العجز الكبير في مدرعات جيش الاحتلال قد يؤثر على قرار الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب

الساعة : 13:45
17 يوليو 2024
العجز الكبير في مدرعات جيش الاحتلال  قد يؤثر على قرار الانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب

الحدث:

اعترف الجيش "الإسرائيلي" أن هناك نقصًا كبيرًا في الدبابات إثر خروج عدد كبير منها عن الخدمة، نتيجة المعارك التي يخوضها مع المقاومة في غزة، موضحًا أن العدد الحالي من الدبابات غير كاف للمجهود الحربي. جاء ذلك في معرض رد الجيش على التماس قُدّم للمحكمة العليا "الإسرائيلية" بواسطة مجندات ومقاتلات، طالبن فيه بالعمل على إشراكهن ودمجهن في صفوف القوات المدرعة التي تشارك في عمليات التوغل البري لجيش الاحتلال في القطاع.

الرأي:

تعد هذه المرة الأولى التي يعترف فيها جيش الاحتلال بأنه فقد الكثير من دباباته وآلياته العسكرية في حرب غزة، وبالتالي أصبح يعاني بشكل واضح من النقص في المعدات؛ وهو اعتراف يشير إلى أن عدد الدبابات الذي فقده سلاح المدرعات أو تعرض للإعطاب وبحاجة للصيانة في جيش الاحتلال كبير، وأن العدد الحالي غير كاف خاصة مع احتمالات الحشد على الجبهة الشمالية.

وعليه، فإن هذا النقص يضع قيودًا قد تؤثر على أداء سلاح المدرعات في حال توسعت المعارك في الجبهات الأخرى، الضفة وجبهة الشمال تحديدًا، وقد يضطر الجيش لإعادة ضبط مخططاته فيما يتعلق بالمناورات البرية التي كان يسعى لإقامتها خلال الفترة القادمة.

على جانب آخر، يوضح هذا الاعتراف أن المقاومة نجحت في ضرب وإسقاط أسطورة "دبابة الميركافاة" شديدة التحصين بمختلف نماذجها المتطورة، والتي كان يتباهى بها جيش الاحتلال أمام العالم؛ حيث أصبح تفجير الدبابات والآليات العسكرية خبرًا روتينيًا وبأسلحة المقاومة المصنوعة محليًا، مثل قذيقة "الياسين 105" والعبوات الناسفة، والتي أثبتت فعاليتها العالية في إخراج الدبابات عن الخدمة.

بالمحصلة، فإن هذا الاعتراف يمثل ضغطًا على القيادة السياسية للانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب، كون الجيش لن يستطيع المواصلة بالوتيرة نفسها نتيجة الخسائر التي تلقاها سلاح المدرعات مع امتداد القتال لأشهر طويلة. كما إنه يحمل رسالة مفادها أن الذهاب لحرب مفتوحة في الجبهة الشمالية سيؤثر على الأداء القتالي والعملياتي للجيش، نظرًا لصعوبة الجغرافيا في الجبهة الشمالية وكذلك لامتلاك "حزب الله" أسلحة أكثر تطورًا ستمكّنه من تدمير الدبابات بشكل أكبر، ما قد يسقط قوة الردع "الإسرائيلي" بشكل غير مسبوق لا سيما مع وجود قناعة "إسرائيلية" بعدم قدرة سلاح الجو على حسم أي معركة على الأرض.