الحدث
زار وفد تركي رفيع المستوى شمل وزيري الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات العاصمة السورية دمشق للقاء الرئيس السوري، أحمد الشرع، وعدد من المسؤولين السوريين. وعقب اللقاء صرّح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بأن وفد بلاده نقل هواجسه بشأن الاتفاق بين قوات سوريا الديموقراطية "قسد" والحكومة السورية، ودعا لحل وحدات "حماية الشعب الكردية".
الرأي
تأتي زيارة الوفد التركي عقب الإعلان عن اتفاق بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، مظلوم عبدي، يقضي باندماج "قسد" ضمن مؤسسات الدولة السورية ووقف إطلاق النار بين الجانبين في كافة أنحاء سوريا. وهو الاتفاق الذي حثّت عليه القيادة المركزية الأمريكية في ظل استعداد "البنتاغون" لتنفيذ خطة انسحاب من سوريا في حال صدور قرار من إدارة "ترامب" بذلك.
وتشير تصريحات "فيدان" بعد اللقاء، فضلًا عن مواصلة الطيران التركي قصف مواقع "قسد" بالقرب من "سد تشرين" و"جسر قره قوزاق"، ومواصلة الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا شن هجمات وقصف مدفعي باتجاه مواقع "قسد" شمال شرق الرقة، إلى أن اتفاق "الشرع" و"عبدي" لم يُلبِ الشواغل التركية. وبالتالي لم تُطبق تركيا ولا القوات السورية الموالية لها- والمفترض انخراطها تحت مظلة وزارة الدفاع السورية- وقف إطلاق النار الذي نص عليه الاتفاق.
تعطي أنقرة الأولوية لتفكيك وحدات "حماية الشعب الكردية"، وتسليم سلاحها، وإبعاد المقاتلين الأكراد غير السوريين المقدّر عددهم بألفي مقاتل، إلى خارج البلاد، وفي حال عدم استجابة قيادة "قسد" تحبذ تركيا استخدام الحل العسكري، فيما يفضل "الشرع" حل الخلافات مع "قسد" بالتفاهم والأدوات السياسية.
بموازاة ذلك؛ فإن ثمة ملفات متعددة كانت على طاولة النقاش خلال الزيارة، وفي مقدمتها ملف تدريب وتأهيل الجيش السوري الجديد على يد مدربين أتراك، وإمداد الجيش السوري ببعض المعدات والذخائر التركية محلية الصنع، ومساعدة دمشق في بدء مشاريع للصناعات الدفاعية المحلية، فضلًا عن التواجد العسكري التركي المحتمل في سوريا، خاصة في ظل استمرار الاعتداءات "الإسرائيلية". ومن المرجح أن تشهد الأسابيع القادمة خطوات معلنة في بعض هذه الملفات.