الموجـز الأمنـي السوري - يوليو 2025

الساعة : 15:54
13 أغسطس 2025
الموجـز الأمنـي السوري - يوليو 2025

تطورات الأجهزة الأمنية

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين بالعاصمة الروسية موسكو وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني والوفد المرافق له في أوّل زيارة رسمية منذ سقوط نظام بشار الأسد، حيث بحثا عدداً من القضايا العسكرية المشتركة، بما يخدم العلاقات بين البلدين. والتقى وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة بنظيره الروسي أندريه بيلاوسوف بعد وصوله إلى العاصمة الروسيّة موسكو، كما عقد اجتماع وزاري في العاصمة الأذربيجانية، باكو، بين وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية "الإسرائيلي" رون ديرمر، حيث دار اللقاء حول "الوضع الأمني"، خصوصاً في جنوبي سوريا.

على صعيد آخر، وافق مجلس الوزراء الأردني على تسمية السفير سفيان سليمان القضاة، سفيراً فوق العادة ومفوضاً للمملكة الأردنية لدى سوريا، كما تم الاتفاق على إعادة تفعيل العمل الدبلوماسي بين سوريا وليبيا، وفتح السفارة السورية في طرابلس، فيما تم الاتفاق مع بريطانيا على دعم القطاع الأمني والزراعي والتعليمي في سوريا، إضافة لتشكيل مجلس اقتصادي سوري-بريطاني. من جهة أخرى، طلبت الحكومة السورية رسميًا من وزارة الدفاع التركية تقديم دعم عسكري تقني واستشاري لتطوير قدرات الدفاع، حيث وافقت أنقرة على تقديم التدريب والمشورة والدعم الفني، كما تمّ الإعلان عن تعاون أمني بحري بين تركيا وسوريا يشمل إعادة تشغيل الموانئ البحرية وصيانتها

من جهته، زار وزير الداخلية أنس خطاب محافظة اللاذقية برفقة عدد من المسؤولين الأمنيين، للوقوف ميدانيًا على الأوضاع بعد سلسلة من حرائق الغابات، وأكد خلال الزيارة أهمية رفع الجاهزية الأمنية الكاملة، وتم وضع حواجز أمنية على الطرق الفرعية لحماية المنطقة. واستقبل خطاب وفدًا من السفارة الفرنسية بدمشق لمناقشة تعزيز الإجراءات الأمنية في مقر السفارة ودعم البنية الأمنية في العاصمة والبحث في القضايا الإقليمية ذات العلاقة، كما التقى وفداً إسبانياً برئاسة المبعوث الخاص إلى سوريا، أنطونيو غونزاليس، لبحث سبل تعزيز التعاون في المجالات الأمنية، وبحثا سبل مكافحة الإرهاب وآليات تبادل الخبرات في أنظمة الهجرة والجوازات. بموازاة ذلك، أجرى وفد من وزارة الداخلية زيارة رسمية إلى قطر، برئاسة اللواء عبد القادر طحان، معاون وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والعميد زياد العايش، معاون الوزير للشؤون المدنية، حيث التقى بنظرائه القطريين لبحث آليات التعاون الأمني وتبادل الخبرات.

إلى ذلك، زار وزير الدفاع مرهف أبو قصرة محافظة اللاذقية للإشراف على مشاركة وحدات من القوات الجوية في عمليات إخماد الحرائق، كما عُقد اجتماع أمني موسّع في محافظة حلب، ضمّ قيادات من وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ومحافظي حلب وإدلب، حيث تمت مناقشة ظاهرة السلاح غير الشرعي والسبل الكفيلة للحد منها. وقد حضر الاجتماع نائب وزير الدفاع اللواء محمد شعيب، ومعاون وزير الداخلية اللواء عبد القادر طحان، وقادة الفرق العسكرية، ما يدل على وجود تحرك منسق على مستوى القيادة الأمنية العليا.

من جانب آخر، اختُتمت في دمشق دورة تدريبية في الأمن السيبراني شارك فيها 60 مختصًا من طلاب وموظفين حكوميين، بتنظيم من وكالة "تيكا" التركية، بالتعاون مع منظمة "مابس"، وهي من أكبر الدورات التقنية الأمنية التي تنفذ في البلاد مؤخرًا، كما أشرفت وزارة الدفاع على تخريج دفعة جديدة من الجيش السوري، واعتُبر ذلك محطة أساسية في مسار تطوير جيش احترافي عالي الكفاءة. بموازاة ذلك، نفذت دفعة من القوات الخاصة التابعة للفرقة 42 في الجيش تدريبات بالذخيرة الحيّة، وذلك في ختام دورتها التدريبية.

مستجدات الإجراءات الأمنية

·       أعلنت قيادة الأمن الداخلي في درعا تنفيذ خطة تطوير شاملة تستهدف تأهيل الكوادر ورفع كفاءتها المهنية، تركز على تعزيز الالتزام بالقيم المؤسسية ومبادئ احترام القانون، ضمن برامج تدريب دورية، حيث تم فصل أكثر من 200 عنصر في محافظة درعا بسبب تجاوزات ومخالفات لا تتوافق مع المعايير المؤسسية.

·       أعادت فرنسا طلب إصدار مذكرة توقيف دولية بحق بشار الأسد بتهمة التواطؤ في جرائم كيميائية، بعد أن ألغت محكمة سابقة المذكرة الأولى.

·       أفرجت السلطات التركية عن القيادي السابق في "هيئة تحرير الشام"، عبد المعين محمد كحال، المعروف بلقبه "أبو العبد أشداء"، بعد نحو عامين من توقيفه على خلفية تهم تتعلق بـ"الإرهاب".

·       أعلنت اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب الانتهاء من إعداد المسودة النهائية للنظام الانتخابي المؤقت، وتسليمها إلى الرئيس أحمد الشرع للتصديق عليها.

أبرز الأحداث الأمنية

·       اندلعت اشتباكات مسلحة في السويداء بين فصائل درزية وعشائر بدوية، أدت إلى عشرات القتلى والجرحى، ونزوح أكثر من 145 ألف شخص.

·       تم توقيع اتفاق وقف إطلاق نار بين الحكومة السورية ومجموعات السويداء، برعاية أميركية وتركية وأردنية، فيما رفضت مجموعات درزية تتبع لشيخ العقل (حكمت الهجري) الاتفاق، مما أدى لتعرض القوات الحكومة التي انتشرت في المحافظة لكمائن أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

·       استهدف الاحتلال "الاسرائيلي" بغارات جوية مبانٍ حكومية في دمشق بينها قيادة الأركان، فيما أعلن جيش الاحتلال عن تنفيذ عدة عمليات عسكرية في جنوبي سوريا، أسفرت عن اعتقال عدد من تجار الأسلحة ومصادرة وسائل قتالية. كما قصف الطيران "الإسرائيلي" مواقع في الجنوب السوري شمل مواقع حكومية ومراكز أمنية.

·       اندلعت حرائق واسعة النطاق في ريف اللاذقية، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى نشر حواجز فرعية وتأمين فرق الإنقاذ، وسط تحقيق في فرضية الفعل المتعمد. وقد شاركت القوات الجوية السورية في عمليات إخماد الحرائق ضمن مهمة دفاع مدني ذات طابع أمني.

·       قتل شاب وأصيب شقيقه في قرية البرجان بريف جبلة إثر إطلاق نار من عنصر في وزارة الدفاع أثناء عملهم في أرض زراعية.

·       نفّذت قيادة الأمن الداخلي في محافظة إدلب، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، عملية أمنية استهدفت خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش في منطقة حارم بريف إدلب الغربي، أسفرت عن تفكيك الخلية بالكامل، وتبيّن تورّط عناصرها في تنفيذ عدة عمليات اغتيال طالت ثلاثة أشخاص في مدينة سلقين.

·       نفذ التحالف الدولي بالتعاون مع وزارتي الدفاع والداخلية السورية عملية إنزال جوي واقتحام في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، أسفرت عن مقتل أربعة مطلوبين واعتقال قيادي عراقي بارز في تنظيم الدولة "داعش" وعدد من مرافقيه.

·       قتل سبعة أشخاص وأصيب أكثر من 100 آخرين إثر انفجار مستودع ذخائر قرب مدينة معرة مصرين بريف إدلب.

·       أعلنت وزارة الداخلية ضبط سيارة ملغمة كانت مركونة على طريق كفرنوران في ريف حلب الغربي، وذلك بعد ورود بلاغ عن جسم مشبوه في المنطقة.

·       ألقت قوى الأمن الداخلي، بالتعاون مع الجيش السوري، القبض على مجموعة من المطلوبين كانوا يخططون لشنّ هجمات في محافظة طرطوس، وضُبطت بحوزتهم أسلحة وذخائر.

المؤشرات والاتجاهات الأمنية

·       يشير تدخل الاحتلال لمنع فرض الدولة السورية سيطرتها في السويداء، إلى تمسك الاحتلال بهدفه الاستراتيجي، رغم المفاوضات الجارية، المتمثل في ضمان أن تكون الدولة السورية الجديدة ضعيفة، وعاجزة عن حكم البلاد وحمايتها، إن لم تصل فعليا إلى مرحلة التقسيم.

·       في الجنوب يبرز دروز السويداء كقوة سياسية وعسكرية منظمة تطالب بحكم ذاتي موسع، وفي الشمال تحولت مناطق الإدارة الذاتية الكردية إلى كيان شبه فيدرالي يمتلك مقومات دولة مصغرة، أما الغرب حيث الساحل العلوي فيظهر كجيب أمني مغلق يشهد إعادة تموضع لما تبقى من نواة النظام السابق وميليشياته. كل هذه التحديات تبقي على شبح سيناريو التقسيم الذي تحاول الإدارة الجديدة وحلفائها الإقليميين تجنبه، بينما تعمل "إسرائيل" على تكريسه.

·       تظهر الإدارة الجديدة تعاوناً أمنياً مع السعودية وقطر وفرنسا وتركيا بهدف إعادة بناء القدرات الأمنية، والتعاون في ملفات مشتركة مثل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات، إلى جانب الاندماج في شبكة أمن إقليمي بما يعزز الموقف السوري الهش. لكن حتى الآن مازالت وتيرة بناء الأجهزة الأمنية بطيئة نسبيا ربما نتيجة العقوبات الأمريكية التي عطلت وتيرة تعاون النظام السوري مع حلفائه.