بناء منظومة دفاع صاروخي مشترك. وقد ترى دول مثل سلطنة عمان وقطر أن هذا المشروع يعزز من أمنها ولا يمثل تصعيدًا، باعتباره مشروعًا "دفاعيًا". لكنّ هذه التطورات عمومًا ستثير على الأرجح مزيدًا من التوتر مع إيران، التي سترى في تنامي الحضور الأمني والعسكري "الإسرائيلي" في منطقة الخليج تهديدًا لمصالحها. وهو ما سيجعل منطقة الخليج أحد بؤر التوتر المرشحة لمزيد من التصعيد خلال الفترة القادمة.