الموجـز الأمنـي الخليجي - مارس 2025

الساعة : 13:54
7 أبريل 2025
الموجـز الأمنـي الخليجي - مارس 2025

التطورات

غاب عن القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة كل من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، ورئيس الإمارات، محمد بن زايد، مما أثار تساؤلات حول مدى التوافق العربي بشأن تطورات الأوضاع في قطاع غزة. وكشفت تقارير عبرية أن القمة المصغرة التي عقدت في الرياض قبل أيام من قمة القاهرة شهدت خلافات واسعة، خصوصًا حول مستقبل حركة حماس وسلاح المقاومة، مشيرة إلى أن السعودية والإمارات تدفعان باتجاه نزع سلاح حماس، كما تربط الإمارات مشاركتها في إعادة الإعمار بخروج الحركة نهائيًا من القطاع.

من جهة أخرى، كشف موقع "ميدل إيست آي" أن الإمارات مارست ضغوطًا على إدارة ترامب، لرفض الخطة المصرية، فيما أفادت تقارير إعلامية بوجود خطة تقودها الإمارات لتهجير سكان غزة إلى جمهورية "أرض الصومال" الانفصالية، مشيرة كذلك إلى أن "إسرائيل"، بدعم إماراتي، تسعى لإنشاء قاعدة عسكرية في "أرض الصومال". وقد نقلت هيئة البث "الإسرائيلية" عن وزير خارجية "أرض الصومال" استعداده لاستقبال فلسطينيين مهجرين من غزة، مقابل الحصول على اعتراف دولي بالإقليم.

خارجيًا، أجرى مستشار الأمن الوطني الإماراتي، طحنون بن زايد، زيارة إلى واشنطن التقى خلالها الرئيس ترامب، ومستشار الأمن القومي، مايكل والتز، وأعقب الزيارة إعلان البيت الأبيض عن التزام إماراتي بإطار استثماري في الولايات المتحدة بقيمة 1.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات، يركز على قطاعات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة. في المقابل، كشفت مجلة "نيوزويك" عن عرض استثماري سعودي لإدارة ترامب بقيمة 1.3 تريليون دولار، يشمل شراء معدات عسكرية واستثمارات في قطاع التكنولوجيا.

على صعيد التوترات في اليمن والبحر الأحمر، التقى وزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، في واشنطن، نظيره الأمريكي، بيت هيغسيث، حيث تم بحث تطورات الملف اليمني، وسبل مواجهة الحوثيين، حيث يجري الحديث عن توجه لتشكيل تحالف واسع لمواجهة الحوثيين بأسلوب مشابه للحملة ضد تنظيمي "داعش" و"القاعدة". في المقابل، كشف موقع "ميدل إيست آي"، عن دور لسلطنة عُمان في مسار تهريب الأسلحة إلى اليمن، حيث باتت منطقة "المزيونة" الصناعية على الحدود العُمانية – اليمنية، مسارًا رئيسيًا لذلك.

عسكريًا، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على صفقتي أسلحة لكل من السعودية وقطر، تشمل بيع الأولى 2000 صاروخ موجه بالليزر من طراز "APKWS"، بقيمة 100 مليون دولار، بهدف اعتراض الطائرات المسيرة المسلحة منخفضة التكلفة، فيما أقرت صفقة لبيع قطر ثماني طائرات مسيرة "MQ-9B"، ومجموعة من الأسلحة والأنظمة المتقدمة، بتكلفة 1.96 مليار دولار.

في شأن متصل، كشف "معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام" أن قطر جاءت في المرتبة الثالثة عالميًا والأولى عربيًا، في قائمة مستوردي الأسلحة بين 2020 و2024، تلتها السعودية في المركز الرابع، مع اعتمادها على الولايات المتحدة بنسبة 74%. وارتفعت واردات الكويت بنسبة 466% لتحتل المركز العاشر عالميًا، بينما تراجعت واردات الإمارات 19% لتحل في المرتبة 11 عالميًا، لكنها برزت كمصدر للأسلحة في المرتبة 21 عالميا، فيما سجلت البحرين أعلى زيادة بنسبة 898% مع اعتماد شبه كلي على الولايات المتحدة.

الإجراءات

·      وجّه رئيس جهاز أمن الدولة السعودي، عبد العزيز الهويريني، رسالة إلى المعارضين في الخارج، أكد فيها إمكانية عودتهم دون تعرضهم لأي عقاب، ما لم تشملهم تهم مثل القتل أو الاعتداء، وذلك بناء على توجيه ولي العهد بالعفو عن المعارضين والترحيب بعودتهم.

·      وجّهت الرياض مذكرة شفوية إلى الأمم المتحدة ترفض فيها موقف أبو ظبي بشأن ترسيم الحدود، متمسكة باتفاقية أغسطس 1974 الملزمة للطرفين. وكانت الإمارات قد أكدت في مذكرة سابقة أن منطقة "الياسات" تقع ضمن مياهها الإقليمية، رافضة الاعتراف بأي حقوق سيادية للسعودية فيها.

·      رحّلت السعودية الناشط المصري، أحمد كامل، إلى القاهرة، بعد اعتقاله منذ نوفمبر الماضي بطلب مصري على خلفية حكم غيابي بالمؤبد في قضية سياسية.

·      رفع السودان دعوى أمام محكمة العدل الدولية يتهم فيها الإمارات بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، عبر دعمها لقوات الدعم السريع.

·      أيدت المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات أحكام الإدانة في قضية "الإمارات 84" المعروفة أيضًا بـ"تنظيم العدالة والكرامة"، بتهم تتعلق بالارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، ورفضت جميع الطعون المقدمة، حيث أكدت أحكامًا بالسجن المؤبد لـ43 متهمًا، والسجن 15 عامًا لـ5 آخرين، إضافة إلى أحكام بالسجن 10 سنوات وغرامة 10 ملايين درهم على خمسة متهمين.

·      اعتقلت السلطات الإماراتية السياسي السوداني والقيادي السابق في قوى "الحرية والتغيير"، محمد فاروق سليمان، منذ يناير/كانون الثاني، دون أن توجه له أي تهمة رسمية.

·      أصدرت السلطات الكويتية مراسيم جديدة بسحب وإسقاط الجنسية عن 982 شخصًا، وممن حصلوا عليها بالتبعية.

·      ألقت السلطات الكويتية القبض على امرأة مسحوبة جنسيتها، بعد اتهامها بالتطاول على قرارات الدولة عبر مواقع التواصل.

·      وجه وزير الداخلية الكويتي، فهد اليوسف، بتخفيف مدة عقوبة الحبس المؤبد لتصبح 20 عامًا بدلاً من أن تستغرق حياة المحكوم عليه ويكون مقترنًا بالشغل دائمًا.

·      أصدرت السلطات القضائية في الكويت أحكامًا في قضايا تتعلق بأمن الدولة، شملت تهم الطعن في صلاحيات وحقوق الأمير. حيث قضت بحبس النائب السابق، صالح الملا، سنتين مع الشغل والنفاذ، ورفضت معارضة سلمان الخالدي على حكم غيابي بسجنه خمس سنوات. فيما قررت النطق بالحكم على وليد الطبطبائي في 6 أبريل مع استمرار حبسه، بينما حُجزت قضيتي مساعد القريفة وعبدالله فهاد للحكم في 13 أبريل، بعد صدور أحكام بحبسهما مع وقف التنفيذ. في المقابل، برأت النائب السابق، مهند الساير.

·      أطلقت السلطات القطرية برنامج الاستبيانات لتقييم المخاطر القطاعية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بهدف دعم وإعداد التقييم الوطني في هذا المجال، إضافة إلى تصنيف الشركات وفقًا لمستوى المخاطر المؤسسية.

الأحداث

·      أعدت وزارة الخارجية "الإسرائيلية"، في بداية الحرب على غزة، خطة لتشويه صورة قطر وتقويض مكانتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، ومن خلال تحركات دبلوماسية يقودها السفراء، إلا أن رئيس جهاز "الموساد"، ديفيد برنياع، أوقف تنفيذ الخطة آنذاك محذرًا من تداعياتها، نظرًا للدور الذي تلعبه قطر كوسيط رئيسي.

·      نظم المئات في العاصمة البحرينية، المنامة، احتجاجًا على استمرار ارتكاب المجازر في قطاع غزة، مطالبين حكومة بلادهم بإنهاء اتفاقية التطبيع مع الاحتلال.

·      تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق تساقط شظايا صواريخ في أحياء سكنية داخل المدينة المنورة، في السعودية، مشيرين إلى أن الشظايا ناجمة عن اعتراض دفاعات جوية لصواريخ أطلقها الحوثيون باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.

·      أعلنت الإمارات أن منظوماتها السيبرانية نجحت في التصدي لهجمات إلكترونية استهدفت 634 جهة حكومية وخاصة، بهدف تسريب بيانات من قطاعات حيوية واستراتيجية في الدولة.

·      نجحت وساطة إماراتية بين روسيا وأوكرانيا في إنجاز عملية تبادل جديدة شملت 350 أسير حرب، مناصفة بين الجانبين.

·      نجحت وساطة قطرية في الإفراج عن الأمريكي جورج غليزمان، الذي كان محتجزًا في أفغانستان.

·      كشف تقرير مشترك لـ"هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "أميركيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان" عن استمرار البحرين في اعتقال أطفال وارتكاب انتهاكات جسيمة بحقهم، شملت التعذيب والتهديد والحرمان من التعليم والرعاية الطبية، وذلك بسبب مشاركتهم في احتجاجات مؤيدة لفلسطين.

·      أحبطت السلطات السعودية تهريب كميات ضخمة من المخدرات عبر منفذ البطحاء مع الإمارات، كما تمكنت بالتعاون مع نظيرتها العراقية من إفشال محاولة تهريب قادمة من سوريا، فيما أعلنت الكويت نجاح تعاونها الأمني مع قطر في إحباط تهريب شحنة كبيرة من المواد المخدرة.

الاستنتاجات

·      تواصل دول الخليج العربية الاستثمار في العلاقة مع واشنطن تحت إدارة ترامب باعتبارها الشراكة الأمنية الضرورية لحماية البلاد. ويبدو أن خطط إدارة ترامب لشن عمل عسكري محتمل ضد إيران ستدفع دول الخليج لمزيد من الاعتماد على الشراكة الأمنية مع واشنطن في مواجهة احتمالات الانتقام الإيراني.

·      تشير جهود الإمارات بخصوص مخطط التهجير، وربط ذلك بمشروع استقلال أرض الصومال، إلى تنسيق استراتيجي مع الاحتلال "الإسرائيلي" على المستوى الإقليمي، وتماهي مصالح أبوظبي مع مصالح الاحتلال على حساب شركاء مهمين مثل مصر التي يمثل هذا المشروع تهديداً لأمنه القومي.

·      من المرجح أن تواصل السعودية سياسة الإفراج عن المعتقلين، وليس من المؤكد بعد أن تشمل الرموز المؤثرة مثل سلمان العودة، وسيكون على ولي العهد الموازنة بين حاجته لتأكيد تحول في السياسة يمنح الثقة للمعارضين في الخارج بأن عودتهم صارت آمنة، وبين موقفه الاستراتيجي تجاه العداء مع السعوديين المحسوبين على الإخوان.