الحدث:
أعلن وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، أن المدمرة "HMS Diamond" في طريقها للانضمام إلى عملية كيبيون (Kipion)، والتي تتواجد بموجبها البحرية الملكية البريطانية في الخليج والمحيط الهندي منذ عام 2011. وستنضم المدمرة إلى الفرقاطة "HMS Lancaster"، التي تم نشرها في المنطقة العام الماضي، إضافةً إلى ثلاثة صائدي ألغام وسفينة دعم تابعة للأسطول الملكي، والتي تعمل جميعًا ضمن "قيادة المكونات البحرية البريطانية" (UKMCC) في البحرين. وستقوم المدمرة بعمليات لضمان حرية الملاحة في المنطقة وطمأنة السفن التجارية وضمان التدفق الآمن للتجارة، كما ستعمل على "ردع التصعيد من الجهات الفاعلة الخبيثة والمعادية التي تسعى إلى تعطيل الأمن البحري".
الرأي:
يأتي نشر القطع البحرية العسكرية البريطانية نتيجةً لتزايد المخاوف بشأن الأمن البحري في منطقة الخليج والمحيط الهندي، في ظل الحرب في غزة وإعلان الحوثيين في اليمن عن منع مرور أي سفن تابعة للاحتلال "الإسرائيلي"، وهو الأمر الذي تحقق بالاستيلاء على سفينة غالاكسي ليدر (MV Galaxy Leader) من قبل الحوثيين في البحر الأحمر، فضلًا عن تعرض سفينة حاويات أخرى مملوكة لملياردير "إسرائيلي" لهجوم في المحيط الهندي بطائرة مسيّرة، يشتبه أنها إيرانية مفخخة من طراز "شاهد-136"، ما تسبب في أضرار دون إصابات بشرية.
وبعد يومين من اختطاف السفينة، تم إطلاق صاروخين من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، بعد أن استجابت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية لنداء استغاثة من سفينة مرتبطة بـ"إسرائيل" أثناء محاولة اختطاف من قبل قراصنة صوماليين. وفي الـ28 من تشرين الثاني/ نوفمبر، حلقت طائرة بدون طيار إيرانية الصنع بالقرب من حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" المتمركزة في الخليج العربي، وفي الـ29 من الشهر ذاته أسقطت سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية طائرة بدون طيار إيرانية الصنع من طراز "KAS-04" بالقرب من مضيق باب المندب، والتي انطلقت من اليمن.
بدورها، تستهدف المملكة المتحدة من نشر سفينة "HMS Diamond"، التي تعد إحدى السفن الأكثر تقدمًا في البحرية الملكية، تعزيز جهود حماية الأمن البحري في المنطقة وردع تهديد الحوثيين لحركة الملاحة، إضافةً لإثبات التزامها الأمني تجاه حلفائها في دول الخليج، ولا يُستبعد، في الوقت نفسه، احتمال أن تكون الخطوة البريطانية قد جاءت استجابة لطلب من بعض دول الخليج. إضافةً لذلك؛ فإن الخطوة تعكس تواصل الاهتمام البريطاني بالتواجد العسكري البحري في المنطقة، وهو الأمر الذي عبر عنه وزير الدفاع "شابس" بالقول إن "الأحداث الأخيرة أثبتت مدى أهمية الشرق الأوسط للأمن والاستقرار العالميين".
من جهة أخرى، تشير هذه الخطوة، بعد خطوات مماثلة من قبل البحرية الأمريكية، إلى أن التداعيات الأمنية لحرب غزة آخذة في التصاعد دوليًا، كما إن حساسية تهديد أمن الملاحة في باب المندب من المحتمل أن تثير قلق أطراف دولية أخرى محتملة بما فيها الصين والهند واليابان وفرنسا، خاصةً وأن بعض هذه الدول بالفعل لها قوات في قواعد عسكرية في جيبوتي. وسيظل من المرجح أن يستمر الحوثيون في استهداف السفن المرتبطة بـ"إسرائيل" طالما استمرت الحرب في غزة، ما قد يؤدي إلى ضربات انتقامية من الولايات المتحدة أو "إسرائيل"، بينما سيكون التواجد البريطاني موجهاً أكثر لتأمين الملاحة وليس لشن هجمات ضد الأراضي اليمنية.