استخدام الاحتلال الطيران المسيّر ضد المقاومة في الضفة يشير إلى دعم سياسي للمستوى العسكري والأمني واستعداد لتصعيد الموقف في الضفة

الساعة : 16:00
23 يوليو 2024
استخدام الاحتلال الطيران المسيّر ضد المقاومة في الضفة يشير إلى دعم سياسي للمستوى العسكري والأمني واستعداد لتصعيد الموقف في الضفة

الحدث:

ذكرت مصادر طبية أن خمسة فلسطينيين استشهدوا وأصيب عدد آخر بجروخ متفاوتة، وذلك جراء قصف مسيّرة "إسرائيلية" منازل في مخيم طولكرم فجر الثلاثاء. واستهدفت المسيرة "الإسرائيلية" قائد "كتائب القسام" في المخيم، أشرف نافع، ومقاتلين من "كتائب شهداء الأقصى". وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال في بيان مقتضب إن "طائرة لسلاح الجو هاجمت مسلحين خلال حملة عسكرية في منطقة طولكرم، حيث تخوض القوات اشتباكات في المنطقة".

الرأي:

جاءت عملية الاغتيال باستخدام طائرة مسيّرة بعد حديث وزير الدفاع، يوآف غالانت، عن الاتجاه لرفع القيود التي كانت مفروضة على الهجمات الجوية وعمليات سلاح الجو "الإسرائيلي" في الضفة الغربية، مع التهديد بـ"توسيعها إذا قضت الحاجة". ويأتي ذلك ضمن محاولة للقضاء الممنهج على جميع عناصر المقاومة الفلسطينية في الضفة وفقًا لحديثه؛ حيث أصدر تعليماته إلى قيادة المنطقة الوسطى في الجيش ورئاسة الأركان لاستهداف جميع المقاومين داخل مخيمات اللاجئين. كما جاء ذلك عقب جلسة تقدير موقف أجراها القائد الجديد للمنطقة الوسطى في جيش الاحتلال، آفي بلوط، بمشاركة قائد فرقة الضفة الغربية في جيش الاحتلال، ياكي دولف، وغيره من ممثلي الأجهزة الأمنية خصوصًا جهاز "الشاباك".

وتزامنت عملية الاغتيال من الجو مع عملية عسكرية في مدينة طولكرم ومخيمها، باستخدام عشرات الآليات العسكرية الثقيلة وسط تحليق مكثف للمسيّرات؛ حيث شرع جيش الاحتلال في تدمير البنية التحتية بشكل كبير وسط تبادل الاشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين. ورغم محاولة جهات عديدة إبقاء جبهة الضفة خارج دائرة الحرب المشتعلة، لكن التصعيد "الإسرائيلي" شمال الضفة يقود إلى نقطة جديدة في المواجهة من جانب الاحتلال، الذي يسعى لاستغلال الظروف الحالية لتدمير شمال الضفة ومجموعات المقاومة التي تطورت أساليبها لاستهداف القوات "الإسرائيلية".

في غضون ذلك، فإن رفْع جيش الاحتلال القيود على عمليات الطيران الحربي في الضفة يعني أن هناك دعمًا سياسيًا للمستوى العسكري والأمني لتصعيد الموقف في الضفة، في ظل تسارع وتيرة الوضع الميداني ووقوع العديد من القتلى والإصابات في صفوفه أثناء اقتحام المخيمات، لا سيما في طولكرم وجنين وطوباس. وعليه، فإن جيش الاحتلال يسعى للتوسع في عمليات سلاح الجو لضرب أهداف داخل المخيمات، لتفادي المخاطر التي يمكن أن تلحق بجنوده على الأرض.