الحدث:
استقبل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، بأنقرة في الخميس 26 يناير/كانون الثاني، فيما نقلت شبكة "رووداو" الكردية عن مصادر مدنية وعسكرية مطلعة أن تركيا سحبت خلال الشهر الجاري قواتها من أكثر من أحد عشرة قاعدة عسكرية في محافظتي أربيل ودهوك شمال العراق، منها ثلاث نقاط "استراتيجية" على جبل متين بالعمادية، وهي إجراءات بدأتها في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
الرأي:
من المرجّح جدًا أن خطوات الانسحاب التركي من هذه المواقع تأتي بعد تقليص النشاط المسلح المرتبط بحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه تركيا كمنظمة إرهابية. ويبدو أن هذا التواجد مرتبط بعملية "المخلب-القفل"، وهي عملية عسكرية تركية واسعة النطاق شمال العراق بدأت في نيسان/ أبريل 2022، ويبدو أن العملية آخذة في الانتهاء، حيث حققت تركيا بعض أهدافها.
كما يعتبر الانسحاب مرتبطًا بصورة مباشرة بقرار بغداد نشر قوات حرس الحدود العراقية على مواقع حدودية بينها وبين كل من إيران وتركيا، للحد من أنشطة الجماعات المعارضة لكل من طهران وأنقرة، والتي توفر سببًا رئيسيًا لقيام الجانبين بعمليات عسكرية وأمنية داخل الأراضي العراقية.
بالفعل تقدمت قوات حرس الحدود العراقية والبيشمركة واستقرت في عدة نقاط أخلتها القوات التركية، وأنشأوا قلاعًا عسكرية في مناطق لم يكن بمقدورهم الذهاب إليها سابقًا، بحسب قائد قيادة هلكورد لقوات البيشمركة، بهرام عريف ياسين، الذي أكد على التنسيق مع القوات التركية بهدف حفظ أمن الجانبين.
وكما سبق أن توقعنا فيما يخص احتواء التوتر الحدودي مع إيران، من المرجّح أيضًا أن يؤدي انسحاب القوات التركية من المنطقة وانتشار حرس الحدود العراقي لتحسين العلاقات التركية مع بغداد وحكومة إقليم كردستان على حد سواء، ما سيؤدي لفوائد اقتصادية وأمنية لكلا البلدين. لكن بالمقابل، لا يعني هذا الانسحاب التركي أن أنقرة بصدد الخروج بصورة كاملة من العراق؛ فهذه النقاط لا ترتبط بالتواجد العسكري الكبير والأكثر استراتيجية في قاعدة بعشيقة شمال شرق الموصل. كما إن عدد النقاط العسكرية التي أخليت مازال قليلًا مقارنةً بإجمالي عدد النقاط العسكرية التركية التي تتجاوز المائة، بحسب تقدير بعض المصادر.
