تطورات الأجهزة الأمنية
زار الرئيس أحمد الشرع أمير الكويت وبحث معه التعاون بين البلدين، في حين استقبل الشرع عدة برقيات تعزية من دول عربية وأجنبية، بعد حادثة تفجير الكنيسة التي راح ضحيتها حوالي 23 شخصاً، كما استقبل في قصر الشعب المبعوث الخاص لرئيس الوزراء العراقي إلى سوريا، وناقش معه القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وفي ذات السياق، زار وزير الخارجية أسعد الشيباني قطر لبحث سبل توسيع آفاق التعاون الثنائي في قطاعات الطاقة، والاقتصاد والتجارة، والمالية، والسياحة والاتصالات، وتقنية المعلومات والتعليم العالي والجانب التنموي وغيرها، كما وقع مع نظيره الأردني مذكـرة تفاهم للتعاون في مجال تدريب الكوادر الدبلوماسية وموظفي مؤسسات القطاع العام. والتقى الشيباني في دمشق وفداً من الجمهورية الصربية برئاسة وزير المصالحة والتعاون الإقليمي والاستقرار الاجتماعي، كما التقى نظيره الفرنسي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالمحيط لعام 2025، في حين التقى على هامش مؤتمر "أوسلو للسلام" في النرويج نظيريه النرويجي والمصري ووزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية ونائب وزير الخارجية الإندونيسي، وناقش مع نظيره الألماني التطورات الإقليمية وتأسيس المجلس التنسيقي الاقتصادي السوري الألماني، في حين تلقى اتصالاً من نظيره الإيطالي لبحث سبل التعاون ومستجدات الأوضاع في سوريا والمنطقة.
وفي سياق آخر، استقبل وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة رئيس أركان الجيش التركي والوفد المرافق له في دمشق، كما استقبل عدة وفود دبلوماسية من السفارات منها القائم بأعمال السفارة الفرنسية والملحق العسكري والجوي التشيكي والسفير البحريني ومستشار السفارة الباكستانية والقائم بأعمالها والقائمة بأعمال سفارة السويد، والتقى بوكيل الأمين العام لإدارة عمليات السلام في الأمم المتحدة والوفد المرافق في مقر الوزارة بدمشق. من جهته، بحث وزير الداخلية أنس خطاب مع نظيره السعودي سبل تعزيز التعاون الأمني ودعم الاستقرار ونقل الخبرات، وأكد في سياق منفصل أنهم نسقوا منذ اليوم الأول للتحرير مع الدول المتضررة من تجارة المخدرات وعلى رأسها السعودية والأردن.
على صعيد التعيينات، تمت ترقية العميد "محمد خير حسن شعيب" إلى رتبة لواء وتعيينه نائبا لوزير الدفاع، وتعيين العقيد "محمود جمعه السلوم" قائداً لعمليات اللواء الثالث في الفرقة 42، كما عيّنت وزارة الخارجية الفلسطينيَين محمد الفار في مكتب العلاقات العامة لوزارة الخارجية، وياسر الجندي في المعهد الدبلوماسي.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع عن حل الحزب الإسلامي التركستاني وضمه للجيش السوري ضمن الفرقة 84، بعد تفاهمات دولية مع الولايات المتحدة، وقررت ضم مقاتلين أجانب إلى صفوف الجيش في إطار تنظيم الجهود ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية، كما خرّجت الوزارة دورة رفع مستوى في الفرقة 56.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· استحدثت وزارة الداخلية إدارات جديدة مثل إدارة مكافحة الإرهاب لملاحقة فلول النظام وتنظيم داعش، وإدارة حرس الحدود التي كانت سابقاً من اختصاص وزارة الدفاع، كما أنشأت إدارة أمن الطرق لحماية الطرقات العامة.
· أصدر الرئيس الشرع المرسوم رقم 66 لعام 2025 القاضي بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.
· أعلنت وزارة الداخلية افتتاح أول دائرة لاستقبال شكاوى المواطنين في دمشق، لمعالجة الشكاوى المُقدَّمة بحق أي عنصر أمني أو شرطي يتجاوز صلاحياته أو يخالف القانون.
· تم افتتاح كل من معبر العريضة بين سوريا ولبنان أمام حركة المسافرين، ومعبر البوكمال مع العراق أمام حركة عبور المسافرين والشاحنات، فيما بدأت أعمال بناء وصيانة معبر التنف مع العراق تمهيداً لإعادة تشغيله، كما تتم دراسة مشروع لربط لوجستي شامل بين المعابر البرية ومرافئ طرطوس واللاذقية والمناطق الحرة، لتأمين شبكة ترانزيت متكاملة.
· أغلقت سوريا المجال الجوي بسبب ارتفاع المخاطر الناجمة عن الحرب بين إيران و"إسرائيل"، فيما حوّلت الخطوط الجوية رحلاتها إلى مطار حلب الدولي، بسبب إغلاق أجواء دمشق.
· أصدر المجلس التنفيذي في "الإدارة الذاتية" قراراً بتشكيل ما أسماه الإدارة العامة لمطار القامشلي الدولي، لتشرف على كافة الأمور الإدارية والمالية والممتلكات التابعة للمطار، والهيئة العامة للطيران المدني تصف ذلك بخرق القوانين الدولية للملاحة الجوية وتمنع التعامل معه.
أبرز الأحداث الأمنية
· أطلقت مجموعة تطلق على نفسها اسم "كتائب الشهيد محمد الضيف" صاروخين من نوع غراد باتجاه الجولان المحتل، لتعود مجموعة أخرى تدعى جبهة المقاومة الإسلامية "أولي البأس" لتتبنى العملية. أعقب الهجوم استهداف "إسرائيلي" لقرى وبلدات ومواقع جنوب سوريا، وحددت "إسرائيل" مكان الاطلاق، بأنه من بلدة تسيل في ريف درعا.
· اقتحمت قوات "إسرائيلية" قرية معرية في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي مرتين، ونفذت عمليات دهم وتفتيش لعدد من المنازل.
· جرّف جيش الاحتلال حراج منطقة الشحار بريف القنيطرة قرب الشريط الحدودي على عدة أيام، بالإضافة إلى تجريف حراج جباتا الخشب البالغة مساحته 51 هكتارا، كما قام بهدم 15 منزلاً في الحميدية بريف القنيطرة بزعم قربهما من قاعدة أنشأها حديثا، فيما توغل في قرية المشيرفة على مرتين، وفي قرية القحطانية، وقام باحتجاز ثلاثة عمال نظافة.
· استهدفت مسيرة "إسرائيلية" شخصين في مزرعة بيت جن جنوب في ريف دمشق الغربي مدعية بأنهما عنصرين تابعين لحركة حماس. وبعدها بأربعة أيام، اقتحمت قوات تابعة للواء الاحتياط ألكسندروني "الإسرائيلية" تقدر بنحو 100 عنصر و10 عربات عسكرية، اقتحمت البلدة ذاتها مما أسفر عن استشهاد شاب واعتقال سبعة آخرين.
· فجّر انتحاري ينتمي لداعش نفسه في كنيسة مار الياس في دويلعة بدمشق، فيما ألقت القوات الأمنية القبض على خلية قالت بأنها المسؤولة عن العملية في حرستا وكفر بطنا.
· ضبطت السلطات مستودع أسلحة وذخائر في قرية أم الدوالي بريف حمص، يحتوي على صواريخ من طراز كاتيوشا، وأسلحة فردية، وذخائر متنوعة، وضبط شحنة صواريخ نوع غراد معدة للتهريب إلى لبنان، فيما تم ضبط مستودع بريف جبلة يحتوي صواريخ مضادة للدروع من نوع "مالوتكا"، ومستودع يحتوي على أسلحة وذخائر في مدينة القرداحة، وآخر في قرية بحورايا وآخر يحتوي على صواريخ من طراز "غراد"، في مدينة نوى، كانت مخبأة داخل إحدى المزارع في ريف درعا الغربي.
· أُصيب عنصر من الجيش السوري برصاص عناصر من الحشد الشعبي العراقي قرب البوكمال.
· استقبل مطار دمشق الدولي أولى رحلات شركة الطيران الإماراتية "فلاي دبي" بعد انقطاع استمر لسنوات.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· تمثل خطوة دمج بعض المقاتلين الأجانب بعد تفاهم مع الولايات المتحدة إلى عمق المحادثات التي تجري بين الجانبين والتي أفضت بالفعل لخطوات مثل رفع العقوبات ورفع تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية. وتؤكد هذه التطورات أن أولوية الولايات المتحدة هي لاستقرار سوريا تحت الحكم الجديد مقابل التزامات واضحة أمنية وسياسية.
· على الرغم من ضغط الولايات المتحدة على تل أبيب للسير قدماً نحو اتفاقية تطبيع مع دمشق، إلا أن احتمال قيام "إسرائيل" بعملية عسكرية في سوريا للسيطرة على الجنوب السوري لازال قائماً، ثم فرض اتفاقية سلام بشروط "إسرائيلية" محضة على المبدأ الذي تحدث عنه نتنياهو "القوة ثم السلام"، مع ملاحظة أن جيش الاحتلال فرض بالفعل سيطرة أمنية واسعة في الجنوب السوري. ومع هذا، فإن التوجه العام لدمشق واضح في السعي لتوقيع اتفاقية أمنية واسعة مع الاحتلال تؤسس لتفاهمات بعيدة الأجل.
· يتزايد خطر تجدد نشاط تنظيم داعش، ومازالت المؤشرات ترجح أن التنظيم يعمل على تعبئة خلاياه في عدة مناطق بسوريا. لكن لا يتوقع أن يمثل ذلك تهديدا وجوديا للنظام الجديد، وإن كان التنظيم يمكنه التسبب في مشاكل أمنية مؤثرة، وهو ما يجعل من المرجح تزايد التنسيق بين دمشق وقوات التحالف ودول الجوار لمواجهة خطر التنظيم.