الحدث:
صعّدت السعودية اعتقالاتها للمواطنين بسبب نشر محتوى مناهض لـ"إسرائيل" على وسائل التواصل الاجتماعي على وقع حرب غزة، بحسب ما كشفت "بلومبرج" في الثاني من أيار/ مايو الجاري، وقد شملت الاعتقالات مسؤولًا تنفيذيًا في شركة مشاركة في الخطة الاقتصادية لرؤية المملكة 2030. وفي سياق آخر، كشفت "سرايا الأشتر" البحرينية، في مقطع فيديو، عن استهدافها بالطيران المسير مقر شركة (تراك نت Truknet) في مدينة إيلات، وهي الشركة المسؤولة عن خط النقل البري بين الإمارات والبحرين من جهة، والاحتلال "الإسرائيلي" من جهة أخرى.
الرأي:
تسعى السعودية من خلال اعتقال النشطاء المناهضين للاحتلال، لاتخاذ إجراءات استباقية تمنع تطور المظاهر الداعمة لغزة إلى تحركات شعبية احتجاجية أوسع، حيث من المرجح أن تستمر الرياض في قمع ذلك النشاط المناهض للاحتلال أو المناهض للغرب، وفرض رقابة صارمة على شبكات التواصل الاجتماعي لتجنب قيام أي هجمات فردية انتقامية ضد رجال الأعمال أو الرعايا الأجانب أو الشركات، الذين قد تكون لهم أو لبلادهم علاقات مع الاحتلال.
من جهة أخرى، فإن تحرك "سرايا الأشتر" رغم كونه رمزيًا، فإنه يزيد من مخاوف السعودية إزاء احتمالات أن تقوم مجموعات شيعية محلية في المملكة بتنفيذ أنشطة مماثلة في حال تصاعد التوتر الإقليمي بين إيران و"إسرائيل". لذلك، ستظل المملكة حريصة على تفاهماتها الأمنية مع طهران، وعلى تفادي التورط المباشر في أي جهود أمريكية أو "إسرائيلية" ضد إيران كي تتجنب أي توترات داخل أراضيها.
أما بالنسبة لتحرك "سرايا الأشتر"، فستكون له تداعيات مماثلة على سلوك الإمارات إزاء إيران، خاصةً وأن امتلاك الميليشيا لطائرات مسيرة هجومية يمثل تهديدًا أمنيًا لدول الخليج كافة، وهو الأمر الذي يُبقي على المعضلة الراهنة التي تتمثل في أن تصاعد أنشطة المجموعات الموالية لإيران إقليميًا يحقق لها حالة من الردع مع جيرانها العرب، لكنه في الوقت نفسه يدفعهم لمزيد من الشراكة الأمنية مع الولايات المتحدة و"إسرائيل".