الحدث:
أفادت وسائل الإعلام عبرية بأن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد اختار وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، لقيادة فريق المفاوضات "الإسرائيلي" في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة وذلك، خلفًا لرئيس جهاز الموساد، دافيد برنياع، الذي قاد فريق التفاوض في المرحلة الأولى. من جهته، أكد رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، بأنه لم يعد يلعب دورًا أو يشكل جزءًا من فريق التفاوض في المرحلة الثانية، مضيفاً أن نائبه السابق والذي يشار إليه بالرمز "م" هو من سيشارك نيابة عن الشاباك.
الرأي:
يعكس اختيار "ديرمر" لقيادة وفد التفاوض مساعي "نتنياهو" للسيطرة بشكل كامل على مجريات التفاوض في هذه المرحلة، نظرًا لحساسيتها وخطورتها على استقرار حكومته واستمرار الائتلاف اليميني المتطرف، بالرغم من مماطلة "نتنياهو" حتى الآن في بدء هذه المرحلة من المفاوضات.
ومع نشر خبر موافقة مكتب "نتنياهو" على بدء مفاوضات المرحلة الثانية، قفز للواجهة اسم صديقه المقرب وكاتم أسراره الوزير "ديرمر"، والذي باختياره لقيادة الفريق التفاوضي أثار العديد من الأسئلة حول استبعاد قادة الأجهزة الأمنية، حيث يعد هذا التعيين فصلًا جديدًا من فصول الجدال الدائر بين "نتنياهو" والأجهزة الأمنية في ظل استمرار تهربه من تحمل مسؤولية الإخفاق الكبير في السابع من أكتوبر وتحميل المسؤولية للأجهزة الأمنية والاستخباراتية.
وتعد علاقة "نتنياهو" بـ"ديرمر" قديمة، فهو ممن رافق "نتنياهو" في مختلف مراحل حياته السياسية وأصبح من أقرب الشخصيات إليه على الإطلاق، وبات يُطلق عليه في الأوساط السياسية "ظل نتنياهو"، إضافة إلى تخصيص "نتنياهو" لـه مقعدًا دائمًا في "كابينت" الحرب الذي يدير الحرب على غزة. فضلًا عن ذلك، يتمتع "ديرمر" بعلاقات واسعة مع الأوساط الأمريكية ولا سيما مع شخصيات محسوبة على الحزب الجمهوري.
وبذلك، يتضح سبب اختياره لرئاسة وفد المفاوضات على حساب قادة الأجهزة الأمنية، باعتبارها مرحلة مفصلية، حيث يسعى "نتنياهو" للسيطرة الكاملة على ملف المفاوضات وعدم الرضوخ لضغط قادة الأجهزة الأمنية كما حدث في المرحلة الأولى، وضمان إنهاء الحرب دون تقديم تنازلات كبيرة قد تؤثر على مستقبل حكومته.
من ناحية أخرى، يخفف تعيين "ديرمر" من ضغوط الرئيس الأمريكي "ترامب"، والذي يسعى لإنهاء الحرب مقابل استكمال مسارات التطبيع بين "إسرائيل" ودول المنطقة ولا سيما مع السعودية، وذلك بالنظر إلى أن "ديرمر" يشكل حلقة وصل مقربة لـ"نتنياهو" و"ترامب".