التصعيد الأمريكي الإيراني

أمريكا تكثف نشاطها الأمني البحري في الخليج وتعترض سفينة ذخائر إيرانية متجهة للحوثيين

الساعة : 12:30
5 ديسيمبر 2022
أمريكا تكثف نشاطها الأمني البحري في الخليج وتعترض سفينة ذخائر إيرانية متجهة للحوثيين

الحدث:

أعلن الأسطول الأمريكي الخامس في الثالث من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، أنه اعترض قبل يومين سفينة تنقل أكثر من 50 طنًا من الذخيرة ووقود الصواريخ بخليج عُمان، خلال سيرها في الخط البحري المتجه من إيران إلى اليمن.

الرأي:

دأبت البحرية الأمريكية على اعتراض سفن تنقل عتادًا عسكريًا من إيران إلى اليمن خلال الفترة الأخيرة، فضلًا عن سفن تنقل مخدرات؛ حيث اعترضت في أيلول/ سبتمبر الماضي بخليج عُمان سفينة تنقل شحنة من الهيروين تبلغ قيمتها نحو 85 مليون دولار. وتأتي تلك العمليات ضمن الجهود الأمريكية للضغط على إيران وتقويض أنشطتها، على خلفية عدم التوصل لاتفاق نووي وانخراطها في تزويد روسيا بطائرات مسيرة في حرب أوكرانيا، وللتأكيد على التزاماتها الأمنية تجاه حلفائها في منطقة الخليج.

وقد سبق أن بدأت البحرية الأمريكية منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بالتنسيق مع "إسرائيل" وعدد من دول المنطقة، نشر 100 سفينة مسيرة في المنطقة الممتدة من قناة السويس إلى مياه الخليج مرورًا بمضيقي باب المندب وهرمز، وذلك ضمن مجموعة بحرية تُدعى "فرقة العمل 59" تختص برصد عمليات تهريب النفط، وكذلك الأسلحة الإيرانية إلى اليمن. وهذا ما ردت عليه البحرية الإيرانية باحتجاز ثلاث سفن مسيرة أمريكية في آب/ أغسطس وأيلول/سبتمبر الماضيين، في حادثين منفصلين بالخليج والبحر الأحمر قبل أن تطلق سراحهم إثر تدخل سفن حربية ومروحيات أمريكية.

في هذا الإطار، تجدر الإشارة إلى أن ملف مجابهة الأنشطة الإيرانية يقع ضمن أولويات واشنطن و"تل أبيب" ودول الخليج خاصة السعودية، وهو ما انعكس على مناقشته في حوار المنامة السنوي الذي عُقد بعنوان "القواعد والمنافسة في الشرق الأوسط" خلال الفترة من 18 20 من الشهر الماضي، وبحضور مستشار الأمن القومي "الإسرائيلي"، إيال حولتا، والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، روبرت ماكجورك. كما ناقشه القائد الجديد للقيادة المركزية الأمريكية، مايكل كوريلا، خلال أربع زيارات قام بها إلى "إسرائيل" منذ توليه منصبه في نيسان/ أبريل الماضي.

وبحسب تصريحات لوزير دفاع الاحتلال، بيني غانتس، مطلع الشهر الجاري، فقد نفذت إيران أكثر من 16 هجومًا على أهداف في البحر الأحمر والخليج خلال الخمس سنوات الماضية، كان آخرها قصف طائرة مسيرة لسفينة يملكها رجل أعمال "إسرائيلي" في خليج عُمان في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. ومع تولي "نتنياهو" رئاسة وزراء "إسرائيل" قريبًا، يُتوقع تعزيز الضغوط "الإسرائيلية" والخليجية على واشنطن للتلويح بأدوات عسكرية تجاه طهران، وهو ما سيجعل مياه البحر الأحمر والخليج ساحة لمزيد من التصعيد وإرسال رسائل متبادلة بين طهران وخصومها.