رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد سيواجه تحديات صعبة على صعيد التوترات داخل المؤسسة العسكرية والتهديدات الخارجية

الساعة : 14:18
4 فبراير 2025
رئيس أركان جيش الاحتلال الجديد سيواجه تحديات صعبة على صعيد التوترات داخل المؤسسة العسكرية والتهديدات الخارجية

الحدث

أعلن رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يسرائيل كاتس، عن تعيين اللواء احتياط، إيال زامير، المدير العام لوزارة الدفاع، رئيسًا جديدًا لأركان الجيش "الإسرائيلي"، حيث من المقرر أن يتولى "زامير" المنصب في 6 مارس، ليصبح رئيس الأركان الـ 24 للجيش، بعد إعلان رئيس الأركان الحالي، هرتسي هليفي، استقالته الشهر الماضي، بعد عامين فقط في المنصب بدلًا من الأعوام الأربعة التقليدية. وهنأ "هليفي" "زامير" على اختياره للمنصب، وقال"أنا أعرف إيال منذ سنوات عديدة، وأنا واثق من أنه سيقود جيش الدفاع إلى الأمام في مواجهة التحديات المتوقعة وأتمنى له النجاح الكبير".

الرأي

جاء تعيين اللواء "زامير" رئيسًا لأركان جيش الاحتلال كما كان متوقعًا، حيث توافق "نتنياهو" مع "كاتس" على ذلك قبيل سفر الأول لواشنطن للقاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. ولقد كان "زامير"، الذي كان مرشحًا مرتين لقيادة الجيش في عامي 2018 و2022، المرشح الأوفر حظًا لخلافة "هليفي" في المنصب، مقارنة بالمرشحين الآخرين، أمير برعام، نائب رئيس الأركان الحالي، و يمير يداي، قائد القوات البرية سابقًا.

وبذلك، فإن "زامير" يعد أول قائد للجيش في تاريخ "إسرائيل" بدأ خدمته في سلاح المدرعات في عام 1984، وذلك قبل أن يترقّى ليصل إلى أرفع المناصب العسكرية في "إسرائيل" وصولًا لتعيينه قائدًا لقيادة المنطقة الجنوبية المسؤولة عن قطاع غزة، وكذلك شغل منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء "نتنياهو" ومنصب نائب رئيس الأركان والذي كان آخر منصب له في الجيش في 2018-2021. كما شغل المدير العام لوزارة الدفاع في عام 2023 قبل أن يقدم استقالته قبل نوفمبر الماضي عقب الإطاحة بوزير الدفاع السابق، يوآف غالانت. وقد ساهم "زامير" في صياغة العديد من الخطط وكان من الداعمين لإنشاء جدار تحت الأرض مع قطاع غزة وأنشأ وحدة خاصة للتعامل مع الأنفاق. إلى جانب ذلك، فإنه على علاقة جيدة بالمؤسسات الأمنية في أمريكا وقد ساهم بشكل واضح في صفقات شراء أسلحة نوعية وغير مسبوقة ولا سيما في ظل الحرب الحالية.

وفي ظل الأوضاع الراهنة، تنتظر "زامير" تحديات كبيرة أبرزها، أنه سيتولى قيادة جيش غارق في أزمات كبيرة، نتيجة لإخفاقات السابع من أكتوبر 2023، ومحاولة استعادة ثقة المجتمع "الإسرائيلي" بالجيش، ولا سيما بعد التوترات الكبيرة بين قيادات الجيش والمستوى السياسي وكذلك التوترات داخل الجيش نفسه. بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت هذه الحرب ضعفًا في صفوف الجيش سواء على مستوى العنصر البشري أو القوات البرية التي تعرّضت لخسائر كبيرة في غزة وجنوب لبنان ولا سيما على صعيد ألوية النخبة.

وبذلك، فإن مهمة "زامير" ستكون صعبة للغاية من أجل إعادة خلق حالة من التوازن داخل الجيش وتطوير قدراته واستراتيجيته القتالية واستخلاص العبر والدروس من حرب غزة والتعيينات داخل الجيش ومواجهة الاستقطابات الداخلية الحادة كونه محسوب على اليمين و"نتنياهو". إضافة لذلك، فإن لديه تحديات كبيرة في مواجهة التهديدات الخارجية، وأبرزها: المشروع النووي الإيراني والواقع الجديد في سوريا وتحديات المنطقة الأمنية. وبالتالي سيكون عليه أن يثبت قدرته في قيادة الجيش خلال هذه الفترة الصعبة والحرجة التي تمر بها "إسرائيل" والمنطقة.