التطورات :
استضافت الرياض "قمة عربية مصغرة" غير رسمية بدعوة من ولي العهد، محمد بن سلمان، بمشاركة الرئيس المصري، وملك الأردن، ورئيس الإمارات، وأمير الكويت، وأمير قطر، ورئيس وزراء البحرين، فضلًا عن مستشار الأمن الوطني الإماراتي، لبحث خطة ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة. وفي هذا السياق، زعمت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن السعودية والإمارات شددتا خلال القمة على أنهما لن تشاركا في إعادة الإعمار ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل وضمان عدم مشاركتها في الحكم.
من جهة أخرى، رفض نتنياهو، شرط إقامة دولة فلسطينية مقابل التطبيع مع السعودية، داعيًا المملكة إلى إقامة دولة للفلسطينيين على أراضيها، فيما زعم الرئيس الأمريكي، ترامب، أن السعودية لا تشترط ذلك للتطبيع. في المقابل، أدانت السعودية هذه التصريحات، مؤكدة أن شرط إقامة دولة فلسطينية هو موقف ثابت لا يقبل التفاوض.
وفي شأن متصل، يعتزم ترامب طرح مبادرة تطبيع موسعة بين الرياض و"تل أبيب"، يمكن أن تكون أساسًا لمشروع اقتصادي يتضمن ممرات تجارية واستثمارية بين دول الخليج و"إسرائيل"، فيما بحث نتنياهو، خلال زيارته إلى واشنطن إمكانية ربط خطوط النفط "الإسرائيلية" بالسعودية بعد تطبيع العلاقات، بهدف تحويل "إسرائيل" إلى مركز للطاقة ومنافسة مصر في نقل النفط إلى أوروبا. هذا، بينما تسلّمت الخارجية الإماراتية، أوراق اعتماد السفير "الإسرائيلي" الجديد، يوسي شيلي.
وفي خطوة لافتة، استضافت السعودية اجتماعًا لبحث وقف الحرب في أوكرانيا، جمع وفدين أمريكي وروسي برئاسة وزيري الخارجية، ماركو روبيو، وسيرغي لافروف، وهو الاجتماع الأول منذ بدء الحرب عام 2022. على صعيد آخر، أبدت السعودية استعدادها للتوسط بين إدارة ترامب وإيران للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي، بينما استضافت مسقط، مباحثات جمعت وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمتحدث باسم الحوثيين، محمد عبد السلام، تناولت وقف إطلاق النار في غزة.
في الكويت، أصدر الأمير، مشعل الأحمد، مرسومًا بتعيين الشيخ "عبد الله علي الصباح"، وزيرًا للدفاع، "وفهد اليوسف" نائبًا أول لرئيس الوزراء، وزيرًا للداخلية. وأجرى اليوسف، جولة عربية - خليجية شملت مصر والأردن وسلطنة عمان والإمارات، حيث التقى نظراءه، بالإضافة إلى السلطان، هيثم بن طارق، ونائب رئيس الإمارات، والعاهل الأردني، والرئيس المصري ورئيس المخابرات العامة.
خليجياً، شاركت شركات أسلحة "إسرائيلية" بارزة في معرضي الدفاع الدولي "آيدكس" والدفاع البحري "نافدكس" في أبوظبي، فيما أجرى مستشار الأمن الوطني، طحنون بن زايد، زيارة إلى الكويت، التقى خلالها أمير الدولة. كذلك، أجرى وزير الداخلية السعودي، عبد العزيز بن سعود، زيارات لتعزيز التعاون الأمني، شملت إيطاليا والمغرب والأردن، بينما وقّعت الرياض اتفاقية مع "الإنتربول" الدولي لإنشاء مكتب إقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. بموازاة ذلك، انعقد الاجتماع الثاني للجنة الأمنية القطرية – التونسية في الدوحة، فيما أجرى وزير الداخلية القطري، خليفة بن حمد، مباحثات هاتفية مع نظيره السوري، أجرى نائب قائد قوة الأمن الداخلي القطرية، محمد الشهواني، زيارة رسمية إلى دمشق، حيث التقى وزير الداخلية السوري.
الإجراءات :
· أوقفت السعودية تمويل عدد من الفصائل العسكرية التابعة لحزب "الإصلاح" اليمني في محافظتي مأرب وتعز، بهدف توجيه الدعم نحو فصائل (درع الوطن) في محافظات حضرموت وشبوة وأبين، في مساعٍ لتعزيز دور تلك الفصائل في عدن، وفصلها ماليًا عن الحكومة هناك.
· استحدثت وزارة الداخلية السعودية الإدارة العامة للأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص.
· أفرجت السلطات السعودية عن عشرات المعتقلين، من بينهم الشيخ عبد العزيز الفوزان، والناشطة، سلمى الشهاب، والناشط، منصور الرقيبة. كما شمل الإفراج الباحث، عبد الله الشهري، والحقوقيين البارزين، محمد القحطاني وعيسى النخيفي، بالإضافة إلى الخبير الاقتصادي، حمزة السالم، والناشط، عبد العزيز العودة.
· نفذت السلطات السعودية حكم الإعدام بحق خمسة مواطنين على خلفية اتهامهم في قضايا مرتبطة بالإرهاب.
· أصدر سلطان عمان مرسومًا بتعديل قانون الجنسية، شمل إسقاطها في حالات الإساءة إلى السلطنة أو السلطان، أو الانتماء إلى جماعات تهدد مصلحة البلاد، أو العمل ضد مصالحها لصالح دول أجنبية. ونص المرسوم على إمكانية إعادة الجنسية في حال زوال أسباب الإسقاط.
· أصدرت السلطات الكويتية مراسيم جديدة بسحب وإسقاط الجنسية عن نحو 14 ألف حالة جديدة، بما في ذلك من اكتسبوا الجنسية بالتبعية. وشملت القرارات سحب جنسية عشرات المدانين في قضايا مرتبطة بالإرهاب، بما في ذلك قضايا "أسود الجزيرة"، "تمويل حزب الله"، و"خلية العبدلي".
· وافق مجلس الوزراء الكويتي على إنشاء لجنة التظلمات الخاصة بسحب الجنسية الكويتية.
· أصدرت الداخلية الكويتية تعميمًا يحظر على منتسبيها التواجد بالزي العسكري في الأماكن العامة.
· أوقفت وزارة الإعلام الكويتية تجديد وإصدار التراخيص للخدمات الإخبارية والمواقع والصحف الإلكترونية مؤقتًا، إلى حين صدور قانون تنظيم الإعلام الجديد.
· وافق مجلس الوزراء الكويتي على تعديلات على قانون إنشاء الهيئة العامة لمكافحة الفساد "نزاهة"، أبرزها توسيع نطاق جرائم الفساد، بإضافة "اختلاس أموال" الجمعيات التعاونية.
· قضت السلطات الكويتية ببراءة النائب السابق، صالح الملا، من تهمة الإساءة إلى رئيس السلطة الفلسطينية، بينما لا يزال يواجه تهمة "الطعن بصلاحيات الأمير". كما قضت بحبس النائب السابق، بدر الداهوم، سنة مع الشغل ووقف النفاذ، وبرأت النائب السابق، محمد المطير. وقضت بحبس المدون الوهمي على منصة "إكس"، "جبن مالح"، سنتين بتهمة "الطعن بالذات الأميرية"، والمدون "ماجد" أربع سنوات بالتهمة ذاتها.
· أصدرت الكويت حكمًا ببراءة كل من أمين عام التيار العروبي السابق، فهد العجمي، والنائب السابق، أنور الفكر، على خلفية اتهامات شملت "الطعن في صلاحيات الأمير"، كما قضت ببراءة عدد من النواب السابقين والمغردين، في قضية إذاعة أخبار كاذبة. في حين قضت محكمة الاستئناف بتأييد براءة النائب السابق، بدر سيار الشمري، وآخرين من تزوير محررات رسمية.
· أصدرت محكمة الجنايات الكويتية حكمًا بسجن الإعلامية، فجر السعيد، لمدة ثلاث سنوات، على خلفية تهم من بينها "الدعوة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني".
· أيدت محكمة الاستئناف الكويتية الحكم الصادر بحبس مواطن عسكري في وزارة الداخلية 10 سنوات بعد إدانته بتحريض عسكري آخر على تنفيذ أعمال إرهابية، بينما قضت ببراءة متهميْن آخرين من الانتماء إلى "داعش" والتخطيط لعمليات إرهابية.
الأحداث
· استقطبت دبي أكثر من 10% من إجمالي الرحلات الجوية المغادرة من "مطار بن غوريون" خلال فصل الشتاء. وأوضحت "القناة 12" العبرية أن الإمارات أصبحت وجهة مفضلة "للإسرائيليين"، بما في ذلك جنود جيش الاحتلال، لشعورهم بالأمان، لافتةً إلى أنّ سفارة دولة الاحتلال في أبوظبي تُعد الوحيدة التي تعمل بشكل كامل في العالم العربي منذ اندلاع حرب غزة.
· نجحت وساطة إماراتية في إتمام تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، بواقع 150 أسيرا من كل جانب.
· توسط ولي العهد السعودي في مفاوضات إطلاق سراح الأمريكي مارك فوغل، المسجون في روسيا منذ عام 2021، مقابل إعادة المواطن الروسي، ألكسندر فينيك، من السجون الأمريكية.
· أحبطت وزارة الداخلية الكويتية هجمات سيبرانية شنّها تشكيل عصابي دولي من الجنسية الصينية، استهدفت أبراج اتصالات ومصارف، وأعلنت الوزارة عن ضبط أفراد التشكيل العصابي.
· نظم عشرات النشطاء وقفات تضامنية أمام سفارات الإمارات في بيروت وعواصم عالمية، للمطالبة بكشف مصير الشاعر المصري، عبد الرحمن القرضاوي.
· طالبت منظمات حقوقية السلطات السعودية بالكشف عن مصير ومكان الناشطة النسوية المعتقلة، مناهل العتيبي، بعد اختفائها قسرًا منذ أكثر من شهرين.
· أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي مقتل اثنين وإصابة آخرين من منتسبي القوة البرية، أثناء تنفيذ تمرين رماية ليلية بالذخيرة الحية.
الاستنتاجات:
· استضافة الرياض لمباحثات أمريكية وروسية، والقمة العربية غير الرسمية مؤشر واضح على أن السعودية تعمل على تأكيد موقعها في قيادة المنطقة أمام إدارة ترامب، وهو موقع يتطلب لعب دور حاسم في القضية الفلسطينية التي تمثل حاليا أبرز ملفات السياسة الإقليمية. لذلك؛ فإن السعودية ستحرص على دور حاسم في أي خطة تخص مستقبل غزة.
· رهان إدارة ترامب على دور السعودية الإقليمي، وميل الرياض لتأكيد قيادتها العربية، قد يؤدي لمزيد من التوتر بينها وبين الأطراف الأخرى المعنية بملف غزة، خاصة مصر والإمارات وقطر.
· تستهدف سياسة الإفراج عن المعتقلين السياسيين إعادة رسم صورة السعودية دولياً كبيئة أكثر استقراراً وانفتاحاً بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية؛ كما أنها قد تمهد لاحتواء ردود الفعل الغاضبة إذا قررت الرياض المضي قدما في اتفاق تطبيع مع "إسرائيل".
· إنشاء لجنة التظلمات على الأرجح لن ينتج عنه تغير جذري في قرارات سحب الجنسية في الكويت التي تجاوزت 60 ألف حتى الآن سواء قرارات أصلية أو بالتبعية، لكنه قد يفتح الباب لعلاج حالات فردية، أو حتى مساومة أشخاص بعينهم، وستظل السياسة العامة ماضية.