الحدث
اخُتتم معرض الصناعات الدفاعية الدولي السابع عشر "آيدف 2025" المنعقد في إسطنبول خلال الفترة من 22 إلى 27 يوليو/ تموز الجاري، وأعلن رئيس الصناعات الدفاعية التركية خلوق غورغون أن إجمالي قيمة العقود التي أبرمت في المعرض بلغت 9 مليارات دولار، وأن عدد الشركات المشاركة بلغ 1491 شركة إلى جانب ممثلين عن 103 دولة، وأكثر من 120 ألف زائر.
الرأي
تعكس أبرز الأسلحة التركية التي كُشف عنها خلال معرض "آيدف 2025" صعود تركيا كلاعب في الجيل الجديد من تكنولوجيا التسليح، حيث يمثل كشف شركة "روكيتسان" عن صاروخ "تايفون بلوك 4" الفرط صوتي نقلة نوعية نحو امتلاك قدرات هجومية يصعب اعتراضها، في مؤشر على مساعٍ لامتلاك ردع ذي طابع استراتيجي، قادر على نقل المعركة إلى أراضي الخصوم. كما يشير إعلان شركة "روكيتسان" عن صاروخ "غوكبورا" جو–جو، بمدى يتجاوز 100 ميل، إلى تطور منتظر في قدرات الطيران التركي نحو امتلاك قدرات اشتباك بعيدة المدى تمنح التوازن وتتيح الاشتباك الجوي مع الطائرات "الإسرائيلية".
إلى ذلك، ويُظهر صاروخ "أر 300" جو–أرض بمدى 500 كم توجهًا لزيادة القدرة على الضربات الدقيقة في العمق، ما يوسع خيارات العمليات في عمق أراضي الخصوم. أما قنبلتي "الغضب" و"الشبح" الثقيلتين، فتمثلان تطورًا في الذخائر الذكية الخارقة للتحصينات، وتمثل تلك الأسلحة استجابة لبيئة التهديد الجديدة في المنطقة، بالأخص بعد العدوان "الإسرائيلي" على لبنان وسوريا واليمن وإيران.
وفي المقابل، تؤكد الصفقات التي أُبرمت خلال المعرض عن تواصل الحضور التركي في سوق السلاح العالمي، وتنوّع شراكاتها الدفاعية بين التصدير المباشر، ونقل التكنولوجيا، والإنتاج المشترك. فتوقيع صفقة بيع 48 طائرة "قآن" لإندونيسيا يعزز مكانة أنقرة كمصدر رئيسي للطائرات القتالية منخفضة التكلفة وعالية الكفاءة في آسيا، بينما تمثل مذكرة التفاهم مع بريطانيا بشأن شراء طائرات "يوروفايتر تايفون" خطوة لإعادة إدماج تركيا في منظومات القتال الغربية المتقدمة، بعد سنوات من التوتر عقب شرائها نظام إس 400 للدفاع الجوي.
أما اتفاقيات التعاون مع وزارة الدفاع الآذرية لتوريد أجهزة اتصالات ووحدات حرب إلكترونية، ومع ماليزيا لإنتاج مدرعة "أرن" التركية رباعية الدفع في ماليزيا، فتُبرز توجّهًا تركيًا لتوطين الصناعات العسكرية لدى الحلفاء الإقليميين، بما يخدم النفوذ الجيوسياسي والأمني لأنقرة عبر روابط دفاعية طويلة الأمد، ويعزز من قدرتها على بناء منظومات تسليح عابرة للحدود.
وتعكس اللقاءات المكثفة التي أجراها وزير الدفاع التركي يشار غولر على هامش المعرض مع أكثر من 30 وزيرًا ومسؤولًا عسكريًا، تنامي دور المعرض كمنصة دبلوماسية موازية للسياسة الخارجية التركية، وأداة جيوسياسية تعزز تموضع تركيا كقوة عسكرية ودبلوماسية صاعدة في النظام الدولي.