مورد اقتصادي مهم والخليج المستهدف الأول

جيش الأردن يتصدى لعصابات تهريب سورية في مؤشر على تمسك دمشق باقتصاد المخدرات

الساعة : 15:45
20 ديسيمبر 2023
جيش الأردن يتصدى لعصابات تهريب سورية في مؤشر على تمسك دمشق باقتصاد المخدرات

الحدث:

أعلن الجيش الأردني، الثلاثاء الماضي، اعتقال مجموعة مهربين ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة خلال اشتباكات معهم استمرت نحو يوم كامل، وذلك أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي الأردنية بعد أن أعلن الجيش في بيان، يوم الإثنين، أن "عشرات المتسللين من سوريا عبروا الحدود بمنصات للصواريخ". ونفذ الطيران الحربي الأردني سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق تنطلق منها عمليات تهريب المخدرات، مثل مزرعة فيصل السعدي بالقرب من مدينة صلخد، وقرب قرية الشعاب، ومزرعة في منطقة ذيبين قرب الحدود السورية الأردنية، وموقع قرب قرية المتاعية في ريف درعا. وقد أحبط "جيش سوريا الحرة"، الثلاثاء، شحنة مخدرات تتضمن (حشيش - حبوب كبتاغون - ميتافيتامين) كانت معدة للتهريب إلى الأردن ودول الخليج.

الرأي:

أشارت مصادر ميدانية إلى أنه قبل أيام قُتل خمسة مهربين من عشائر بدو السويداء، نتيجة اشتباكات مع حرس الحدود الأردني أثناء محاولة إدخال مواد إلى الأردن. ونقلت المصادر أن ميليشيات مدعومة من إيران وعناصر من الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام السوري تعمل على إنتاج المخدرات وتصديرها عبر شبكات تهريب إلى دول الخليج العربي عبر الأردن. ويستخدم المهربون وسائل مختلفة لنقل الحبوب المخدرة، منها الطرق البرية عبر السير على الأقدام انطلاقًا من القرى الحدودية مع الأردن، والطائرات المسيّرة عبر ربط كمية من الحبوب المخدرة وإطلاقها ثم هبوطها على بعد بضعة كيلومترات في الجانب الأردني لإفراغ حمولتها ثم عودتها.

كما تستخدم الفرقة الرابعة التي يقودها "ماهر الأسد" منازل ضمن أحياء سكنية كنقطة لنقل المواد المخدرة المعدة للتوزيع ضمن سورية والتهريب إلى خارجها، ويعمل تحت إمرتها عشرات المهربين يتركز ثقلهم في بادية السويداء، حيث تربطهم علاقات قرابة وامتداد عشائري في الأردن. ويقدم جهاز فرع الأمن العسكري المتواجد في بلدة صلخد خدمات لوجستية للمهربين ومنح الأفراد بطاقات أمنية وتزويدهم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

وليست هذه المرة الأولى التي يقصف فيها الأردن أهدافًا داخل سوريا؛ فرغم اتخاذه خطوات عسكرية لمحاولة إنهاء هذه الظاهرة أو الحد منها، فلا يزال يتهم سياسيًا أطرافًا رسمية سورية ومجموعات أخرى تابعة لأطراف إقليمية (في إشارة لإيران) بتسهيل عمل عصابات التهريب، لكنه لم يصل بعد إلى اتهام النظام نفسه علانيةً بالوقوف رسميًا خلف الاستهداف، ولم تؤثر عمليات التهريب على توجه الأردن لإعادة دمج النظام السوري في المنظومة العربية والدولية، لكن الإعاقة تأتي من الولايات المتحدة.

ورغم وجود مؤشرات على تنسيق بعض الضربات ضد مهربين صغار بمعرفة دمشق، فلن يتخذ النظام السوري على الأرجح خطوات جادة لتفكيك شبكات التصنيع والتهريب وإنهاء عملها، الذي يستهدف بصورة أساسية دول الخليج، إلا بعد أن يتلقى دعمًا اقتصاديًا خليجيًا يعوضه عن هذه "الصناعة" التي أصبحت تمثل موردًا مهمًا له في ظل العقوبات الغربية والعزلة الإقليمية.