الحدث:
أعلنت وزارة الخارجية الآذرية في نيسان/ أبريل الجاري إمهال أربعة من موظفي السفارة الإيرانية في باكو، لمدة 48 ساعة لمغادرة البلاد، فيما اعتُقل ستة أشخاص على صلة بطهران بتهمة التخطيط لتنفيذ انقلاب عسكري في أذربيجان.
الرأي:
تمثل الإجراءات الأذرية أحدث تطورات التوتر بين أذربيجان وإيران، والذي نشب منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي على خلفية تنظيم مناورات عسكرية إيرانية، تحاكي خططًا هجومية على الحدود الأذرية. من جهتها، تتهم أذربيجان إيران بالضلوع في أنشطة مزعزعة للاستقرار، بما فيها وقوفها، الشهر الماضي، خلف محاولة اغتيال العضو البرلمان الأذري، فاضل مصطفى، المعروف بانتقاداته لإيران؛ حيث تقول الأجهزة الأمنية في باكو إن مرتكب الحادث "شيرينوف سابوخي"، الذي سبق له السفر إلى إيران أكثر من 15 مرة لتلقى دورات تدريبية قتالية. كما اتهم رئيس أذربيجان، إلهام علييف، إيران بالوقوف خلف مقتل رئيس جهاز أمن السفارة الآذرية في طهران بهجوم مسلح في كانون الثاني/ يناير الماضي.
في السياق أيضًا، تتخوف باكو من أن تعيين السفير الإيراني السابق في سوريا، مهدي سبحاني، سفيرًا جديدًا في أرمينيا مؤخرًا قد يشير لنية طهران استخدام الأراضي الأرمينية، كقاعدة لتدريب مجموعات مسلحة تمهيدًا لشن هجمات داخل أذربيجان.
على صعيد آخر، لا تبدو كل من واشنطن وتل أبيب بعيدتين عن الأحداث؛ حيث تقومان ببعض الإجراءات التي تساهم في زيادة حدة التوتر؛ ففي آذار/ مارس الماضي زار القائم بأعمال السفارة الأمريكية في باكو الحدود مع إيران، بحجة تفقد استخدام المعدات التي تبرعت بها بلاده لوقف تهريب المخدرات على الحدود الآذرية الإيرانية. كما أعلن وزير الخارجية "الإسرائيلي"، إيلي كوهين، عقب لقائه مع نظيره الآذري في تل أبيب نهاية الشهر الماضي تدشين جبهة موحدة مع أذربيجان ضد إيران، وهو ما أثار غضب طهران التي طلبت تفسيرًا رسميًا من باكو حول تلك التصريحات.
يذكر أنه رغم اشتراك طهران وباكو في الانتماء للمذهب الشيعي، إلا أن اختلاف توجهات نظامي الحكم وتضارب دائرة التحالفات، سواءً لإيران مع أرمينيا أو لأذربيجان مع تركيا و"إسرائيل"، تزيد الهوة بين البلدين، فيما تشجع أطراف خارجية أذربيجان على الوقوف في وجه إيران لتحجيم دورها الإقليمي في جنوب القوقاز.
