قصف دانة غاز مجددًا في كردستان يثير احتمال استهداف

قصف دانة غاز مجددًا في كردستان يثير احتمال استهداف تواجد الإمارات في العراق

الساعة : 15:15
29 يونيو 2022
قصف دانة غاز مجددًا في كردستان يثير احتمال استهداف تواجد الإمارات في العراق

الحدث:

قال جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق، في بيان، إن ستة صواريخ استهدفت حقل غاز "خور مور"، في محافظة السليمانية، الذي تديره شركة "دانة غاز" الإماراتية خلال الأيام القليلة الماضية. وهذه هي المرة الثالثة خلال 72 ساعة التي يُستهدف فيها الحقل الذي يعد أحد أكبر حقول الغاز في العراق، الأمر الذي جعل الشركة الإماراتية تعلن عن تعليق توسعة حقل "خور مور" للغاز الطبيعي مؤقتًا، حتى تحسن الإجراءات الأمنية.

الرأي:

رجّحنا عقب الاستهداف الأول لحقل " خور مور" أن المستهدف هو قطاع النفط وليس الشركة الإماراتية بسبب جنسيتها؛ حيث سبق الهجوم هجمات أخرى استهدفت بئر نفط في قضاء شيخان في دهوك، ومصفاة ببلدة خبات في أربيل. لكنّ تكرار استهداف الشركة الإماراتية يجعل احتمال استهدافها بسبب جنسيتها محل اعتبار، ويتطلب استمرار المتابعة الفترة القادمة لتقييم مدى دقة هذا الاستنتاج. ولن يكون الاستهداف في هذه الحالة منفصلًا عن تنامي التحالف الأمني والعسكري بين الإمارات والاحتلال "الإسرائيلي"، كعمليات انتقامية تستهدف إفهام الإمارات أنها غير مرحب بها في العراق طالما أصبحت حليفة للاحتلال.

ورغم أنه لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الهجمات، إلا أن أسلوبها مشابه للهجمات التي نفذتها الميليشيات المقربة من إيران بالصواريخ والطائرات المسيرة لمواقع مختلفة داخل إقليم كردستان. ويرتبط استهداف قطاع النفط بعدة احتمالات، منها إجبار حكومة الإقليم على الخضوع لقرار المحكمة الاتحادية بإبطال قانون تصدير النفط والغاز الذي أصدرته حكومة الإقليم، ومن ثم ضرورة تفاهم حكومة الإقليم مع بغداد حول ملف تصدير الطاقة عمومًا، في ظل استمرار نزاعهما حول هذا الملف.

من جهة أخرى، لا يُستبعد وجود أجندة إيرانية خلف هذا الاستهداف، كما سبق أن نوهنا؛ فقد ترى إيران أن تطوير قطاع النفط والغاز في الإقليم سيشكل تحديًا اقتصاديًا لها، حيث ينافسها في السوق التركية وحتى الأوربية، لا سيما وأن هناك رغبة أمريكية وأوروبية لتصدير الغاز الكردي إلى أوروبا، بعد تفاقم سوق الطاقة عالميًا بسبب الحرب في أوكرانيا.

ولا تبدو هذه الاحتمالات متعارضة؛ فقد يكون الاستهداف الأساسي هو لقطاع النفط للأسباب الموضحة أعلاه، بينما التركيز مؤخرًا على أماكن تواجد الشركة الإماراتية لتحقيق هدف إضافي هو معاقبتها على تطوير التعاون مع الاحتلال.