التطورات
استضافت القاهرة قمة عربية طارئة لبحث تطورات القضية الفلسطينية، بمشاركة القادة العرب وسط غياب لزعماء السعودية والإمارات وسلطنة عمان والجزائر وتونس. وقد اعتمدت القمة خطة مصرية لإعادة إعمار غزة، ودعت مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشددة على رفض أي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم أو داخلها، فيما تضمنت الخطة استعداد مصر لتدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية لتولي المهام الأمنية في غزة. وفي هذا السياق، طلبت القاهرة من حماس تسليم الصواريخ والقذائف التي يمكن استخدامها ضد الاحتلال، لتخزينها في مستودعات تحت إشراف مصري وأوروبي حتى إنشاء دولة فلسطينية.
من جهتها، أشارت تقارير إعلامية إلى أن إدارة ترامب نقلت عبر الإمارات عرضًا إلى القاهرة يتضمن حزمًا اقتصادية كبيرة، مقابل نقل نحو نصف مليون فلسطيني إلى سيناء، فيما كشفت مصادر دبلوماسية عن تلقي القاهرة إخطارًا من واشنطن بنيتها خفض المساعدات العسكرية بدءًا من 2026.
على صعيد متصل، استقبل جهاز المخابرات العامة وفودًا أمنية "إسرائيلية"، على وقع تصاعد التوتر بسبب التواجد العسكري المتبادل على جانبي الحدود، حيث تشدد مصر على ضرورة انسحاب القوات "الإسرائيلية" من محور فيلادلفيا، مع تعزيز التنسيق الأمني بين الجانبين عبر أنظمة مراقبة متطورة، بينما تتصاعد المخاوف "الإسرائيلية" بشأن منشآت عسكرية مصرية في سيناء، حيث أكد وزير دفاع الاحتلال أن "تل أبيب" لن تسمح لمصر بخرق اتفاقية السلام.
إلى ذلك، استقبل مسؤولون في جهاز المخابرات العامة وفداً من الحوثيين، حيث نقلت مصر رسائل أميركية إلى الحوثيين في محاولة لوقف التصعيد العسكري في البحر الأحمر، في حين ربطت الجماعة أي تهدئة بوقف الحرب على قطاع غزة.
الإجراءات
· انسحب أفراد اللجنة الأمنية المشتركة بين مصر وقطر، المكلفة بالإشراف على عمليات التفتيش في محور نتساريم، إثر التقدم الميداني لقوات الجيش "الإسرائيلي"، مع استئناف الحرب على غزة.
· أصدر الرئيس، عبد الفتاح السيسي، توجيهات مباشرة إلى الأجهزة السيادية، وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة ووزارة الخارجية، لوضع خطة متكاملة للتعامل مع الأزمة في غزة وتحدياتها، شملت تعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود المصرية مع القطاع، ومنع أي محاولات تسلل أو تهريب أسلحة، ورفع مستوى التنسيق الأمني مع الجانب "الإسرائيلي". ووجّه السيسي المخابرات العامة بوضع خطة تفصيلية تشمل مشروعات إسكانية وتنموية لمنع أي تهجير للسكان الفلسطينيين.
· أطلق السيسي، خلال زيارته لأكاديمية الشرطة، برنامجاً يهدف إلى تجنب تكرار الصدامات بين المواطنين وقوات الشرطة، في إشارة إلى ما جرى بعد ثورة 25 يناير.
· وافق مجلس النواب على مجموع مواد مشروع قانون العمل الجديد المقدم من الحكومة، لتنظيم أوضاع نحو 30 مليون عامل في القطاع الخاص، يشمل حظر الإضراب أو الدعوة إليه في المنشآت الحيوية التي تُقدّم خدمات أساسية.
· أصدرت الحكومة قرارات بمنح الجنسية لعدد من الأجانب المقيمين في البلاد، بينهم 11 سوريًا، ومواطن سوداني، وشخص من جمهورية الدومينيكان.
· أعلن السفير المصري لدى الكويت أن القنصلية استقبلت طلبات بعض الراغبين في استعادة جنسيتهم المصرية، ممن تم سحب جنسياتهم الكويتية.
· قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس 70 شابًا وفتاة، وطفليْن، بعد إخفائهم قسريًا لفترات متفاوتة، ووجهت إليهم تهمًا تتعلق بـ"نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة إرهابية".
· أعادت السلطات المصرية حبس الفلسطينيين، نمر فهمي وناصر خليل، 45 يومًا بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية، عقب انتهاء محكوميتهما 15 عامًا في قضية "خلية حزب الله". كما أعادت تدوير المحامي، أسامة محمد مرسي، نجل الرئيس الراحل، والحقوقي، أسامة بيومي، ونحو 70 معتقلًا آخرين، بينهم فتيات، في قضايا جديدة رغم انتهاء محكوميات بعضهم وصدور قرارات بإخلاء سبيل لآخرين.
· جدّدت السلطات القضائية الحبس الاحتياطي لعشرات المعتقلين السياسيين بشكل روتيني ومن دون تحقيقات، بينهم الخبير الاقتصادي، عبد الخالق فاروق، والإعلامي، أحمد سراج، ورسّام الكاريكاتير، أشرف عمر، والصحافيين، ياسر أبو العلا، ورمضان جويدة، وأحمد بيومي، إضافة إلى 86 معتقلًا آخرين بينهم طفل.
· أحالت السلطات 23 معتقلًا سياسيًا إلى المحاكمة الجنائية، بدعوى اتهامهم بالتخطيط لعمليات إرهابية، بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية عام 2020.
· أخلت السلطات سبيل 72 معتقلًا كانوا محبوسين احتياطيًا على ذمة قضايا سياسية متفرقة، بينهم سيدات وأطفال، ومن ضمنهم ثلاثة من مشجعي النادي الأهلي أوقفوا سابقًا لرفعهم علم فلسطين في إحدى المباريات.
· قضت محكمة جنايات الجيزة ببراءة خمسة من أفراد الشرطة، بينهم رئيس مباحث وأمناء ومجند، من تهم تعذيب سبعة محتجزين داخل القسم والتسبب في وفاة أحدهم، مع صدور قرار بعودتهم إلى العمل.
الأحداث
· أعادت السلطات سبعة مواطنين كانوا مختطفين لدى قوات الدعم السريع في السودان منذ أكثر من عام ونصف، في عملية تنسيقية مع الجانب السوداني، وبدور بارز لـ"دولة خليجية" في تسهيل التواصل المباشر بين الاستخبارات المصرية وقوات الدعم السريع.
· سقط صاروخ أطلقته جماعة الحوثي، كان موجّهًا نحو "إسرائيل"، في محافظة جنوب سيناء، بالقرب من مدينة شرم الشيخ.
· نظم عشرات الصحفيين والناشطين السياسيين عدة وقفات احتجاجية على سلم نقابة الصحافيين المصريين، بالقاهرة، تنديدًا بالحرب على غزة.
· استقبلت مصر عشرات الجرحى الفلسطينيين عبر معبر رفح. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن نحو 3500 شخص عبروا إلى مصر منذ استئناف مهمة الاتحاد لمراقبة المعبر في يناير الماضي.
· كرّم السيسي أحد المسلحين في قوة قبلية موالية للجيش، يدعى إبراهيم حماد، ما أثار استنكار جهات حقوقية، بعد تقارير ومقاطع فيديو توثق تورطه في إعدامات ميدانية بحق مدنيين في سيناء عام 2017.
· اعتقلت قوات الأمن 12 شابًا من أهالي جزيرة الوراق عقب تجدد الاشتباكات بين السكان والأجهزة الأمنية، إثر احتجاجات نظمها الأهالي اعتراضًا على استمرار منع دخول مواد البناء إلى الجزيرة، فيما نظم عدد من السكان اعتصامًا للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
· بدأ الناشط المصري البريطاني، علاء عبد الفتاح، إضرابًا عن الطعام في محبسه بعد تدهور الحالة الصحية لوالدته، ليلى سويف، إثر استمرار إضرابها عن الطعام منذ سبتمبر الماضي. وفي اتصال هاتفي، دعا رئيس الوزراء البريطاني، الرئيس المصري، للإفراج عن عبد الفتاح.
· توفي المعتقل السياسي، نبيل فرفور، بعد شهرين من احتجازه، إثر تدهور حالته الصحية داخل محبسه نتيجة الإهمال الطبي.
· تجددت أزمة عمال شركة "وبريات سمنود" بإضراب رمزي استمر ساعات، احتجاجًا على تجاهل صرف العلاوة السنوية، حيث لجأت الإدارة لاستدعاء الأمن الوطني الذي أجبر العمال على العودة للعمل. كما أخلت السلطات سبيل 39 من عمال الشركة الوطنية للزراعات المحمية، بعد اعتقالهم إثر فض الشرطة اعتصامًا للمطالبة بالحد الأدنى للأجور ومنحة رمضان.
الاستنتاجات
· يخيم على السلطات المصرية مخاوف أمنية متزايد ومتداخلة؛ حيث تتعامل مع تهديد التهجير غير المستبعد، وهو حدث سيطلق تفاعلات لا يمكن التكهن بمآلاتها سواء على البيئة الأمنية في سيناء، أو رد الفعل الشعبي. من جهة أخرى، فإن تصاعد الحرب في غزة واحتمالات التصعيد الأمريكي ضد إيران يضع مزيداً من الضغوط الداخلية تحسباً لانعكاس ذلك على الرأي العام المحتقن أصلا، خاصة وأن التداعيات الاقتصادية لتجدد الحرب إقليمياً ستضيف المزيد من الضغوط على الحكومة المصرية.
· يمثل تبني الإمارات لمخطط التهجير تهديداً للمساعي المصرية المضادة لهذا الأمر، حيث ستكون فرص مصر في مواجهة الضغوط الأمريكية محدودة مالم يعززها دعم حلفائها في الخليج.
· على الرغم من الشراكة الأمنية بين مصر و"إسرائيل"، إلا أن التطورات في المنطقة الحدودية تكشف عن تباين حقيقي وتراجع الثقة بين الجانبين لمستوى غير مسبوق خلال حكم السيسي. وعلى الرغم من ترجيح التوصل لتسوية في نهاية المطاف، فإن هذه التطورات تكشف عن هشاشة هذه الشراكة في المدى البعيد.