استشراف للوضع الأمني الداخلي في حال فوز "هاريس" بالانتخابات الأمريكية

الساعة : 15:22
14 أكتوبر 2024
استشراف للوضع الأمني الداخلي في حال فوز

المصدر: دراجونفلاي إنتيليجنس

ترجمة: صدارة للمعلومات والاستشارات

الرابط: لقراءة وتحميل الترجمة / اضغط هنا

تلخيص:

·      إذا فازت "كامالا هاريس" بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر القادم، فمن المحتمل أن يؤدي هذا إلى زيادة التهديد بالعنف من قبل اليمين المتطرف، خصوصًا بعد محاولتين فاشلتين لقتل "ترامب".

·      تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى أن "هاريس" تتقدم بشكل طفيف على "ترامب" على المستوى الوطني.

·      من المحتمل أن تقع حوادث عنف من قبل اليمين المتطرف مثل إطلاق نار على مسؤولين أو موظفين سياسيين أو حملات انتخابية.

·      لم نشهد دعوات للانتقام عبر القنوات المتطرفة على الإنترنت، لكن التحليل يرجح أن الأحداث ستعزز وجهة النظر بين العديد من اليمينيين المتطرفين، بأن "الدولة العميقة" تحاول منع "ترامب" من الفوز المحتمل في الانتخابات.

الاستقطاب ونظرية المؤامرة سيلعبان دورًا فعّالًا في دعم العنف

هناك حماس ملحوظ بين اليمينيين المتطرفين حول عملية التصويت، ويبدو أنه مدفوع بنظرية المؤامرة حول "الدولة العميقة" التي تتآمر لحرمان "ترامب" من الفوز في الانتخابات. ففي الآونة الأخيرة ركزت هذه النظرية على محاولتي اغتيال فاشلتين ضده في تموز/ يوليو وأيلول/ سبتمبر الماضيين، وفوز "هاريس" بالترشح عن الحزب الديمقراطي، و"سرقة" انتخابات 2020 من "ترامب". ويعزز هذه الروايات الكاذبة اقتراح "ترامب" بأن الطريقة الوحيدة التي قد يخسر بها هي إذا كانت الانتخابات غير عادلة. ومن المرجح جدًا أن يرفض "ترامب" نتيجة الانتخابات ويطعن فيها إذا خسر؛ فقد ردد كثيرًا في المناسبات العامة منذ أيار/ مايو أنه لن يقبل نتائج الانتخابات إلا إذا "كان كل شيء صادقًا". وخلال تجمع انتخابي في حزيران/ يونيو الماضي، قال: "الطريقة الوحيدة التي يمكنهم (الديمقراطيون) من خلالها هزيمتنا هي الغش"؛ وفي تحليل هذا الخطاب، يضع "ترامب" الأساس الذي يمكن من خلاله إعلان عدم شرعية نتيجة الانتخابات. وقد أصبحت هذه الادعاءات أكثر شيوعًا منذ أن تفوقت عليه "هاريس" في بعض استطلاعات الرأي الوطنية، كما صارت تتبع نمطًا مشابهًا لحملتي الانتخابات لعامي 2016 و2020.

رغم ذلك، فمنذ عمليتي إطلاق النار الفاشلتين ضد "ترامب"، لم تظهر أي دعوات للعنف حول صناديق الاقتراع، ولم يحذر المسؤولون من أي مؤامرات تحاك حول الانتخابات، لكن معارضو الحكومة والميليشيات والعنصريين البيض ما زالوا نشطين للغاية في القنوات عبر الإنترنت. وفي تقييمها للتهديدات الداخلية لعام 2024، حذرت وزارة الأمن الداخلي من أن "بعض المتطرفين المحليين العنيفين، خصوصًا أولئك الذين تحركهم نظريات المؤامرة والمظالم المناهضة للحكومة أو الحزبية، قد يسعون إلى تعطيل العمليات الانتخابية".

الهجمات غير المنظمة هي الأكثر احتمالًا في الولايات المتأرجحة

من المرجح أن تحصل أعمال عنف في كل من أريزونا وجورجيا وميتشيغان ونيفادا وكارولينا الشمالية وبنسلفانيا وويسكونسن، خصوصًا في الأيام التي تلي إعلان وسائل الإعلام عن نتائج غير رسمية؛ فقد حددت النتائج في هذه الولايات المتأرجح؉ الفائز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ومن شبه المؤكد أن يكون الحال كذلك هذا العام. ويرجح أيضًا أن تتركز الهجمات بشكل خاص في الولايات التي تشير فيها النتائج إلى فوز "هاريس" بهامش ضئيل؛ ولتوضيح إمكانية تحقيق نتائج متقاربة بين المرشحيْن، فقد فاز "بايدن" في انتخابات 2020 في ولاية أريزونا بفارق 10457 صوتًا فقط وفي جورجيا بفارق 12670 صوتًا.

وبالتالي، فإن هذه الولايات ستكون بمثابة نقاط محورية لأي متطرفين محليين وخارج الولاية يقررون ارتكاب أعمال عنف؛ فهكذا سارت الأمور بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2020. لكن الأفراد المتعاطفين أيديولوجيًا سيتصرفون بشكل مستقل وليس كجزء من مجموعة منظمة، وذلك استنتاجًا من حوادث العنف في السنوات الأخيرة والغياب الواضح لحركة محددة لتحدي نتيجة الانتخابات. ومن المحتمل أن تتمثل هذه الهجمات في إطلاق نار يستهدف المرشحين ومسؤولي الحملات، وقد تحدث في مواقع مثل نقاط الحملات ومكاتب الأحزاب السياسية والمرافق الحكومية.

بالمقابل، لم يظهر سوى عدد قليل جدًا من الأدلة التي تشير إلى أن المتطرفين يستهدفون الشركات أو المصالح التجارية، فالشاغل الرئيسي لهذه الشركات سيكون التعرض لأي عنف يحدث بالقرب من مواقعها أو في الأماكن التي تتواجد فيها طواقم عملها. وإضافةً إلى استخدام الأسلحة النارية في الهجمات، تشير البيانات والحوادث التي تم الإبلاغ عنها علنًا إلى أن التكتيكات العنيفة وغير العنيفة الأخرى، التي قد يستخدمها اليمينيون المتطرفون ستشمل ما يلي:

·      التشهير "Doxing" (نشر معلومات خاصة عن شخص كشكل من أشكال العقاب أو الانتقام) بالمرشحين والعمال والمسؤولين وأفراد أسر المسؤولين.

·      التهديدات المزيفة بوجود قنابل أو إطلاق نار ضد المواقع الفيدرالية والمحلية المتعلقة بالانتخابات.

·      الحرق المتعمد لمواقع الانتخابات والبنية التحتية (مثل صناديق الاقتراع).

·      مهاجمة أو اختطاف المرشحين أو العمال أو المسؤولين أو أفراد أسرهم.

رغم ذلك، لا يرجح وقوع حادث منظم عالي التأثير أو حملة من الهجمات في عدة مواقع؛ فالهجمات الـ43 المتطرفة التي تم تسجيلها منذ عام 2021 نفذها جميعًا ممثل منفرد أو مجموعة صغيرة جدًا. والواقع أن معظم التقارير الرسمية حول التطرف المحلي العنيف في السنوات الأخيرة، سلطت الضوء على الصعوبة التي تواجهها وكالات إنفاذ القانون في محاولة تحديد الأفراد واستباقهم، وليس المجموعات.

وعلى عكس ما حدث في انتخابات عام 2020، يبدو أن اليمينيين المتطرفين يركزون على النشاط المحلي، بدلًا من الحملات الوطنية المنسقة؛ حيث تشير التقارير حول التطرف المحلي في السنوات الأخيرة إلى أن هذا التحول في الاستراتيجية جاء بعد التحقيقات الفيدرالية، في دور قادة المجموعة في التنظيم والمشاركة في اقتحام مبنى الكابيتول في كانون الثاني/ يناير 2021، ما أدى إلى اعتقالهم. ولتعزيز قدرتها على الصمود في وجه التحقيقات والاعتقالات الرسمية، يبدو أن بعض هذه المجموعات شكلت شبكات لا مركزية في الولايات. وقد ظهرت الديناميكية الموصوفة أعلاه من خلال مراقبة القنوات اليمينية المتطرفة على الإنترنت. ففي الأشهر الأخيرة، أظهرت مقاطع الفيديو والصور المنشورة على قناة "تلجرام" للمجموعة القومية البيضاء "باتريوت فرونت"، أعضاء في المجتمعات المحلية في جميع أنحاء البلاد وهم يوزعون مواد ترويجية، ويرسمون شعاراتهم على الممتلكات العامة، وفي بعض الحالات يقيمون مظاهرات سلمية في عواصم الولايات. كما ظهرت المجموعة اليمينية المتطرفة "براود بوي" على "تلجرام" تجند أفرادًا وتروج لقنوات أو صفحات وكلاء تابعين لها في ولايات أخرى.

النشاط المتطرف سيستمر خلال الفترة الانتقالية

من المرجح أن ينصبّ النشاط اليميني خلال الفترة الانتقالية على ترهيب واستهداف العاملين في الانتخابات والمسؤولين، وذلك لمنع التصديق على نتائج الانتخابات. فعلى سبيل المثال، تم القبض على رجل من ولاية أيوا في تشرين الأول/ أكتوبر 2022 (قبل انتخابات التجديد النصفي لعام 2022)، لتهديده بقتل مسؤولي الانتخابات في مقاطعة ماريكوبا بولاية أريزونا، وفي تحليل ذلك سيكون لدى بعض الجهات المتطرفة دافعاً للعمل كمحاولة أخيرة لتغيير نتيجة الانتخابات.

من جهتها، ستبذل حملة "ترامب" محاولات لتحدي النتائج، وهو ما من شأنه أن يدعم الإمكانات العالية لليمينيين المتطرفين لترهيب أو استهداف العاملين في الانتخابات والمسؤولين بأعمال عنف؛ ويشمل ذلك العاملين في الانتخابات والقضاة الذين يشكلون جزءًا من الأنظمة القضائية المحلية المكلفة بالتحقق من نتائج الانتخابات. واستنادًا إلى نشاط مماثل عام 2020، من المرجح أن يتضمن هذا الاستهداف إصدار تهديدات عنيفة للعمال والمسؤولين، وتنظيم مسيرات مسلحة وسلمية خارج المباني الرسمية.

من المرجح أيضًا أن تحدث اشتباكات عنيفة بين المتطرفين من اليسار واليمين خلال فترة الانتقال؛ ففي ما لا يقل عن 12 حالة بعد انتخابات عام 2020 انخرطت جماعات يسارية مثل "Antifa" (اختصارًا لمناهضي الفاشية) وجماعات يمينية متطرفة مثل "براود بوي"، في اشتباكات جسدية عنيفة أثناء الاحتجاجات على نتيجة الانتخابات. واستنادًا إلى بيانات الحوادث من "The Armed Conflict and Event Data Project" (ACLED)، وقعت هذه الحوادث في كاليفورنيا وواشنطن وأيوا ومينيسوتا ونيويورك وأوريجون وويسكونسن، وشملت حوادث منفردة من طعنات وإطلاق نار.

حفل التنصيب على الأرجح سيمر بسلاسة

من المرجح أن يمر يوم التنصيب (المقرر في الـ20 من كانون الثاني/ يناير 2025 في واشنطن) بسلام؛ إذ من المؤكد أنه ستكون هناك خطة أمنية كبرى لإجراءات ذلك اليوم، كما حدث خلال حفلات التنصيب السابقة. وعقب اقتحام مبنى الكونجرس في السادس من كانون الثاني/ يناير 2021، قامت الشرطة وأجهزة الاستخبارات بتحديث وتوسيع إجراءات التخطيط لديها، وقدرات جمع المعلومات الاستخباراتية، وممارسات تبادل المعلومات الاستخباراتية. ومن المتوقع أن يكون الحال كذلك على المستوى الوطني أيضًا، وذلك لأن معظم وكالات إنفاذ القانون ستكون في حالة تأهب قصوى لأي عنف أو اضطرابات محتملة، بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية.