تطورات الأجهزة الأمنية
استضافت القاهرة اجتماعات فنية بمشاركة وفود قطرية وأمريكية و"إسرائيلية"، والسلطة الفلسطينية، لبحث آليات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث تم الاتفاق على جميع الترتيبات اللازمة، بما في ذلك تشكيل غرفة عمليات مشتركة في القاهرة لمتابعة تنفيذ الإجراءات. كما استضافت القاهرة محادثات ثلاثية بين مصر و"إسرائيل" والولايات المتحدة، تناولت الترتيبات بشأن محور فيلادلفيا الحدودي. بموازاة ذلك، استقبل وفد قيادي من حركة حماس في القاهرة 70 أسيرا محررا مبعدين ضمن عملية تبادل الأسرى.
إلى ذلك، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اللواء خليفة حفتر، بالقاهرة، بحضور رئيس المخابرات العامة، حسن رشاد، فيما أفادت معلومات بأن هناك قنوات تواصل على المستوى الأمني بين مصر والإدارة السورية الجديدة بالتنسيق مع أجهزة استخبارات إقليمية. وبحسب مصدر مصري، فإن القاهرة وضعت شرطين لتحسين العلاقات مع دمشق: الأول عدم منح مناصب سياسية أو عسكرية لمصريين شاركوا في صفوف هيئة تحرير الشام، والثاني إغلاق معسكرات تدريب كانت تتدرب فيها عناصر مصرية في شمال سوريا.
خارجيًا، وقع السيسي، مع نظيره الصومالي، في القاهرة، إعلانًا سياسيًا مشتركًا لترفيع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والثقافية والاقتصادية. وفي شأن عسكري، قررت إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، تحويل مساعدات عسكرية بقيمة 95 مليون دولار من المخصصات العسكرية لمصر إلى لبنان، بهدف دعم الجيش اللبناني لتعزيز أمن الحدود ومكافحة الإرهاب، وذلك بسبب عدم وفاء القاهرة بالتزامات متعلقة بحقوق الإنسان.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· سمحت سلطات الاحتلال لشركات مقاولات مصرية بإدخال معدات هندسية، ومواد بناء، ومواد أخرى ضرورية إلى غزة، بينما استبعد رئيس الاتحاد المصري لمقاولي التشييد والبناء، محمد سعد، دخول الشركات لإعادة إعمار غزة حالياً لعدم انسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل.
· شددت الحكومة إجراءات منح الإقامات للسوريين، حيث باتت تخضع لفحص أمني، كما فرضت قيودًا جديدة على دخول السوريين إلى أراضيها.
· فرضت السلطات قيوداً على دخول الفلسطينيين إلى أراضيها عبر مطاراتها، حيث اشترطت حصولهم على موافقة أمنية، كما أصدرت قرارًا يمنع الفلسطينيين القادمين من سوريا والسودان وليبيا والعراق واليمن من الدخول إلى مصر حتى إشعار آخر.
· وافق مجلس النواب على مواد ضمن مشروع قانون الإجراءات الجنائية، يمنح النيابة العامة صلاحيات موسعة لمراقبة الاتصالات والتجسس على هواتف المصريين وتسجيل الأحاديث الخاصة، ومراقبة حسابات التواصل الاجتماعي.
· قررت السلطات القضائية حظر ظهور قضاة محكمة الاستئناف في مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي بصفتهم أو منصبهم ومنع تصوير الجلسات والمحاكمات.
· قرر النائب العام حفظ البلاغ المقدم من أسرة المعتقل، أحمد الصياد، الذي توفي داخل سجن بدر 1، للتحقيق في ظروف وفاته، حيث وُجدت آثار تعذيب على جسده.
· قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس أكثر من 70 شابًا وفتاة، بعد إخفائهم قسريًا لفترات متفاوتة، كان أطولها لمدة 4 سنوات، ووجهت إليهم تهم "نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية".
· قررت السلطات القضائية تجديد الحبس الاحتياطي لنحو 900 معتقل، بينهم شخصيات بارزة مثل القيادي في حركة 6 أبريل، شريف الروبي، نائب رئيس حزب مصر القوية، محمد القصاص، المترجم ورسام الكاريكاتير، أشرف عمر، الأكاديمي شريف السقا، والصحافي خالد ممدوح، بالإضافة إلى الحسين خيرت الشاطر، وأنس محمد البلتاجي، إلى جانب 173 شابًا اعتُقلوا على خلفية التظاهرات الداعمة لفلسطين.
· أحالت السلطات القضائية أكثر من 250 مواطن ومواطنة إلى المحاكمة الجنائية أمام دوائر الإرهاب، من بينهم الداعية، محمود شعبان، وعضوي اللجنة العلمية بالجبهة السلفية، هشام مشالي وأشرف عبد المنعم، والناشطة مروة عرفة، التي أمضت أربعة أعوام ونصف في الحبس الاحتياطي، والمواطنة مريم رضوان، زوجة القيادي الجهادي الراحل عمر رفاعي سرور.
· استدعت نيابة أمن الدولة مدير منظمة "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية"، حسام بهجت، للتحقيق، قبل أن تخلي سبيله، وذلك عقب بيان نشرته المبادرة تطالب فيه النائب العام بالتحقيق في إفادات عدد من أهالي المحتجزين بسجن "العاشر 6" حول بدء ذويهم إضرابًا عن الطعام.
· أصدر الرئيس السيسي، قرارًا جمهوريًا بالعفو عن باقي مدة العقوبة لـ4466 من المحكوم عليهم في جرائم جنائية مختلفة.
أبرز الأحداث الأمنية
· أعلن الرئيس السيسي أن مصر خسرت أكثر من 60% من إيرادات قناة السويس خلال عام 2024، ما يعادل نحو 7 مليارات دولار، بسبب هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
· وثّقت مؤسسة "سيناء لحقوق الإنسان" سقوط طائرة مسيّرة حوثية، في منطقة العجراء جنوب رفح، بعد استهدافها من قبل طائرة حربية داخل الأراضي المصرية، وذلك بعد أيام من مقتل شاب مصري، يدعى جهاد أبو عقله، جراء شظايا صاروخ أطلقته طائرة حربية "إسرائيلية".
· اعتقلت السلطات السورية المقاتل المصري في هيئة تحرير الشام، أحمد المنصور، عقب ظهوره في تسجيلات توعد خلالها بإسقاط نظام السيسي، من خلال تشكيل حركة "ثوار 25 يناير".
· سلّمت السلطات اللبنانية الشاعر والمعارض المصري الحامل للجنسية التركية، عبد الرحمن القرضاوي، إلى الإمارات بعد توقيفه في مطار بيروت. فيما بدأ البرلمان المصري مناقشة اتفاقية نقل المحكوم عليهم بعقوبات سالبة للحرية بين مصر والإمارات.
· توفي أربعة معتقلين سياسيين داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وسوء أوضاع الاحتجاز، وهم: سعد مدين، في سجن برج العرب، وعبد السلام صدومة، ومتولي سليمان، في سجن جمصة شديد الحراسة، وأحمد جبر.
· اعتقلت السلطات كلًا من الصحفي، أحمد سراج، وندى مغيث، زوجة رسام الكاريكاتير أشرف عمر، بعد حوار صحفي حول اعتقال زوجها. وأفرجت السلطات عن ندى مغيث لاحقًا بينما قررت حبس أحمد سراج على ذمة التحقيقات.
· اعتقلت السلطات الناشط الإعلامي السوري، ليث الزعبي، قبل الإفراج عنه وترحيله إلى الأردن، بسبب مطالبته برفع علم الثورة في سفارة بلاده بالقاهرة، فيما اعتقلت صانع المحتوى التعليمي، أحمد أبو زيد، بتهمة حيازة 163 ألف دولار أمريكي والاتجار بها في السوق السوداء.
· أعادت السلطات اعتقال التيكتوكر، محمد علام، الشهير بـ "ريفالدو"، بعد نشره مقاطع مصورة انتقد فيها النظام والملاحقات التي تتعرض لها أسرته، وطالب بحرية شقيقه المعتقل.
· أعادت السلطات تدوير معتقلين سياسيين وصحافيين وحقوقيين في قضايا جديدة، بينهم الصحافي مصطفى الخطيب، والقيادي في الإخوان، عصام الحداد، ونائب رئيس حزب الوسط، عصام سلطان، و123 متهمًا آخرين.
· شهدت محافظات عدداً من الإضرابات والاحتجاجات العمّالية للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور وصرف الرواتب المتأخرة، حيث دخل نحو 7 آلاف من عمال شركة الملابس الجاهزة ومصنع "تي أند سي" في محافظة القليوبية في إضراب مفتوح، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى القبض على العشرات منهم وأمرت النيابة، بحبس 8. كما بدأ نحو 4 آلاف عامل بمصنع "سيراميكا إينوفا" إضرابًا عن العمل، فيما نظم العاملون بمحطتي مياه الشرب "المنشية 1" و"النزهة" في الإسكندرية وعمال "سيراميكا لابوتيه" بمدينة العاشر من رمضان وقفات احتجاجية.
· لقي الشاب "عماد نيازي" مصرعه برصاص عناصر من الشرطة أثناء القبض عليه في منزله بمحافظة المنيا، كما اعتقلت السلطات محاميه، محمد عبد الرحيم، عقب تقديمه بلاغ إلى النائب العام، متهماً الشرطة بقتله عمدًا.
· قُتل الشاب "محمد سلمى" داخل أحد أقسام الشرطة بمحافظة القليوبية، إثر التعذيب، بعد اتهامه في قضية جنائية ملفقة.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· من المرجح أن يواصل ترامب الضغط على مصر للقبول بخطة تهجير أهل غزة، ولكن مازال التقدير العام أن القاهرة لا تتجه للاستجابة لهذا الأمر. وستكون تداعيات ذلك على العلاقات المصرية الأمريكية مرتبطة بنجاح مصر والأردن في بناء موقف عربي وإقليمي موحد يقنع ترامب بالتخلي عن الخطة وعدم جدواها، فضلا عن خطورتها على استقرار مصر والأردن وبالتالي أمن "إسرائيل".
· إذا تفاقم توتر العلاقات المصرية الأمريكية. فإن ذلك قد يؤثر على انتظام الدعم الخارجي وقدرة مصر على الوصول إلى أسواق الاستدانة الدولية، مما يزيد من مخاطر الاستقرار الداخلي. مازال هذا السيناريو غير مرجح، لكنّ احتمالاته لا يمكن تجاهلها إلى أن تتضح في الأسابيع القليلة القادمة تطورات ملف التهجير.
· من المحتمل أن زيارة حفتر لمصر عقب زيارة مؤخرا من قبل وزير المخابرات المصري له في بنغازي، ترتبط بالقلق المصري من احتمالات نقل روسيا قواتها من سوريا إلى قاعدة جديدة دائمة لها في ليبيا، وتداعيات ذلك على توازن النفوذ جوار مصر الغربي.