حريق ميناء بندر عباس يثير مخاوف طهران من أن يكون باكورة لسلسلة عمليات تستهدف إيران إقليمياً وداخلياً

الساعة : 14:01
29 أبريل 2025
حريق ميناء بندر عباس يثير مخاوف طهران من أن يكون باكورة لسلسلة عمليات تستهدف إيران إقليمياً وداخلياً

الحدث

أجرى مسعود بزشكيان الرئيس الإيراني جولة جوية تفقدية لميناء الشهيد رجائي في مدينة بندر عباس عقب حدوث انفجار ضخم به، وعقد اجتماعاً طارئاً مع إدارة خلية الأزمة، فيما أعلن محافظ هرمزغان ارتفاع عدد ضحايا الحادث إلى 40 قتيلا وأكثر من 900 مصاب.

الرأي

يعد ميناء الشهيد رجائي أكبر مرفأ تجاري في إيران، حيث يتعامل مع حوالي 80 مليون طن من البضائع سنويًا، ويُعتبر شريانًا حيويًا للتجارة البحرية الإيرانية، حيث تظهر بيانات الجمارك، أن الميناء استحوذ بمفرده في العام الماضي على ما يقدر بنحو 29.197 مليار دولار من إجمالي تجارة إيران الخارجية البالغة 130 مليار دولار، أي ما يعادل 22% منها. وبالتالي من المرجح أن يلحق الحادث أضراراً كبيرة بالاقتصاد الإيراني، خاصة بعد أن احترقت أكثر من 10 آلاف حاوية.

وقد بدت أجهزة الطوارئ الإيرانية عاجزة عن التعامل مع حجم الحادث الكبير، مما دفع طهران لتقديم طلب رسمي إلى موسكو لإرسال طائرات روسية تحمل فرق إنقاذ متخصصة للمشاركة في إخماد الحرائق التي أعقبت حدوث الانفجار.

وفي قراءة لتداعيات الحدث، فإنه يثير قلق السلطات الإيرانية من أن الانفجار قد يكون باكورة لسلسلة من الحوادث الأخرى التي تستهدف تحجيم دور إيران الإقليمي وإشغالها بملفاتها الداخلية. وبينما يشوب الغموض أسباب حدوث الانفجار في انتظار إعلان السلطات الإيرانية رسمياً نتائج التحقيقات الأولية، رجحت شركة أمبري الأمنية حدوث الحريق بسبب سوء التعامل مع شحنة من مادة بيركلورات الأمونيوم المستخدمة في وقود الصواريخ الباليستية استقبلها الميناء في مارس/ آذار الماضي من الصين.

وعلى الرغم من عدم استبعاد الطابع غير التخريبي للحادث، فإن المخاوف من أن يكون الحادث تخريبياً مفتعلاً من طرف أجهزة الاستخبارات "الإسرائيلية" تظل محل اعتبار، وذلك ضمن سياسة تعزيز الضغوط على النظام الإيراني؛ فالحادث في غموضه يشبه حادث سقوط طائرة الرئيس الإيراني الأسبق إبراهيم رئيسي ومرافقيه، ويوجه ضربة عنيفة للاقتصاد والأمن الإيراني، خاصة أن ترجيح الشركة البريطانية يشير إلى أن الشحنة المرتبطة بوقود الصواريخ الباليستية كانت محل رصد القوى الغربية. وهذا الأمر يبقي على احتمال أن تكون "إسرائيل" قد قررت استهدافها لاستكمال التأثير على قدرات إيران الصاروخية ولإرسال رسالة خلال سير المفاوضات النووية.