تطورات الأجهزة الأمنية
بحث الرئيس السوري، أحمد الشرع، خلال لقائه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في واشنطن العلاقات الثنائيّة بين البلدين، وسبل تطويرها، كما عُقد اجتماعٍ ثلاثيٍّ خلال زيارة "الشرع" ضمّ وزراء خارجية تركيّا وسوريّا وأمريكا، ناقش مستقبل سوريّا وسبل تعزيز التعاون الإقليميّ. بموازاة ذلك، استقبل "الشرع" شيخ مشايخ قبيلة شمر، مانع حميدي دهام الجربا، الذي يتزعم "قوات الصناديد" التابعة لـ"قسد" لبحث إدماج المنطقة الشرقية ضمن مؤسسات الدولة والبنية الوطنية.
بدوره، بحث وزير الدفاع، مرهف أبو قصرة، مع وفد روسي رفيع المستوى برئاسة نائب وزير الدفاع الروسي، مجالات التعاون والتنسيق العسكري، واستعرض مع سفير الأردن لدى سوريا، سفيان القضاة، عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك. من جانبه، بحث معاون وزير الداخلية السوري للشؤون الأمنية، عبد القادر طحّان، مع رئيس منظمة "الإنتربول"، سبل تعزيز التعاون في المجالات الأمنية والشرطية والتدريب.
وعلى صعيد التعاون والتنافس الدولي، أعلنت السفارة الأمريكية في دمشق انضمام سوريا إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لتأسيس وجود عسكري في قاعدة جوية بدمشق، ستستخدم للخدمات اللوجستية والمراقبة والتزود بالوقود والعمليات الإنسانية، بالمقابل قرّرت القيادة الروسية بعد جولة تفقدية لوفد عسكري روسي إعادة نشر قواتها في تسعة مواقع عسكرية جنوب سوريا، ولا سيما في ريفي القنيطرة ودرعا، وتبحث مع السلطات السورية استئناف دوريات الشرطة العسكرية الروسية في محافظات الجنوب. من جهتها، أعلنت تركيا عن رغبتها في إنشاء قواعد عسكرية لها في مطاري الشعيرات والقريتين، وفي تدمر والسخنة، ومنطقة البادية بريف حمص الشرقي، إضافة لمنطقة قطنا في جنوب سوريا، حيث تقوم وفود عسكرية تركية بزيارات مكوكية بشكل شبه أسبوعي إلى دمشق لهذا الغرض.
إلى ذلك، أعلنت الوزارة إعادة تفعيل عمل أكثر من 2000 ضابط منشق من جيش النظام السابق، ضمن تشكيلات الجيش العاملة في الميدان، ومن بين الضباط الذين تم تفعيلهم، اللواء سليم إدريس، بمنصب مستشار وزير الدفاع للأكاديمية الوطنية للهندسة العسكرية، والعميد حسن حمادة، بمنصب نائب رئيس أركان القوى الجوية، والعميد أحمد بري، بمنصب معاون رئيس هيئة التدريب للتدريب القتالي، والعميد عبد المجيد دبيس، بمنصب معاون رئيس هيئة التدريب للمنشآت التعليمية، والعميد عبد الكريم الضاهر، بمنصب معاون رئيس هيئة التدريب للشؤون الإدارية، والعميد زاهر الساكت، مستشار هيئة العمليات.
من جانبها، شكلت وزارة الداخلية لجنة لمقابلة الضباط المنشقين عن "نظام الأسد"، وإعادة تفعيلهم في وزارة الداخلية، للاستفادة من خبراتهم، فيما انضم "جيش سوريا الحرة" إلى صفوف مديرية أمن البادية "مديرية التنف"، التابعة للوزارة، وتم تعيين، أحمد التامر، قائدًا جديدًا للفصيل خلفًا للقائد السابق، سالم العنتري، وسيعمل الفصيل على ضبط الأمن ومكافحة "الإرهاب" في مناطق البادية.
وفي مجال التدريب، نفّذت "الفرقة 50" في الجيش السوري مناورةً تكتيكيةً بالذخيرة الحيّة، في إطار محاكاة ظروفٍ افتراضيةٍ لعمليةٍ عسكرية، وبمشاركة مختلف صنوف القوات والأسلحة. بدوره، شارك وفد من وزارة الدفاع، بفعاليات الدورة 29 لهيئات التدريب في الجامعة العربية، التي انعقدت في مصر.
إلى ذلك، سرّبت "قسد" رؤيتها لآلية الاندماج في الجيش السوري، إلى كل من دمشق وأنقرة، حيث حددت أسماء قادة الفرق والألوية والكتائب، وأرسلت أسماء 70 قياديًا ليكونوا قادة في الجيش السوري، مع خطة لتشكيل 3 فرق في شرق سوريا، مشددةً على أن تتولّى نسبة لا تقل عن 30% في قيادة الجيش وهيئة الأركان.
مستجدات الإجراءات الأمنية
· يعمل الجيش السوري على استقطاب كوادر متنوعة بين إعلاميين وعسكريين وإداريين، شريطة أن يكونوا من الشريحة الثورية العريضة مع العناية باستقطاب ثوار 2011.
· أعلن وزير الداخلية، أنس خطاب، عن إعداد مدوّنة سلوك جديدة من ثمانية مبادئ أساسيّة تهدف إلى رفع المستوى المهني للعاملين في الوزارة وتعزيز الثقة المتبادلة مع المواطنين.
· عالجت وزارة الداخلية السورية نحو خمسة ملايين حالة منع سفر إبان النظام البائد من أصل 8.3 ملايين حالة، كما شطبت أكثر من 150 ألف إجراء من قاعدة بيانات الهجرة والجوازات، أغلبها تعود لتعميمات قديمة صادرة عن جهات أمنية وعسكرية.
· نفذ جهاز المخابرات العامة ووزارة الداخلية السوريّة حملة أمنية واسعة في مختلف المدن والمحافظات السوريّة، ضد خلايا "داعش"، أسفر عن اعتقال 71 شخصًا ومصادرة كميات من الأسلحة والذخائر، فيما رفعت التشكيلات التابعة لوزارة الدفاع في حلب جاهزيتها تحسبًا لهجمات مُحتملة من "داعش".
· كثفت القوات الأمنية السورية تواجدها الأمني على الحدود بين لبنان وسوريا، لاسيما بين دمشق ومنطقة المصنع اللبنانية، سعيًا لمكافحة الجريمة والمخلين بالأمن، وحفاظًا على سلامة العابرين.
· أعلنت لجنة التحقيق الخاصة بأحداث السويداء: عن تمديد المدة الزمنية لعملها شهرين إضافيين لتتمكن من إنهاء التحقيقات.
· أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، تقديم المشورة والمساعدة في 22 عملية ضد "داعش" مع شركائها في سوريا، خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وبداية تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر "داعش" وأسر 19 آخرين.
· سحبت قوات التحالف الدولي لمكافحة "داعش"، نحو 20 آلية عسكرية مصفحة ومعدات عسكرية من داخل "قاعدة الشدادي" بريف الحسكة الجنوبي، باتجاه شمال العراق.
· رفعت الولايات المتحدة اسم الرئيس "أحمد الشرع" ووزير الداخلية "أنس خطاب" من قائمة "الإرهاب"، كما جمّدت وزارة الخزانة الأمريكية جميع العقوبات المفروضة على سوريا. بالمقابل، أدرج جهاز المعلومات والأمن في مولدوفا "الشرع" في "قائمة الأشخاص والمجموعات المشاركة في الأنشطة "الإرهابية" المتعلقة بنشر أسلحة الدمار الشامل.
أبرز الأحداث الأمنية
· نفذت قوات الجيش "الإسرائيلي" هجومًا على بلدة "بيت جن" في ريف دمشق الغربي جنوب سوريا، بزعم اعتقال 3 أشخاص ينتمون لما تسميه "تنظيم الجماعة الإسلامية"؛ وقد أصيب 6 عسكريين "إسرائيليين" بينهم 3 ضباط جراح بعضهم خطيرة، بعد تبادل لإطلاق النار بين أهالي البلدة و"القوات المتوغلة، كما استشهد 13 شخصًا من أبناء البلدة بعد قصف مدفعي وتدخل للطائرات الحربية.
· توغلت آليات عسكرية "إسرائيلية" في قرى ريف القنيطرة الجنوبي والشرقي، وأقامت حواجز مؤقتة، ومنعت عمال المقالع من الوصول إلى مواقع عملهم. فيما توغلت "قوة إسرائيلية" بريف درعا الغربي وصولًا إلى قرية "معرية" في منطقة حوض اليرموك. كما أقامت "القوات الإسرائيلية" بوابة حديدية قرب قرية "الرواضي"، وبوابة أخرى على طريق الحميدية - الصمدانية الغربية في ريف القنيطرة الجنوبي.
· أوقفت الأجهزة الأمنية "الإسرائيلية"، خلية لتهريب الأسلحة من سوريا إلى "إسرائيل"، بينهم جنود من الجيش "الإسرائيلي"، كما سبق اعتقال 3 سوريين كانوا جزءًا من الشبكة نفسها.
· جال رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، بنيامين نتنياهو، رفقة وزيري الحرب، يسرائيل كاتس، والخارجية، جدعون ساعر، إضافةً إلى رئيس أركان الجيش، إيال زامير، في المنطقة العازلة جنوب سوريا.
· اقتحم مستوطنون "إسرائيليون" يتبعون لحركة "رواد الباشان"، السياج الحدودي بين "إسرائيل" وسوريا، بهدف إنشاء بؤرتين استيطانيتين هناك.
· ألقى الأمن الداخلي القبض على 13 من فلول النظام السابق في كمين بريف طرطوس، كما ألقت القبض على قائد "لواء القدس" بعهد "الأسد"، شادي آغا.
· اندلعت اشتباكات بين قوى الأمن الداخلي ومجموعة من عناصر فلول "نظام الأسد" قرب جبلة تزامنًا مع انتشار حواجز لقوى الأمن في المدينة، في حين استهدف مسلحون يتبعون لفلول "الأسد" حاجز المحطة الحرارية في مدينة "بانياس" التابع للأمن الداخلي بقنابل هجومية.
· نفذت وزارة الداخلية السورية بالتنسيق مع القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" عملية مشتركة ضد تنظيم "داعش" استهدفت أكثر من 15 مستودع أسلحة للتنظيم في جنوب سوريا.
· اغتال مسلحون مجهولون عنصرًا من "الفرقة 40" في الجيش السوري داخل منزله في منطقة اللجاة بريف درعا، في حين نجا القيادي في "الفرقة 66 "، أبو أحمد الشامي، من محاولة اغتيال بعبوة ناسفة في منطقة "معدان" شرقي الرقة.
· تعرّضت منطقة "المزة 86" في دمشق لهجوم بصاروخي "كاتيوشا"، أُطلقا بوسائل بدائية.
· اعتقلت قوات "قسد" أكثر من 50 شخصًا خلال حملة مداهمات واسعة طالت أحياء متعددة في مدينة الرقة، بهدف التجنيد الاجباري، كما أغلقت عدة طرق رئيسية، ونصبت حواجز مفاجئة في الأسواق والأحياء السكنية، فيما نفذت عملية أمنية بدعم من قوات التحالف الدولي، أسفرت عن اعتقال عدد من الأشخاص بريف دير الزور الشرقي، بتهمة الانتماء إلى "داعش".
· اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري و"قسد" شمال الحسكة ودير الزور والرقة، وقام الطرفان بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محاور التماس.
· استهدف "الحرس الوطني" التابع لشيخ العقل الدرزي، حكمت الهجري، عددًا من المدنيين بريف السويداء، كما استهدف نقاطًا للأمن الداخلي على عدة محاور في المحافظة. فيما هاجم مسلحون من السويداء منطقة "برد" بالقرب من بصرى الشام على الحدود الإدارية بين درعا والسويداء.
· هاجم مسلحون من "بني خالد" في محافظة حمص أحياء يقطنها سكان من الطائفة العلوية، بعد مقتل رجل وزوجته بريف حمص، فيما أعلن الأمن الداخلي عن حظر للتجول في المدينة استمر ليومين.
· خرج المئات من أبناء الطائفة العلوية بدعوة من رئيس"المجلس العلوي السوري"، غزال غزال، في مظاهرات طالبت بإيقاف ما أسمته انتهاكات بحق أبناء الطائفة، والحد من عمليات الخطف، وبمنح مناطقهم الحكم الذاتي.
المؤشرات والاتجاهات الأمنية
· بعد عام من سقوط النظام يتبلور المشهد الراهن باعتباره إعدادا لمواجهة بين النظام الجديد في دمشق والقوى المعارضة له. فمن جابن النظام يظهر واضحا تسريع وتيرة بناء القوى الأمنية والعسكرية من خلال استقطاب أعدادٍ متزايدة من العسكريين السابقين، ومواصلة تعزيز التعاون مع تركيا ومحاولة بناء تفاهم أمني مع روسيا. في المقابل، فإن قسد ودروز السويداء وقوى النظام القديم في الساحل يبدو أنها تؤسس بدأب تحالفات قد يقوم بتحركات منسقة إذا استكمل تجهيزاته أو إذا تعرض لتحرك هجومي من قبل دمشق. في الخلفية تقف "إسرائيل" بصلابة وراء دعم الدروز على الأقل، إن لم يكن هذا الدعم يمر عبر الدروز إلى باقي الجبهات التي تتجهز.
· بالإضافة للمغزى الأمني المباشر، تمثل خطوة إعادة المنشقين عن قوات "نظام الأسد" ودمجهم في المؤسسة العسكرية والأمنية، مؤشرًا سياسيًا على مسار المصالحة الوطنية، ومحاولة الحكومة تجاوز الانقسامات التي تحد من وتيرة التعافي الأمني.
· تعكس عملية "بيت جن" وزيارة "نتنياهو" إلى المنطقة العازلة في سوريا تمسك "تل أبيب" بالبقاء طويلًا في المنطقة ورفض العودة إلى ما قبل سقوط "نظام الأسد". وعليه من الممكن أن نشهد تصعيدًا تدريجيًّا في العمليات العسكرية والأمنية، بما في ذلك العمليّات ضدّ نقاط تمركز القوات "الإسرائيليّة".