دول الخليج تطبع علاقاتها وتعزز روابط الاقتصاد
ستهمين أجواء تطبيع العلاقات على المشهد الخليجي، على الرغم من استمرار الجفاء القطري البحريني. وستشهد العلاقات الإماراتية القطرية تطورًا على غرار تطور العلاقات السعودية القطرية في ظل تبني الإمارات سياسة إقليمية تقوم على تصفير المشاكل وتعزيز الروابط الاقتصادية والتنموية كوسيلة للأمن، بديلة عن الانخراط في النزاعات. لذلك، وبالإضافة إلى تحسّن العلاقات الإيرانية الإماراتية، ليس من المستبعد أن تشهد الاتصالات الإماراتية التركية تطورًا حاسمًا متمثّلاً في تبادل زيارات رفيعة المستوى خاصةً بعد الاتصال الهاتفي المباشر بين ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وعلى الرغم من قناعة السعودية بضرورة تحسين العلاقات مع تركيا، لكن ليس من المؤكد أن تشهد الأشهر الأخيرة من 2021 إتمام هذه الخطوة بصورة رسمية، وستكون أولوية الرياض للأشهر القادمة إعادة صياغة علاقاتها مع إدارة "بايدن" بما يضمن للمملكة استمرار الالتزام الأمريكي تجاه أمن منطقة الخليج، واختبار الحوار مع الحكومة الإيرانية الجديدة، بالإضافة إلى المضي في نهج تعزيز العلاقات الخليجية مع سلطنة عُمان والكويت.
وستظل قطر في صدارة الديبلوماسية الدولية الخاصة بالملف الأفغاني، وستعمل على إثبات قيمتها الاستراتيجية للولايات المتحدة خاصة مع انسحاب واشنطن من المنطقة وتزايد حاجتها للاعتماد على حلفائها المحليين. ومن المرجّح أن تُعيد السعودية اتصالاتها المباشرة بحركة طالبان وإعادة بناء الثقة معها، دون أن ينتج عن ذلك مباشرة اعتراف الرياض بالحكومة الأفغانية الجديدة. بينما ستكون الإمارات أكثر حذرًا مع تجنّب اتخاذ موقف عدائي تجاه طالبان. فيما سيتواصل تعزيز الشراكة الإماراتية "الإسرائيلية" اقتصاديًا وأمنيًا بوتيرة متسارعة، كما ستتّجه علاقات البحرين مع "إسرائيل" نحو مزيد من المأسسة خاصة في الجانب الاقتصادي.
تعديل وزاري في الكويت وانتخاب الشورى القطري
في المشهد الخليجي الداخلي، من المرجّح أن تشهد الكويت تعديلًا وزاريًا خلال الأشهر القادمة، يشمل حقائب مهمة مثل المالية وربما الداخلية. ومع ذلك، فمن غير المرجح أن ينهي هذا التعديل التوترات مع المعارضة في مجلس الأمة؛ حيث لم تتمكن الحكومة من تمرير قانون الدين العام الجديد اللازم لسد العجز المالي المتضخّم. وفي قطر، سيتعزّز الوضع الداخلي عقب أول انتخاب لمجلس الشورى، ولن تكون الاعتراضات الداخلية حول قانون الانتخابات مؤثرة. ومع توقعات أسعار معتدلة للنفط خلال الأشهر المقبلة، فالأغلب أن الأوضاع الاقتصادية في مجمل دول الخليج ستكون على وتيرتها الحالية التي تتسم بمنحى تعافي إيجابي من تداعيات جائحة كوفيد-19.