إيران تختبر تحالفاتها الدفاعية في لقاءات روسية وصينية رفيعة المستوى

الساعة : 15:32
24 يوليو 2025
إيران تختبر تحالفاتها الدفاعية في لقاءات روسية وصينية رفيعة المستوى

الحدث

في 20 يوليو 2025، التقى مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي لاريجاني، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، في زيارة ناقش خلالها الطرفان التصعيد الإقليمي في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني، وفقًا لبيان صادر عن الكرملين. كما التقى وزير الدفاع الإيراني، العميد عزيز ناصر زاده، بنظيره الروسي أندريه بيلوسوف في اليوم التالي، لبحث توسيع التعاون العسكري. وتزامنت التحركات الإيرانية في موسكو مع استعدادات لعقد لقاء ثلاثي بين مسؤولين إيرانيين وروس وصينيين لمناقشة مستقبل خطة العمل الشاملة المشتركة "الاتفاق النووي". وكان الوزير ناصر زاده قد أجرى أيضًا مباحثات عسكرية في بكين مع نظيره الصيني نهاية يونيو على هامش "قمة منظمة شنغهاي للتعاون"، وشملت المباحثات إمكانية شراء طائرات J-10 الصينية وأسلحة متقدمة.

الرأي

تكشف زيارة لاريجاني وناصر زاده إلى موسكو عن مسعى إيراني لإعادة ضبط العلاقة مع روسيا عقب الحرب "الإسرائيلية" الإيرانية الأخيرة. فالضربات الجوية "الإسرائيلية" التي كشفت ضعف منظومة الدفاع الجوي الإيرانية، خصوصًا من طرازS-300، دفعت طهران إلى تكثيف جهودها لتحديث قدراتها الدفاعية، وهي محاولات تصطدم بواقع تحفظ روسي متكرر على تزويد إيران بأنظمة استراتيجية مثل S-400 أو مقاتلات سو-35. ورغم مساعدة طهران لموسكو في حرب أوكرانيا، فإن إيران لم تحصّل مقابلًا استراتيجيًا ملموسًا، في ظل تباين الأولويات الروسية في الشرق الأوسط. وتشير التصريحات الأخيرة للسفير الإيراني السابق في موسكو نعمت ‌الله إيزدي، بأن روسيا ستختار "إسرائيل" إذا خُيّرت، إلى إدراك متزايد داخل النخبة الإيرانية لمحدودية الرهان على موسكو كحليف استراتيجي موثوق.

من جانب آخر، يُعد التنسيق الإيراني الروسي في الملف النووي أحد أبرز أوجه الشراكة بين البلدين، إذ تسعى موسكو للعب دور الوسيط الضامن، دون تبني كامل للموقف الإيراني. وقد سبق لموسكو أن استضافت جزءًا من اليورانيوم الإيراني المخصب مقابل يورانيوم طبيعي في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015، وربما تقترح حاليا إعادة تفعيل هذه الآلية مقابل وقف تخصيب إيران محلياً لليورانيوم. ورغم ما يظهر من انسجام دبلوماسي، فإن طهران تنظر بعين الحذر إلى هذا التنسيق، خشية أن يُوظَّف لخدمة أولويات روسيا التفاوضية مع الغرب على حساب مصالحها.

في المقابل، يبدو أن طهران بدأت تنوّع خياراتها، عبر تعزيز قنوات التعاون العسكري مع الصين، وهو ما قد يفسّر لقاء ناصر زاده في بكين وبحثه صفقات متقدمة. ويدل ذلك على أن إيران بصدد مراجعة شاملة لتحالفاتها الدفاعية، في ضوء إخفاقها في تحويل شراكاتها الحالية إلى مظلة ردع فعالة، خاصة أمام التفوق الجوي الإسرائيلي.