الحدث
بثّت "حركة سواعد مصر" (حسم)، بعد سنوات من الغياب، مقطعًا مصورًّا على منصات التواصل الاجتماعي، يُظهر تدريبات عسكرية لملثمين يطلقون النار من بنادقهم في منطقة صحراوية، ومناطق غير مأهولة. وتضمن الفيديو بيانًا صوتيًا تحدث عن "طور جديد من تاريخ الأمة العربية والإسلامية" مع الإشارة إلى الحرب في قطاع غزة، ووصفها بأنها "تحول تاريخي". وأضاف البيان أن "مصر ليست بمعزل عن هذه المعركة ولا يجوز أن تبقى صامتة أو محايدة"، لافتًا إلى أن الحركة قد "عادت واشتد عودها".
الرأي
أُعلن عن تأسيس حركة "حسم" في عام 2016، على خلفية مواجهة الانقلاب العسكري في البلاد، وتكونت من بالأساس من عناصر شبابية يعتقد أن أغلبهم ينتمي لجماعة "الإخوان المسلمين"، وإن كانت الجماعة تبرأت منها رسميًا بعد ذلك، فيما صنفتها مصر والمملكة المتحدة والولايات المتحدة كمنظمة "إرهابية". وبعد أن شهد عام 2016 نشاط المجموعة الرئيسي، فقد تراجعت عملياتها على وقع الضربات الأمنية المتتالية التي شملت اعتقالات لخلايا المجموعة وتصفية عدد منهم ميدانيًا، حتى توقفت تمامًا منذ 2019 على الأقل.
ورغم أن الفيديو قد حمل رسالة أساسية وهي تأكيد المجموعة أن غيابها وراءه عمليات استعداد، إلا أن من المرجّح وفق المعطيات أن التدريبات التي أظهرها الفيديو تعود لتسجيلات قديمة، كما أنها لا تظهر قدرات نوعية تختلف عن قدرات المجموعة السابقة. وبالنظر للتوقيت المرتبط بذكرى الانقلاب العسكري، فإن الفيديو يحمل "رسالة دعائية" أكثر من كونه تدشينًا لمرحلة جديدة من عمليات المجموعة ضد النظام المصري.
ومع عدم استبعاد دقة إعلان المجموعة أنها استثمرت سنوات التوقف في مزيد من الإعداد والتدريب، وربما تجنيد مجموعات أخرى، إلا من المبكر توقع أن يمثل التهديد الأمني من قبل "حسم" مسألة جدية للنظام المصري الذي يستند إلى تدابير أمنية شاملة لا تخضع لتطوير مستمر فحسب، ولكنها أيضًا بالغة القسوة ومتحررة من أي قيود أو معايير قانونية. ومن المرجّح أن تواجه الأجهزة الأمنية هذه الإعلان بمزيد من الاعتقالات وتوسيع دوائر الاشتباه، فضلًا عن توظيف هذا الإعلان في التأكيد على سردية النظام القائمة على محاربة "الإرهاب"، وتنشيط إجراءات التنسيق الأمني للمطالبة بتسليم الأفراد المتهمين بالارتباط بإعادة إحياء نشاط "حسم" من خارج البلاد.