إيران - ازدياد حوادث العنف

مقتل عدد من عناصر الأمن الإيراني يعكس تدحرج كرة العنف بالمناطق الحدودية

الساعة : 13:45
18 نوفمبر 2022
مقتل عدد من عناصر الأمن الإيراني يعكس تدحرج كرة العنف بالمناطق الحدودية

الحدث:

شهدت إيران منتصف الشهر الجاري سلسلة من الهجمات المسلحة أسفرت عن مقتل 20 شخصًا على الأقل، بينهم 13 من عناصر الأجهزة الأمنية والحرس الثوري؛ فقد قُتل العقيد بالحرس الثوري، رضا ألماسي، في محافظة أذربيجان الغربية، كما قُتل عنصر من الحرس الثوري وأصيب اثنان في مقاطعة كامياران بمحافظة كردستان. وفي اليوم التالي، الذي وُصف بالأربعاء الدامي، قُتل سبعة أشخاص وأصيب عشرة آخرون في هجوم استهدف عناصر شرطة ومواطنين في السوق المركزية بمدينة إيذه بخوزستان. كما قُتل عنصران من حرس الحدود في مدينة سراوان بمحافظة سيستان وبلوشستان، وثلاثة من أفراد الباسيج في مدينة مشهد بمحافظة خراسان رضوي، وفردان من الباسيج في محافظة أصفهان، إضافةً لثلاثة من عناصر قوى الأمن الداخلي في محافظة أذربيجان الغربية منهم العقيد "إسماعيل جراغي"، فيما قُتل رائد بالأمن الداخلي في مدينة سنندج بمحافظة كردستان.

الرأي:

يشير الارتفاع الملحوظ في وتيرة الهجمات المسلحة وعدد القتلى إلى أن كرة الهجمات المسلحة، التي برزت إثر الاحتجاجات التي تلت مقتل الشابة "مهسا أميني"، تتدحرج بقوة لتذكر بالأجواء التي سادت إيران خلال موجة الهجمات التي شنتها جماعة "مجاهدي خلق" في ثمانينات القرن الماضي.

وقد تركزت أغلب الهجمات في المناطق الحدودية التي تنتشر بها النزعات الانفصالية والحركات القومية الكردية والبلوشية والعربية، وهو ما يثير مخاوف طهران من أن تتطور الأوضاع إلى حالة انفلات أمني يندرج ضمن تصنيف التمرد المسلح المدعوم شعبيًا، وهو ما بدأت ترسمه مشاهد انتشار مسلحين في شوارع إيذه بخوزستان، تزامنًا مع حرق الحوزة الدينية بالمدينة، ومشاهد توزيع أسلحة خفيفة في كردستان على المحتجين.

من جهتها، تحاول السلطات الإيرانية نزع فتيل الأزمة عبر عدة إجراءات دون الاقتصار على الخيار الأمني الذي أثبت عدم جدواه، بل تسبب في تأجيج الأوضاع كما حدث في بلوشستان عقب قتل 93 متظاهرًا في الـ30 من أيلول/ سبتمبر الماضي، خلال احتجاجات على اغتصاب قائد بالشرطة لفتاة بلوشية. ومن بين تلك الإجراءات إرسال وفد من مكتب المرشد الأعلى "على خامنئي" إلى بلوشستان بقيادة رئيس مجلس تحديد سياسات أئمة الجمعة، محمد جواد أكبري، للقاء وجهاء المحافظة وشيوخها ورؤساء القبائل والاستماع إليهم، وهو ما تلاه الإفراج عن 42 من موقوفي الاحتجاجات الأخيرة مع وعد بالإفراج قريبًا عن 58 آخرين.

اقرأ المزيد