خطة اغتيال بولتون تكشف جانبًا من أنشطة أمنية إيران

خطة اغتيال بولتون تكشف جانبًا من أنشطة أمنية إيرانية محتملة في الولايات المتحدة

الساعة : 14:00
16 أغسطس 2022
خطة اغتيال بولتون تكشف جانبًا من أنشطة أمنية إيرانية محتملة في الولايات المتحدة

الحدث:

نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي في آب/أغسطس الجاري صورة لعضو الحرس الثوري الإيراني، شهرام بورصفي، متهمًا إياه بالتخطيط لقتل مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، جون بولتون، فيما نشرت وزارة العدل الأمريكية لائحة اتهام من 28 صفحة بحق "بورصفي".

الرأي:

بحسب لائحة الاتهام، سعى "بورصفي" البالغ من العمر 46 عامًا إلى تجنيد عناصر جنائية أمريكية للتخطيط لقتل "بولتون"؛ حيث تواصَل مع أحد الأشخاص عبر برامج مراسلة مشفرة خلال الفترة من تشرين الأول/ أكتوبر 2021 إلى نيسان/ أبريل 2022، وطلب منه البحث عن شخص يمكنه أن يلتقط صورًا لـ"بولتون" مقابل مبلغ يتراوح من 5 إلى 10 آلاف دولار، كي يضمنها في كتاب يعمل على تأليفه. وعقب تواصل "بورصفي" مع المصور بفترة  قدّم له عنوان سكن "بولتون" في واشنطن، وطلب منه اغتياله مقابل 300 ألف دولار، كما عرض عليه مليون دولار مقابل اغتيال شخص آخر كشفت مصادر أمنية أمريكية أنه وزير الخارجية السابق، مايك بومبيو، لكن المصور وشى بـ"بورصفي" لدى أجهزة الأمن الأمريكية التي تتبعت حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، ورصدت صورًا له مرتديًا الزي الرسمي للحرس الثوري الإيراني.

وتشير تفاصيل لائحة الاتهام بحق "بورصفي" إلى وجود خلايا عملياتية إيرانية على الأراضي الأمريكية؛ حيث أرسل "بورصفي" للمصور تفاصيل تتعلق بمنزل "بولتون" وإجراءات التأمين الخاصة به وجدول تحركاته غير المعلنة، وأخبره أن تلك المعلومات جُمعت ميدانيًا، كما أخبره بانتهاء رصد تحركات الهدف الثاني "بومبيو".

وقد سبق أن توعد بعض المسؤولين الإيرانيين بالانتقام ممن يقفون خلف اغتيال الجنرال "قاسم سليماني"، ويأتي في مقدمة هؤلاء "بولتون" و"بومبيو" فضلًا عن وزير الدفاع الأسبق، مارك إسبر. وتشير قضية "بورصفي" إلى أن طهران تعمل على تنفيذ انتقامها وأنها لم تكتفِ بالقصف الصاروخي الذي نفذته ضد قاعدة أمريكية في العراق عقب اغتيال "سليماني" بهدف الثأر لقائدها البارز.

من جهة أخرى، فإن تزامن الكشف عن خطة استهداف "بولتون" مع تعرض الكاتب "سلمان رشدي" لهجوم طعنًا بالسكين في نيويورك، بواسطة شاب لبناني مؤيد للحرس الثوري الإيراني، قد ساهم في زيادة أجواء التوتر مع إيران في ظل وصول مفاوضات الاتفاق النووي لمرحلة حساسة، وهو ما يعزز من ضغوط الجمهوريين الرافضين لعقد الاتفاق مع إيران، وفي مقدمتهم "بولتون" الذي وظّف القضية للتنديد بانخراط إدارة "بايدن" في مفاوضات مع إيران.