تطورات الأجهزة الأمنية
وقّع الرئيسان اللبناني، جوزيف عون، ونظيره القبرصي، نيكوس خريستودوليدس، في بيروت، اتفاقًا لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة بين البلدين، في خطوة تخوّلهما بدء استكشاف ثرواتهما البحرية. بدوره، بحث وزير الدفاع، اللواء ميشال منسى، التعاون المشترك ودعم الجيش مع نظيريه المجري، والقطري، ونائب وزير الدفاع الإيطالي، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، وفد "معهد توني بلير للتغيير العالمي"، وسفراء كندا، قطر، كما وقّع مع نظيره الهولندي في اتفاقية تعاون دفاعي بين الوزارتين.
من جهته، بحث قائد الجيش، العماد رودولف هيكل، التعاون المشترك مع الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، وسفراء مصر، السعودية، أمريكا، صربيا، هنغاريا، كوريا الجنوبية، الإمارات، المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. كما بحث "هيكل" في أمستردام التعاون المشترك مع نظيره الهولندي، وقائد العمليات الخاصة الهولندية، واستعرض على هامش مشاركته في حوار المنامة 2025، التعاون المشترك مع كل من وزير الخارجية الألماني، مساعد وزير الدفاع السعودي، قائد القيادة الوسطى الأميركية، رئيس أركان الدفاع البريطاني، مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
بالمقابل، ألغت وزارة الحرب الأمريكية زيارة لـ"هيكل" كانت مقررة إلى واشنطن بسبب "استياء" الإدارة الأميركية ممّا تعتبره "تقصيرا" بمهمة الجيش في حصر السلاح، واعتراضها على إدانة الجيش استهداف "إسرائيل" لقوات "اليونيفيل" ووصفها بـ"العدو".
من جانبه، بحث وزير الداخلية، أحمد الحجار، التعاون المشترك مع سفراء المكسيك، الإمارات، مدير مكتب المنظمة الدولية للهجرة، كما استعرض في باريس مع كل من نظيره الفرنسي وقائد شرطة باريس ومدير التعاون الأمني الدولي الفرنسي، التعاون في مجالات التدريب وتبادل الخبرات.
بدوره، بحث مدير عام أمن الدولة، اللواء إدغار لاوندس، خلال مشاركته في حوار المنامة 2025، التعاون المشترك مع كل من: رئيس جهاز الأمن الاستراتيجي البحريني، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، مستشار الأمن الوطني العراقي، أمين عام التحالف الإسلامي لمكافحة "الإرهاب"، مدير الدراسات في مجلس الدفاع الإيطالي الأعلى.
في غضون ذلك، بحث مدير عام الأمن العام، اللواء حسن شقير، التعاون المشترك مع قنصل "كوت ديفوار"، الممثلة الخاصة للإتحاد الأوروبي لحقوق الانسان، واستعرض مع وفد من "قوات سورية الديمقراطية "قسد" ملفّ النساء اللبنانيات وأطفالهنّ المحتجزين في "مخيّم الهول"( شمال شرق سوريا). فيما وقّع مدير عام قوى الأمن الداخلي، اللواء رائد عبدالله، في مدينة "مراكش" المغربية اتفاقًا متعلقًا بامتيازات وحصانات منظمة "الإنتربول".
على صعيد آخر، قام وفد ضم "الحجار" و"شقير و" العبدالله" بزيارة إلى السعودية التقوا خلالها مسؤولين سياسيين وأمنيين كبار، بالتوازي بحث وفد من وزارة الخزانة الأمريكية ومكتب مكافحة "الإرهاب" مع المسؤولين الأمنيين والسياسيين اللبنانيين مكافحة تبييض الأموال وإقفال فروع جمعية "القرض الحسن" وتشديد الرقابة على كل المعابر الشرعية وخصوصًا في المطار والمرفأ.
وفي مجال التدريب، اختتم في"حامات" التمرين المشترك Resolute Union 2026 بمشاركة القوات البحرية والجوية وعناصر من قوى الأمن الداخلي اللبنانية والقوة البحرية التابعة لقوات"اليونيفيل" والجيش الأميركي. كما شارك جهاز الأمن العام والجيش والأمن الداخلي في مناورة نظمها الاتحاد الأوروبي ومركز الأمم المتحدة الإقليمي لبحوث الجريمة والعدالة حول سيناريو التصدي لأعمال "إرهابية".
على صعيد آخر، عُين القاضي الياس عيد رئيسًا لمحكمة التمييز العسكرية خلفًا للقاضي سامر ليشع.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا لبدء إجراءات تصنيف بعض فروع جماعة "الإخوان المسلمين" في لبنان ومصر والأردن كـمنظمات "إرهابية" أجنبية.
· أعلن الجيش اللبناني أنه انتشر في نحو 200 مركز ثابت وثبّت 44 نقطة مراقبة دائمة، و29 حاجزًا، كما ضبط في جنوب الليطاني 566 راجمة صواريخ، وعالج 177 نفقًا، وأقفل 11 معبرًا غير شرعي.
· استحدث الجيش اللبناني موقعًا عسكريًا شرقي بلدة "بليدا"(مرجعيون)، فيما انتشرت قوة من الجيش اللبناني في بلدة "بيت ليف" (بنت جبيل) مع دورية لـ"اليونيفل".
· طلب الجيش "الإسرائيلي" من لجنة "الميكانيزم" أن يداهم الجيش اللبناني 650 موقعًا جديدًا في جنوب نهر الليطاني، وبعضها يقع في أملاك خاصة ومناطق سكنية المناطق السكنية.
· بدأت قيادة قوات "اليونيفيل" بتخفيض عتادها وعديدها وتقليص موازنة عدد من أقسامها، لا سيّما مكتب الشؤون المدنية كما خفّضت وحدة الاحتياط التي تتمركز في بلدة الطيري من عديدها، وفككت الوحدة الإندونيسية موقع الشومرية.
· أعادت قيادة الجيش الخدمة الفعلية للعناصر والضباط بدوامٍ كامل، كما رفعت كافة الأسلاك العسكرية منسوب التدقيق على العسكريين للالتزام بكافة الضوابط الخاصة بالعمل العسكري.
· سُحب عدد كبير من العناصر الأمنية من بيت الوسط حيث منزل الرئيس سعد الحريري، وتم الإبقاء على عدد معين من العناصر التي يحق للحريري الاحتفاظ بها كونه رئيس حكومة سابق.
· باشرت السلطات اللبنانية إجراءات لإلغاء التدابير المتعلقة بأسماء سوريين كانوا مُتهمين بالانتماء إلى "جبهة النّصرة" و"هيئة تحرير الشام" عبر مراجعة لوائح الأسماء المعنية.
· قدمت بعثة لبنان في الأمم المتحدة شكوى إلى مجلس الأمن الدولي حول بناء جدارين اسمنتييَن عازلَين في جنوب غرب بلدة يارون وجنوب شرقها داخل الحدود اللبنانية المعترف بها دوليًا.
· طلبت واشنطن من السلطات اللبنانية استعادة قنبلة صغيرة القطر من طراز GBU‑39 بعد العثور عليها غير منفجرة في موقع اغتيال "الطبطبائي" في الضاحية الجنوبية لبيروت.
· يعمل "حزب الله" على إنشاء وحدات منفصلة عن بعضها ضمن خطة تقوم على مبدأ "قتال الخلايا الصغيرة"، وأجرى مناورة صامتة للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب مع "إسرائيل" قبل عام.
· بدأ "حزب الله" بتفعيل خطة بديلة تقوم على إنشاء جمعيات ومؤسسات اجتماعية جديدة لحماية شبكاته داخل لبنان.
· فرض مصرف لبنان المركزي بدءًا من مطلع الشهر المقبل، على جميع المؤسسات المالية غير المصرفية (شركات تحويل الأموال، وشركات الصرافة) جمع المعلومات والبيانات المتعلقة بعملائها وعملياتها عند "إجراء أي عملية نقدية تساوي أو تتجاوز قيمتها ألف دولار أميركي، أو ما يعادله.
أبرز الأحداث الأمنية
· واصل الجيش "الإسرائيلي" عمليات استهداف كوادر "حزب الله" في الجنوب، إلا أن أبرز العمليات كانت اغتيال القيادي العسكري البارز في "حزب الله"، هيثم الطبطبائي، باستهداف شقة سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
· واصل الطيران "الإسرائيلي" استهجاف البنى العسكرية لحزب الله، حيث استهدف مبانٍ في بلدات"طير دبا" (صور)، "الطيبة" (مرجعيون) و" عيتا الجبل" (بنت جبيل) و"زوطر الشرقية" (النبطية)، وذلك عقب إنذاره سكان بلدات المنطقة بالإخلاء، كما كان من أبرز الهجمات استهداف مرتفعات"الشعرة" (بعلبك)، ومناطق "المحمودية" و"الجرمق"(جزين).
· استهدف الطيران "الإسرائيلي" مجمعًا رياضيًا في مخيم "عين الحلوة" (صيدا)،بزعم أنه مجمع تدريبات تابع لحركة حماس، وقد أسفرت الغارة عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى.
· نفّذت دوريات من الوحدتين الإسبانية والنيبالية في قوات "اليونيفيل" عمليات رصد وتفتيش في "وادي السلوقي" شملت للمرة الأولى الأحياء السكنية، كما دخلت عددًا من المنازل غير المأهولة التي سبق أن استهدفتها "إسرائيل".
· أوقفت مخابرات الجيش بجرائم تجارة مخدرات وأسلحة وإطلاق النار 8 مطلوبين في مناطق متفرقة من "المتن"، 3 مطلوبين في كل من "صور"، "بيروت و"بعبدا"، مطلوب في كل من "عاليه"، "الهرمل"،"البقاع الغربي"، "زحلة"، "عرسال" و"الشوف"، كما دهمت معملًا لتصنيع حبوب الكبتاغون في منطقة "القصر" (الهرمل).
· أوقفت مخابرات الجيش "نوح زعيتر" في بعلبك أحد أكبر تجار المخدرات في المطلوب بأكثر من 1500 مذكرة توقيف غيابيّة ويلاحق على ذمة 49 قضية لدى القضاء العسكري.
· شهد "حي الشراونة" في مدينة "بعلبك" عمليات دهم واسعة بحثًا عن مطلوبين بجرائم إطلاق نار وتجارة اسلحة ومخدرات أسفرت عن توقيف عدة مطلوبين، كما شهد اشتباكات عنيفة بين مطلوبين والجيش اللبناني شارك فيها سلاح الجو، أسفرت عن مقتل عنصرين من الجيش اللبناني.
· أُصيب عسكري نتيجة انفجار جسم مشبوه في محيط مركز للجيش في "وادي زبقين"(صور)، فيما جُرح آخر على حاجز "ضهر البيدر" على طريق البقاع - بيروت، خلال محاولة توقيف مشتبه بهم.
· داهمت شعبة المعلومات بالأمن الداخلي شقّتَين سكنيّتَين في "الأشرفية" (بيروت) عثرت فيهما على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر.
· أوقف جهاز أمن الدولة بجرائم إتجار المخدرات وإطلاق نار مطلوبيْن في زحلة، ومطلوبًا في كل من النبطية، والجنوب وبيروت، وجرح مطلوبان أثناء اشتباك مع دورية للجهاز في مخيم شاتيلا (بيروت).
· أوقفت مفرزة استقصاء بيروت في وحدة شرطة بيروت،13 مطلوبًا بجرم أسلحة وتعاطي مخدرات، أوقفت مفرزة استقصاء جبل لبنان 12 مطلوبًا، وأوقفت مفرزة استقصاء البقاع 4 مطلوبين.
· أوقف قسم مكافحة "الإرهاب" والجرائم الهامة في الشرطة القضائية مطلوبين بجرائم مخدرات وتزوير في الضاحية الجنوبية وجبل لبنان، وداهم مشغل ومخرطة، في الضاحية الجنوبية.
· أحبط مكتب مكافحة المخدّرات المركزي في وحدة الشّرطة القضائيّة، بالتعاون مع وزارة الداخليّة السعوديّة عدّة عمليّات تهريب مخدّرات، أبرزها ضبط نحو 8 ملايين حبّة كبتاغون. كما أحبطت فصيلة تفتيشات المطار في وحدة جهاز أمن السّفارات عمليّة تهريب 200 ألف دولار مزيّفة إلى تركيا.
· سلّمت السفارة الفلسطينية في بيروت مطلوبيْن لمخابرات الجيش، في حين داهمت قوات الأمن الوطني الفلسطيني أوكاراً للمخدرات في مخيم شاتيلا(بيروت) وأقفلت بعضها.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· تشكل عملية اغتيال "الطبطبائي" – كونها أول اغتيال لقيادي كبير في "حزب الله" منذ وقف إطلاق النار –امتدادًا لاستراتيجية العدو في سياسة "جز العشب" تجاه "حزب الله"، والتي تشمل اغتيال كوادره من جميع التخصصات والمستويات، واستهداف بنيته التحتية العسكرية واللوجستية. ومن المرجح أن "إسرائيل" – ومتى توفرت لديها المعلومة اللازمة – أن تواصل تنفيذ أي عملية اغتيال أو استهداف لمواقع في عموم الجغرافيا اللبنانية، خاصة وأنه من المتوقع أن تفهم "إسرائيل" أن الحزب مازال غير جاهز للدخول في مواجهة بعد أن تجنب القيام برد هجومي يكافئ وزن القيادة المستهدفة.
· رغم السعي الدولي، وبالأخص الأوروبي لتطوير قدرات الجيش وتدريب أفراده، والإشادة بقيام الجيش بإنجازات معتبرة في جنوب الليطاني، إلا أن إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن، شكلت خروجًا عن هذا السياق، وكان رسالة واضحة تماشت مع الضغوط العسكرية "الإسرائيلية" على لبنان للإسراع في تنفيذ خطة نزع سلاح "حزب الله"، كما أنها تهدف لإحداث تغيير في عقيدة الجيش اللبناني تجاه "إسرائيل".
· تشكل عملية توقيف"نوح زعيتر" كأحد أكبر تجار المخدرات في لبنان بالتوازي مع حملات مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية لمكافحة تجارة وتصنيع المخدرات في المناطق اللبنانية والمخيمات (شاتيلا نموذجًا) إلى وجود قرار حاسم لدى الدولة للقضاء على شبكات التهريب والتصنيع، لا سيما وأنه شرط رئيسي لإعادة تدفق الدعم عودة الاستثمار وبالأخص السعودي إلى لبنان.