الحدث
على هامش المفاوضات غير المباشرة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأمريكي ويتكوف، بخصوص البرنامج النووي الإيراني، زار عراقجي موسكو للقاء الرئيس الروسي بوتين وتسليمه رسالة من مرشد الثورة علي خامنئي، ومن المخطط إجراء زيارة مماثلة إلى الصين هذا الأسبوع. كما استقبل عراقجي في طهران المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي.
الرأي
تشير المعطيات المتوافرة حول مباحثات عراقجي وويتكوف، إلى حدوث تفاهم أولي بخصوص أهمية ضمان سلمية البرنامج النووي الإيراني، فيما يبرز تضارب في الموقف الأمريكي حول الموافقة على بقاء برنامج تخصيب لليورانيوم أم تفكيكه، حيث صرح ويتكوف بأنه لا يمكن لإيران امتلاك برنامج تخصيب، وهو ما ندد به عراقجي قائلا إنه أمر غير قابل للتفاوض.
تسعى إدارة ترامب للضغط على طهران للحصول على أكبر قدر من التنازلات، إذ تواصل فرض عقوبات جديدة على مسؤولين وشركات إيرانية، فضلا عن مواصلة الضغوط لتقييد صادرات النفط. لكن في المقابل، تحسّن سعر العملة الإيرانية مع بدء المفاوضات وتراجع خطر شن عملية عسكرية أمريكية في الوقت الحالي، فأصبح سعر الدولار الواحد 81 ألف ريال بعد أن تجاوز 100 ألف ريال قبل بدء المفاوضات.
من ناحية أخرى، تبدي طهران مرونة في تقييد نسب تخصيبها لليورانيوم مقابل رفع بعض العقوبات الاقتصادية ضمن اتفاق متدرج المراحل، فيما تعلن رفضها إدراج ملف صناعة الصواريخ والطائرات المسيرة ضمن ملفات التفاوض.
وتحرص طهران على التنسيق مع موسكو بالدرجة الأولى ثم بكين فيما يخص المفاوضات مع واشنطن، وفي هذا السياق جاءت زيارة عراقجي إلى روسيا للقاء بوتين لاطلاعه على ما يدور في المفاوضات، خاصة وأنه في حال تعثر المفاوضات ولجوء واشنطن لخيار عسكري، فإن الدعم الروسي سيكون ضروريا ومرجحا، تحديداً على الصعيد الاستخباري. وبصورة عامة ستكون موسكو والصين في مقدمة الجهات التي ستعوّل عليها طهران كمورد عسكري.
في الوقت الراهن، ستواصل طهران حرصها على الوصول لصيغة اتفاق يكفل تجنب تعرضها لضربة عسكرية أمريكية، ويتيح رفع العقوبات الاقتصادية التي تثقل كاهل المواطنين الإيرانيين، وفك الحظر عن الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، واكتساب مساحة من الوقت لإعادة تنظيم وترميم استراتيجيتها الدفاعية التي تضررت من بعد 7 أكتوبر 2023، على وقع الصراع مع "إسرائيل".