التطورات:
بحث الأردن، إلى جانب السعودية ومصر وقطر والإمارات في الرياض، مسودة خطة عربية تفصيلية، لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكانه، تشمل بنوداً متعلقة بالمستقبل الأمني والعسكري للمقاومة في القطاع، وشكل الإدارة الجديدة التي ستدير شؤون الحكم دون تواجد لحركة حماس. بموازاة ذلك، شارك الأردن مع نحو 35 دولة، في مناورات أمنية بحرية، استمرت 12 يوما بقيادة الولايات المتحدة، ضمن أكبر حدث تدريبي متعدد الجنسيات في منطقة الشرق الأوسط، وهو تمرين يتلازم وتدريب "كاتلاس إكسبريس"، الذي تقوم به القوات البحرية الأميركية في أوروبا وأفريقيا، ويشمل التخلص من الذخائر المتفجرة، والبحث والإنقاذ، والدفاع عن السفن، والاستجابة للإصابات الجماعية.
على صعيد آخر، بحث العاهل الأردني مع الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال زيارة سريعة، أطر العمل الأمني المشترك، ضد تهريب الأسلحة والمخدرات عبر الحدود، فيما بحث مع رئيسة المفوضية الأوروبية، فون دير لاين، سبل دعم الأردن ماليا، بعد توقف المنح الأمريكية، حيث تقرر منح الأردن 3 مليارات يورو في شكل استثمارات ومنح، للسنوات الثلاث المقبلة، تتركز في مجالات العلاقات السياسية والتعاون الإقليمي؛ والأمن والدفاع؛ والهجرة والحماية ودعم اللاجئين. إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية، عن عتاب وجهته القاهرة إلى عمان، مرتبط بتصريح الملك أمام الرئيس ترامب، من وجود خطة مصرية بديلة للتهجير، ما ولد ضغطاً إضافياً على مصر، فيما قام الملك بجمع عدد من جنرالات الجيش والأجهزة الأمنية المتقاعدين، في لقاء خاص، بعد عودته من لقاء ترامب، للتأكيد على رفض المملكة للتهجير.
على صعيد الزيارات الرسمية، بحث رئيس هيئة الأركان يوسف أحمد الحنيطي، في مكتبه بالقيادة العامة، مع وفد عسكري إماراتي برئاسة المفتش العام اللواء الركن سالم جمعة الكعبي، آخر التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، كما بحث الحنيطي مع رئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول عبد الأمير رشيد يار الله، سبل تعزيز العلاقات والتعاون العسكري، ومع قائد العمليات الخاصة الإيطالية الفريق باولو بيزوتتي، أوجه التعاون الثنائي بين الأردن وإيطاليا، إلى جانب بحثه مع قائد القوات الفرنسية في المحيط الهندي اللواء بحري هوجيز لين، ووفد من أعضاء مجلس النواب الأمريكي، في لقاءات منفصلة، آخر التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.
من جهته، بحث وزير الداخلية، مازن الفراية، مع نظيره السعودي الأمير عبدالعزيز آل سعود، العلاقات الثنائية والتعاون الأمني المشترك، ومع نظيره البحريني الفريق أول راشد بن عبد الله آل خليفة، أطر التعاون بين الأردن والبحرين، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ42 لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة في تونس. كما بحث الفراية على هامش الاجتماعات، مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، لا سيما في المجالات الأمنية، في لقاء حضره مدير الأمن العام اللواء عبيد الله المعايطة.
إلى ذلك، اختتمت في عمان فعاليات مؤتمر المرأة العسكرية العربية، واشتمل المؤتمر الذي شاركت فيه وفود من السعودية والعراق وعُمان ولبنان ومصر، على عدد من الفعاليات وإيجازات حول دور المرأة العسكرية.
الإجراءات:
· تواصل الأجهزة الأمنية، حملة اعتقالات في صفوف أنصار وأعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، حيث وصل عدد المعتقلين إلى 30 شابا، بتهم دعم المقاومة.
· تقود أجهزة أمنية ومراكز نفوذ في الدولة، حملة شيطنة إعلامية وتشكيك بالمواقف الوطنية، عبر صحف وفضائيات وكتاب أعمدة، ضد جماعة الإخوان المسلمين.
· قدمت وزارة خارجية الاحتلال، احتجاجا رسميا إلى الأردن، بعد دوس العلم "الإسرائيلي" المرسوم على أرضية مدخل النقابات الأردنية، من قبل نائب رئيس نقابة المحامين الأردنيين.
· طلبت الأجهزة الأمنية من الأسيرة الأردنية المحررة من سجون الاحتلال، أحلام التميمي، مغادرة الأردن، وهو ما نفته الحكومة في وقت لاحق.
· أفرجت السلطات الأردنية، عن الصحفية هبة أبو طه، بعد إنهائها فترة محكوميتها بالحبس عاما، على خلفية انتقادها مساهمة الأردن في الجسر البري الداعم "لإسرائيل".
· أوعز وزير الداخلية مازن الفراية للحكام الإداريين بالإفراج عن 417 موقوفاً إدارياً بمناسبة قرب حلول شهر رمضان.
· تواصل السلطات الأمنية اعتقال عدد من الشبان الناشطين في التظاهرات والحراك الشعبي الداعم لغزة، في زنازين انفرادية دون توضيح أسباب الاعتقال.
· بدأت السفارة الأمريكية في عمان بنشر مراسلات عن قرب عودة برنامج المساعدات المالية الأمريكية.
· أوعز العاهل الأردني للحكومة، بعد عودته من واشنطن، بزيادة رواتب المتقاعدين العسكريين والأمنيين ليصبح أقل راتب تقاعدي نحو 500 دولار.
· أعلنت كتلة الحركة الإسلامية في البرلمان، تقديم مشروع قانون لحظر تهجير الفلسطينيين إلى الأردن، أو المساعدة به.
· عدلت وزارة الداخلية، مواعيد العمل الرسمي في مركز حدود جابر مع سوريا، لتصبح لغاية الساعة 10:00 مساء بدلا من الساعة 6:00 مساء؛ بعد التنسيق مع الجانب السوري.
الأحداث:
· تستمر التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية والوقفات الغاضبة، في عموم مدن المملكة، تأييداً للمقاومة الفلسطينية، ورفضاً للتهجير وجرائم الاحتلال.
· أطلقت قطر جسراً جوياً من الأردن إلى محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، بهدف تلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية العاجلة لسكان القطاع، من ضمنها 20 ألف خيمة إيواء.
· أحدثت صورة العلم الأردني المطبوعة على إحدى جداريات منصة تسليم القسام للأسرى "الإسرائيليين"، ردود فعل مرحبة في الشارع الأردني الرافض للتهجير.
· دفعت الأجهزة الأمنية العديد من المؤسسات، للخروج على شكل حالة شعبية لاستقبال الملك وولي العهد، العائدين من لقاء الرئيس ترمب، بعد اتهامات للملك بالتناغم مع فكرة التهجير.
· أعلنت وزارة الداخلية، أن نحو 35 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن منذ سقوط نظام بشار الأسد.
· زار الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، القوات الألمانية المتمركزة في الأردن، والتي يبلغ قوامها، 150 جندياً، يقيمون في قاعدة الأزرق الجوية، شرقي العاصمة الأردنية عمان.
· شارك وزير الداخلية، مازن الفراية، في اجتماع الدورة الثانية والأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب، والذي عقد في العاصمة تونس .
· أحبطت المنطقة العسكرية الجنوبية، على واجهتها الغربية مع دولة الاحتلال، محاولة تهريب مواد مخدرة محملة بواسطة طائرة مسيرة (درون).
الاستنتاجات:
· عكست موجة الاعتقالات والتشويه والضغط ضد الحركة الإسلامية وأنصارها في الشارع والجامعات والنقابات، رسالة مزدوجة من السلطات الأردنية للإدارة الأمريكية الجديدة، مفادها أن تنفيذ التهجير يخدم صعود جماعة الإخوان، والثانية أن نهج الدولة مستمر في التناغم مع الرؤية الأمريكية التي تعتبر الإسلاميين وحضورهم وتنامي قوتهم تهديدا داخليا وخارجيا.
· تكشف المراسلات والمراجعات التي تقوم عليها السفارة الأمريكية في عمان، وتلميحها عن قرب الانفراجة بشأن عودة المساعدات والمنح التي جمدها الرئيس ترامب، شعوراً أمريكياً ملحاً لأهمية الدور الأمني واللوجستي الذي يلعبه الأردن في المنطقة، وحجم الضرر الذي يمكن أن يترتب على المصالح الأمريكية بحال مواصلة قطع المعونة، بالنظر لكون جزء كبير منها مخصص لغايات أمنية.
· شكل اللقاء الذي رتب سريعاً للملك بعد عودته من واشنطن، مع الجنرالات العسكريين والأمنيين المتقاعدين، والإعلان عن رفع رواتبهم التقاعدية، إشارة بارزة على خوف النظام من انقلاب تأييد الطبقة العشائرية الأكثر دعماً والتصاقاً بالقصر الملكي، بعد موجة الحديث عن تناغم الملك مع أفكار التهجير التي عرضها الرئيس ترامب، والتي قد تدفع العشائر لتحركات غاضبة خوفا من تهديد التغيير الديمغرافي الذي سينتج عن التهجير. ويحرص الملك على دعم هذه الطبقة ويقدم لها ميزات خاصة ونفوذ من الدولة، كما يستخدمها في مواجهة شعبية الحركة الإسلامية.