غارات جوية لمجرد الرد وحماية القوات الأمريكية

ضربات أمريكية في سوريا بعد هجوم مرتبط بإيران لكن احتمالات التصعيد محدودة

الساعة : 14:30
27 مارس 2023
ضربات أمريكية في سوريا بعد هجوم مرتبط بإيران لكن احتمالات التصعيد محدودة

الحدث:

شنت مقاتلات أمريكية في الـ23 من آذار/ مارس الجاري غارات جوية شرق سوريا استهدفت مواقع مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، وذلك عقب هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة أمريكية في الحسكة نتج عنه مقتل متعاقد أمريكي وإصابة ستة أمريكيين آخرين، فيما أسفرت الضربات الأمريكية عن مقتل 16 مقاتلًا من الميليشيات الموالية لإيران وثلاثة جنود سوريين. وقد دفع ذلك الميليشيات إلى إطلاق عشرة صواريخ، في الـ24 من الشهر الجاري، باتجاه قاعدة أمريكية بالقرب من حقول العمر النفطية وحقل كونوكو للغاز، وتحدثت أنباء عن إصابة جندي أمريكي، بينما أكد البنتاغون عدم وقوع إصابات أو أضرار. وفي الـ25 من الشهر الجاري أيضًا، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في رسالة إلى الكونجرس، إن الضربات استهدفت "إضعاف وتعطيل سلسلة الهجمات المستمرة ضد الولايات المتحدة وشركائنا، وردع الجمهورية الإسلامية في إيران والميليشيات المدعومة منها من شن أو دعم المزيد من الهجمات"، مضيفًا أن الضربات "تمت بطريقة تهدف لإرساء الردع والحد من مخاطر التصعيد".

 الرأي:

من المحتمل أن يكون الهدف من الهجمات الإيرانية على القوات الأمريكية إضعاف عزم الحكومة الأمريكية على الحفاظ على وجود عسكري في سوريا؛ إذ إن هذه الهجمات والخسائر في الأرواح إذا تواصلت، فمن شأنها أن تجدد الجدل في الولايات المتحدة حول سحب القوات الأمريكية من سوريا، خصوصًا وأن المزاج العام في واشنطن لم يعد يركز على التواجد العسكري في الشرق الأوسط، في ظل أولوية التنافس مع الصين وروسيا. لذلك؛ ليس من المستبعد أن تواصل إيران والميليشيات المرتبطة بها شن مثل تلك الهجمات ضد القوات الأمريكية في سوريا، ما ينذر بضربات انتقامية أمريكية متناسبة، خاصة في حالة وقوع ضحايا.

يذكر أن الجيش الأمريكي يحتفظ بقوة قوامها 900 جندي في سوريا، معظمهم في شمال شرق سوريا يعملون جنبًا إلى جنب مع الميليشيات الكردية "قسد". ومنذ عام 2021، شنَّ الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المرتبطة بإيران 78 هجومًا على القوات الأمريكية، بينما شنت الولايات المتحدة ثلاث ضربات انتقامية فقط في تلك الفترة.

من جهته، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الهجوم الأمريكي على مواقع في دير الزور، بأنه "اعتداء" و"عمل إرهابي" استهدف مواقع غير عسكرية، فيما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، إنه "سيتم الرد على أي هجوم تتعرض له القواعد التي أنشئت في سوريا بناءً على طلب الحكومة، للتعامل مع الإرهاب وعناصر تنظيم الدولة. ورغم ذلك، ليس من المرجح أن تؤدي هذه التطورات إلى تصعيد إيراني أمريكي مباشر في سوريا، خاصة وأن المتحدث باسم البنتاغون، الجنرال باتريك رايدر، أكد صراحة أن الولايات المتحدة لا تسعى لصراع مع إيران، ووضع الضربات في موقع رد الفعل، قائلًا إنها "كانت تهدف لإرسال رسالة واضحة للغاية، مفادها أننا سنأخذ حماية أفرادنا على محمل الجد وأننا سنفعل ذلك بسرعة وحسم إذا كانوا مهددين".