تفاهمات مصالح على حساب الجماعة

حركة "مجاهدي خلق" تتعرض لضربة أمنية في ألبانيا تنذر بإضعاف قدراتها

الساعة : 13:00
10 يوليو 2023
حركة

الحدث:

أكد رئيس المجلس الإعلامي الإيراني الحكومي، سبهر خلجي، الأخبار المتداولة إعلاميًا عن تسلم طهران من تيرانا (عاصمة ألبانبا) بعض وحدات التخزين وصناديق الحواسيب، التي تم مصادرتها من عناصر جماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة في "معسكر أشرف 3"، عقب مداهمته من قبل الأجهزة الأمنية الألبانية في حزيران/ يونيو الماضي. وأشار "خلجي" إلى أنه جاري العمل على استخراج المعلومات وتحديد هوية عناصر الارتباط بأعضاء الجماعة، والخلايا التابعة له والنقاط العمياء الخاصة بها داخل إيران.

الرأي:

في حال تأكيد خطوة تسليم أجهزة الأمن الألبانية لنظيرتها الإيرانية وحدات التخزين وأجهزة الحاسب المصادرة من عناصر "مجاهدي خلق"، فإن ذلك يدل على أن اقتحام "معسكر أشرف 3" التابع للجماعة في ألبانيا هو جزء من ترتيب أوسع بين البلدين برعاية أمريكية، كما أسلفنا الأسبوع الماضي. ويأتي ذلك في ظل المباحثات الجارية حاليًا بين طهران وواشنطن، والتي بمقتضاها يُفترض أن توقف طهران مهاجمة المتعاقدين الأمريكيين في العراق وسوريا عبر المجموعات المسلحة التابعة لها.

من جهة أخرى، قد تؤثر تلك الإجراءات على الأشخاص المتعاونين مع "مجاهدي خلق" داخل إيران؛ حيث أصبحوا عرضة للانكشاف والتعرف على هويتهم والقبض عليهم إن لم تكن السلطات الألبانية قد تلاعبت بالبيانات قبل تسليمها. ومن المرجح بشدة أن تؤثر هذه الخطوة سلبًا على القدرات السيبرانية الهجومية للجماعة؛ إذ من المؤكد أن سلطات ألبانيا لن تسمح باستخدام أراضيها كقاعدة للهجوم السيبراني على إيران في لأن الأخيرة سترد باستهداف البنية التحتية الألبانية نفسها. وقد شنت "مجاهدي خلق" خلال العام الأخير عددًا من الهجمات النوعية على مواقع حكومية إيرانية، ما أحرج السطات في طهران، ومن أبرز تلك الهجمات:

·       اختراق 5138 كاميرا مراقبة خلال أيار/ مايو 2022، واختراق الشبكة الإلكترونية الداخلية التابعة لبلدية طهران، ما أدى إلى توقفها مؤقتًا، ثم إزالة معلومات من الحواسيب الخاصة بموظفي البلدية فور تشغيلها.

·       اختراق مواقع وخوادم وزارة الخارجية الإيرانية في أيار/ مايو الماضي، ونشر وثائق تشمل أسماء 11 ألف موظف بوزارة الخارجية.

·       نشر مراسلات تختص باتفاقية تبادل السجناء بين إيران وبلجيكا في حزيران/ يونيو الماضي.

بالرجوع قليلًا إلى الوراء، فإن إبعاد عناصر "مجاهدي خلق" من العراق إلى ألبانيا عقب الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 لحمايتهم من تهديدات الجماعات العراقية الموالية لإيران، أفقد الجماعة قربها الجغرافي من الحدود الإيرانية، وأضعف قدرتها على التسلل للداخل الإيراني لمباشرة أنشطتها. وبالتالي، فإن التضييق عليها في ألبانيا يساهم في خنقها نظرًا لصعوبة وجود دولة بديلة يمكن أن ترى مكتسبات وفوائد في استضافة كوادر الجماعة وتحمل ضغوط طهران، وهو ما يعني تعرضها لمزيد من الإضعاف والتفكيك لبنيتها التحتية.